- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
في كل سفرة، من سفراتي الخاصة الى جمهورية الصين الشعبية، كنت أمام برنامجِ عملٍ مكثّف، باستثناء الزيارة التي كانت أواخر العام 2006.
برنامج العمل، كان يتضمن في الجزء الهام منه نشاطاً اعلامياً، ولقاءات متواصلة مع المنابر الإعلامية الكبرى، والقاء محاضرات، ومنها محاضرات لطلاب اللغة العربية في جامعة بكين، كنت أتناول فيها حال منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وعلاقات الصين التاريخية مع منطقتنا، اضافة لمواضيع ذات بُعدٍ تاريخي. أعيد استذكار تلك المحطات، ففيها كانت الحيوية والنشاط تدب في أوصالي، وفي الذاكرة الوطنية والسياسية، لأنني كنت اعتبر نفسي في مهمة وطنية قبل أن تكون خاصة، أو حتى مهمة سياحية، فيما كانت في جانبٍ منها مهمة الإطلاعٍ على الواقع العام في الصين الشعبية، لجهة التطور الملحوظ على كافة المستويات، والإضطلاع على تجربة الصين الشعبية، بعد سياسة الإصلاحات التي بدأها الرئيس الصيني الأسبق (دنغ سياو بينغ) أواخر سبعينيات القرن الماضي، دون أن ينسف القديم. بل جاء ليطوّر ماهو موجود، ويبني عليه، وهو ما أوصل جمهورية الصين الشعبية لمراتب عليا على الصعيد الدولي، حتى أصبحت تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في العام، وبمخزون احتياطي هو الأول من العملات الصعبة على المستوى الأممي. وبنمو اقتصادي سنوي مُتزايد الوتيرة من عامٍ لأخر. وبمنحى بياني يأخذ مساراً تصاعدياً حتى لو سار موازياً للأفق المرسوم (ديكارتياً) في بعض الفترات المتقطعة التي لها علاقة بأزمات الإقتصاد العالمي.
إن أجمل ماوجدته في الصين الشعبية، عدا عن زيارة المدن الكبرى خاصة شنغهاي، وتشينجن، وتيانجين، ومدن الجنوب والوسط، كان تفاعلي مع طلاب كلية اللغات، في جامعة بكين، وتحديداً دارسي اللغة العربية، الذين يتم اعدادهم ليصبحوا إما دبلوماسيين أو اقتصاديين في البلاد العربية. وقد القيت عليهم عدة محاضرات، وباستخدام السبورة الضوئية التفاعلية، التي عرضت من خلالها مواضيع شرق أوسطية، ذات شأن، وفق طريقة برنامج (بور بوينت) وغيره. سمحت فرصة تلك الزيارات، اللقاء مع دبلوماسيين فلسطينيين، كان منهم السفير في عام 2010 الأستاذ دياب اللوح، حيث تناولنا الغداء معه في منزله بالسفارة. كذلك اللقاء مع الأخ أحمد موسى، والأخ سعدي جابر، وهما من الدبلوماسيين الفلسطينيين في الصين الشعبية. فيما حدثني الكثير من الأصدقاء الصينيين عن الأخ (مصطفى السفاريني) الملقب بــ (أبو حديد) الذي يتقن اللغة الصينية بطلاقة عالية جداً، وهو السفير الفلسطيني المتجول في دول تلك المنطقة، ومنها بكين، وقد تأهل من وزيرة خارجية جمهورية لاوس، والذي يتقن اللغة الصينية اتقاناً عالياً.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت