أصدرت الصين كتابا أبيض بشأن الحد من الفقر، يشرح كيف قضت أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان على الفقر المدقع في الداخل وتعاونت مع بقية العالم لمعالجة واحدة من أكثر التحديات صعوبة في تاريخ البشرية.
إن القضاء على الفقر أولوية وهدف مشترك للمجتمع الدولي. وعلى مدى عقود، حققت دول في جميع أنحاء العالم، عبر جهود مشتركة دؤوبة، إنجازات ملحوظة في انتشال الشعوب من براثن الفقر وتحسين ظروفهم المعيشية.
ومع ذلك، وسط التحديات المختلطة لمرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) المستعر، والاقتصاد العالمي المترنح، فضلا عن الكوارث المناخية في جميع أنحاء العالم، قدر البنك الدولي أن ما يصل إلى 150 مليون شخص سينزلقون إلى براثن الفقر المدقع بنهاية عام 2021.
وفي ظل هذه الظروف، تغلبت الصين على الصعوبات وحققت نصرا كاملا في الموعد المحدد في مكافحتها للفقر، وهي خطوة حاسمة وراسخة في الحملة العالمية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ليس من السهل تكرار تجربة الصين وممارستها في مجال الحد من الفقر لأن لكل دولة ظروفها الخاصة. ولكن يمكن دراسة وتعلم بعض عناصر قصة النجاح، مثل الفلسفة المرتكزة على الشعب والإستراتيجيات المناسبة والمشاركة العميقة في التعاون العالمي.
ولطالما وضعت الحكومة الصينية الشعب في المقام الأول عند وضع السياسات وتنفيذها. حتى التفشي المفاجئ لمرض الكورونا لم يهز تصميمها أو يعطل الجهود المتضافرة لمكافحة الفقر.
وبعد سنوات من الجهود، فإن جميع سكان الريف في الصين الذين يعيشون تحت خط الفقر الحالي، والبالغ عددهم 100 مليون نسمة تقريبا، تخلصوا من الفقر في عام 2020، في حين أُسقطت جميع المحافظات الـ832 الفقيرة و128 ألف قرية من على قائمة الفقر.
ولمنع هؤلاء من الوقوع في براثن الفقر المدقع مرة أخرى، صاغت الدولة مجموعة من السياسات مثل تعزيز التدريب على المهارات، وخلق المزيد من فرص العمل وتحسين البنى التحتية على المستوى المحلي.
ويعكس الانتصار التاريخي الذي تحقق بشق الأنفس، التزام بكين الواضح تجاه شعبها بعدم ترك أي فرد أو منطقة فقيرة وراء الركب على طريق التنمية.
في حرب مكافحة الفقر، أتبعت الصين سلسلة من الأساليب المناسبة لظروفها الخاصة. لقد أفسحت الطريق كاملا أمام ميزة منهجية -- قدرتها على تعبئة موارد اجتماعية واقتصادية هائلة وجمع الحكمة ونقاط القوة للتعامل مع القضايا الحرجة.
وفي ظل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني، أُنشئت شبكة واسعة النطاق للتخفيف من حدة الفقر، مع مشاركة حكومات مركزية ومحلية وجميع الدوائر والصناعات والشركات، وعملها معا بشكل كامل لتحقيق الهدف المنشود.
وعلى الصعيد العالمي، شاركت الدولة بنشاط، باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم وداعية مخلصة لقضية الحد من الفقر العالمي، في التعاون العالمي والعمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم لتحقيق التنمية والمنافع على الصعيد المشترك، لا سيما في إفريقيا وغيرها من الدول النامية من خلال آليات مختلفة مثل مبادرة الحزام والطريق.
وفي ظل التوافق الأعمق مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، كانت المبادرة التي اقترحتها الصين تقدم باستمرار فوائد التنمية لجميع المشاركين، إذ أظهر تقرير للبنك الدولي أنه عند تنفيذ المبادرة بكامل إمكاناتها، يمكن أن تنتشل 7.6 مليون نسمة من الفقر المدقع و32 مليونا من الفقر المعتدل.
إن انتصار الصين في القضاء على الفقر ليس النهاية، ولكنه بداية رحلة جديدة. لن تتوقف الصين أبدا عن جهودها في السعي وراء بناء دولة حديثة. وفي هذه العملية، ستظل ملتزمة دائما بالقضية العالمية للحد من الفقر وتتطلع إلى المزيد من التبادلات والتعاون مع المجتمع الدولي لبناء عالم أكثر ازدهارا ومستقبل مشترك.