تسلمت وزارة الصحة وقيادة الجيش في لبنان، هبة من الحكومة الصينية تتضمن دفعتين من لقاح (سينوفارم) ضد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وسلم السفير الصيني في لبنان وانغ كه جيان، الهبة إلى وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حمد حسن وممثل قائد الجيش اللواء الياس شامية، في احتفال أقيم بمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت تم خلاله توقيع وثائق الهبة.
وقال السفير وانغ في كلمة خلال حفل التسليم، إن فيروس كورونا عدو مشترك للبشرية، وإن هزيمته مهمة مشتركة أمام بلدان العالم، وليس أمامنا سوى أن نواصل التضامن والتعاون.
وذكر أن الصين قدمت وستقدم مساعدات من اللقاحات إلى 80 دولة نامية و3 منظمات دولية إنطلاقا من إيمانها ببناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية ومجتمع صحة مشتركة للبشرية.
وأشار الى أن "الشعبين الصيني واللبناني يتبادلان الدعم في مواجهة كورونا ويحاربانها"، لافتا إلى أنه "رغم شح عرض اللقاحات الصينية، تقدم الصين دفعتين من اللقاحات إلى الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني.
وأضاف أن "هذا الأمر يعكس الصداقة العميقة بين حكومة الصين وشعبها وجيشها تجاه الشعب والجيش اللبناني، ودعم الجانب الصيني للجانب اللبناني في مكافحة (كوفيد-19)".
وأعرب وانغ عن "الثقة بأن اللقاحات الصينية ستلعب دورا إيجابيا في رفع قدرات لبنان على الوقاية من الجائحة ومكافحتها".
فيما رأى وزير الصحة اللبناني في الهبة "الكثير من الأبعاد والدلالات، وأولها الدلالة الإنسانية لهذه الرسالة الصادقة من الصين".
ونوه الوزير في كلمته، بـ"أهمية الهبة الصينية بتوقيتها المناسب، إذ أنها الهبة الأولى التي ترد إلى لبنان كلقاح".
وقال "عندما تواجه دولة عظمى مثل جمهورية الصين الشعبية الجائحة، بإرادة صلبة وبعزيمة علمية ومواكبة ميدانية، ثم تقوم في خضم هذه المواجهة بتقديم الهبة لعدة دول نامية، فإنها ترفع بذلك من إمكانية مواجهة الوباء الذي أصاب الكثير من البشر وأدى إلى الوفاة كما أضر باقتصاد الدول".
وشكر الوزير حسن الصين على "الهبة التي تتبرع فيها للشعب اللبناني في خضم مواجهتها للوباء"، مهنئا الصين على "الإنجاز العلمي المتقدم بتصنيع لقاح آمن وفعال نستخدمه اليوم في لبنان كوسيلة من وسائل مقاومة هذه الجائحة".
وأعلن انه "يمكن إطلاق اليد للقطاع الخاص اللبناني للاستثمار باللقاح الصيني (سينوفارم) وهذا ما ننوي دعمه المشترك وتفعيله في السوق اللبنانية لكي نحقق استراتيجية وزارة الصحة بتأمين اللقاحات المتاحة عالميا".
بدوره، أشار ممثل قائد الجيش اللبناني اللواء شامية في كلمته إلى أن "اللقاحات التي نتسلمها كهبة لمصلحة الجيش تمثل دعما بالغ الأهمية لجهة حماية عناصر المؤسسة من خطر كورونا ومساعدتها على الاستمرار في تنفيذ المهمات المتنوعة الموكلة إليها".
وشدد على أن "الهبة تصب مباشرة في خدمة الأمن الصحي لبلدنا وتساهم في رفع مستوى المناعة الاجتماعية".
وأكد أن "السلطات الصينية حرصت خلال السنوات الماضية على ترسيخ علاقات التعاون بين الجيشين اللبناني والصيني وتقوية الروابط التاريخية التي تجمع شعبي البلدين عبر سلسلة خطوات أساسية شملت تقديم مختلف أشكال الدعم للبنان وجيشه، لا سيما في أوقات الشدة والأزمات".
وأشاد اللواء شامية بـ"الدور الذي تؤديه الوحدة الصينية في قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) والجهود الحثيثة والتضحيات الكبيرة التي يبذلها عناصر الوحدة لحفظ السلام في الجنوب بالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني وفقا للقرار 1701 ومن درجاته بكل أمانة وإخلاص ومهنية".
وأكد أن "جهود وتضحيات حفظة السلام الصينيين في اليونيفيل هي موضع تقدير عميق من جانب الجيش اللبناني واللبنانيين جميعا".
واعتبر أن "الدعم الذي يتلقاه الجيش من الدول الصديقة وعلى رأسها جمهورية الصين الشعبية، يشكل عامل قوة بالنسبة إلينا في خضم المرحلة الحساسة في البلاد" بتزامن تفشي فيروس كورونا مع الضائقة الاقتصادية.
وتمنى اللواء شامية لـ"الشعب الصيني المزيد من التقدم والإزدهار" وتقدم بـ"الشكر للسلطات الصينية على مبادرتها، وبالعرفان والتقدير الى سفير الصين في لبنان على عمله الدؤوب في سبيل الارتقاء بالعلاقات اللبنانية الصينية نحو أعلى المستويات".
وكانت الحكومة المركزية والحكومات المحلية الصينية وشركات صينية والجالية الصينية في لبنان قامت منذ تفشي (كوفيد-19) في لبنان بتقديم دفعات من المساعدات الطبية إلى الجانب اللبناني.
وشملت المساعدات 3 آلاف وحدة من فحص (بي سي آر) وأكثر من مليون و20 ألف كمامة طبية و20 ألف بزة واقية طبية و3 آلاف زوج من النظارات الواقية و100 ألف زوج من القفازات الطبية و6 آلاف وحدة من فحوص المناعة وأكثر من 10 أجهزة حرارية لقياس درجات الحرارة في المراكز الحدودية و200 جهاز قياس حراري يدوي.