- بقلم علي بدوان
مخيم الشهداء، والإنطلاقة الوطنية الكبرى للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، مخيم الرصاصات الأولى، لم يبخل في تقديم أبنائه من لاجئ فلسطين في مسار الثورة والمقاومة منذ لحظاتها الأولى. وهكذا كانت العائلة التي قدمت أربعة اشقاء شهداء في مسار الثورة الفلسطينية المعاصرة.
تم تكريم عائلة الشهداء إياها، من قبل الهيئات الفلسطينية والسورية المعنية، عام 1974. فقبل نهاية شارع اليرموك، ومقابل مبنى مؤسسة الكهرباء، تم من قبل الجيش والوحدة الإنشائية التي كانت تُسمى بـــ (التحصين)، اشادة المنزل الخاص بذوي الأشقاء الشهداء الأربعة عام 1974، الأشقاء الذين استشهدوا تباعاً بين منتصف الستينيات من القرن الماضي على جبهة الجولان في المواجهة مع قوات الإحتلال، وكان اخرهم قد استشهد في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973.
الشهداء الأربعة، من عائلة (المِعجِل)، من عرب (القديرية) قضاء صفد في فلسطين. ومن بلدة (النويرية) على وجه التحديد. تلك العائلة أو (الحمولة) ــــ على حد تعبير القول الفلسطيني والعربي ــــ انجبت العشرات من الكوادر والشهداء، كان منهم المرحوم (المقدم شرف) صالح المِعجِل، أحد المقاتلين في عملية الإنزال على تل الفرس في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973. تلك العملية التي قادها الشهيد العقيد اليافاوي مصطفى أبو دبوسة ـــ استشهد في لبنان عام 1976 ـــ واسفرت عن تطهير موقع تل الفرس.
إذاً، جرى تسليم مفاتيح المنزل الكبير نسبياً بعد الإنتهاء من اشادته، لذوي الشهداء الأشقاء، في حفل كبير، حضرته وحدات عسكرية سورية وفلسطينية، وشخصيات عديدة، إضافة لجمهور الناس من اليرموك. فكان بالفعل أشبه بالمهرجان الوطني، الذي يليق بالشهداء الأشقاء الأربعة.
بعد وفاة والدي الشهداء الأربعة، تم إعادة اشادة المنزل المقابل لمؤسسة الكهرباء تماماً، كبناء طابقي، لكنه تضرر بشكلٍ كبير في ظل محنة ومأساة مخيم اليرموك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت