- د. محمد أبوسمره
- رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني
تتوالى الفواجع والأحزان والآلام علينا، وتحمل لنا الساعات والأيام المتتاليات بين ثناياها الأخبار المحزنة، وتفجعنا برحيل العظماء والأعلام الكبار والأحبة واحداً تلو الآخر.. وهاهو الفيروس اللعين يخطف من بين نياط قلوبنا، وأشفار عيوننا، العالم العلاَّمة الجليل، سماحة السيد محمد حسن الأمين، أحد كبار العاشقين لفلسطين والمدافعين عن قضيتها وثورتها.
لقد كانت فلسطين حاضرةً لديه منذ مقتبل عمره، حيث انخرط وقاتل في صفوف ثورتها المجيدة، وناضل من أجل فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، كانت فلسطين قضيته الأولى، وقدم لها الكثير.. الكثير مثلما قدَّم لبلده الرائع لبنان ومقاومته الباسلة، كانت فلسطين في وعيه هي لبنان، ولبنان هو فلسطين، كان فلسطينياً حتى النخاع، وكان وسطياً مستنيراً وحدوياً حتى النهاية، ناضل من أجل وحدة الامة، ومن أجل نصرة كافة قضايا الأمة.
وبرحيله المؤلم والمفجع تخسر فلسطين وقضيتها العادلة واحداً من أعظم وأروع العلماء الأجلاَّء وأكثرهم نصرةً وانتصاراً لقضيتها ومظلوميتها وعدالتها..
مولانا الرائع، العالم الجليل، الشاعر الجميل، الفارس الشجاع المقدام، الصديق الصدوق، الطاهر النقي ، الجريء بقول وموقف وكلمة الحق، الثائر المقاتل حتى الرمق الاخير، وسيدنا سماحة العلاَّمة محمد حسن الأمين، اليوم تبكيك فلسطين التي عشقتها وأحببتها وناضلت وكافحت لأجلها، تبكيك فلسطين التي بادلتك الحب بالحب، والعشق بالعشق، والشوق بالشوق..
تبكيك القدس وهي تفتح ذراعيها بانتظار قدومك وقدوم قوافل العاشقين.. فلقد كانت ثقتك في النصر ، تجعلنا نتلمسه بأطراف أصابعنا، ونترقبه مع فجرِ كلَّ يومٍ جديدٍ.. نترقبه معك ونحن نرنو معك بعيوننا نحو بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك ويافا وحيفا وعكا وعسقلان، ولكنك سيدي استعجلت الرحيل، فهذا موسم الأحزان والفواجع ورحيل مواكب الأحبة والعارفين العاشقين واحداً تلو الآخر، ولانملك، إلا ان نقول أمام قدر الله : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت