اكتظ سوق الزاوية أشهر الأسواق الشعبية في قطاع غزة الذي تزين بحلة رمضان، بالمواطنين الفلسطينيين ابتهاجا باستقبال الشهر المبارك.
وعجت المحلات التجارية على جنبات السوق القديم وسط مدينة غزة بالسلع والبضائع والمواد الغذائية الرمضانية والفوانيس والأشكال المضيئة ذات الألوان والأحجام المختلفة.
وبدت السعادة على وجه تاجر المواد الغذائية سعيد السقا الذي ينتظر موسم رمضان من العام للعام أملا في تحسين أوضاعه الاقتصادية بعد أسابيع من ضعف الحركة الشرائية.
ويقول السقا بينما يرتب بضاعته لعرضها أمام الزبائن لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن هناك إقبالا من المواطنين على الشراء هذا العام مقارنة مع الأعوام الماضية رغم تداعيات أزمة فيروس كورونا.
ويضيف السقا بينما يتفاوض مع أحد الزبائن على سعر المنتجات، أن أسعار البضائع كما هي في متناول الجميع لكن الوضع العام في غزة يحرم الكثير من العائلات من الاحتفاء برمضان.
ويتخوف السقا من قيام السلطات الحكومية في غزة من فرض إغلاق شامل في القطاع في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا ما قد يؤثر سلبا على وضعه الاقتصادي وتكدس البضائع داخل محله.
وعلى مقربة منه يعرض أبو هيثم مرتجى أنواعا من التمور والمكسرات والفواكه المجففة تتضمن حملة تخفيضات بالأسعار عليها أملا في جلب الزبائن.
ويعزو مرتجى إقبال الحركة الشرائية إلى "فروق مستويات دخل العائلات في القطاع واعتماد الميسورة منها على الرواتب الحكومية والخاصة".
ويعرب مرتجى عن أمله أن تخف أزمة فيروس كورونا وتأثيرها الكبير على الأوضاع الاقتصادية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق.
ويصوم المسلمون حوالي 15 ساعة على الأقل يوميا في شهر رمضان، فيما تهتم ربات البيوت بتحضير وجبات الإفطار، بالإضافة إلى الحلويات والعصائر الرمضانية.
وتقول السيدة الأربعينية اكتمال الكموني بينما تتنقل في أزقة السوق بين المحلات، إن "الأجواء جميلة والجميع متواجد في السوق من أجل شراء احتياجات رمضان".
وتضيف الكموني التي ترتدي الكمامة على وجهها، أن "شراء مونة رمضان من مأكل ومشرب وزينة أمر ضروري لعيش الأجواء وإدخال الفرحة على أفراد العائلة".
ويعاني قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة والمحاصر إسرائيليا منذ 15 عاما عقب سيطرة حركة (حماس) عليه، من أزمات عديدة على رأسها ارتفاع معدلات البطالة التي وصلت إلى 50 في المائة.
ولم يكن الحال مختلفا بالنسبة للأوضاع في الضفة الغربية إذ أعرب التجار عن أملهم بأن يكون الموسم الحالي أفضل من العام الماضي الذي شهد إغلاقا تاما لكافة مرافق الحياة في حينه.
ويقول التاجر عبد القادر الرزي لـ ((شينخوا))، إن الوضع التجاري شهد تحسنا قبيل ساعات من شهر رمضان تزامنا مع إعلان الحكومة الفلسطينية تخفيف إجراءاتها المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا.
ويأمل الرزي (42 عاما) من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بأن تستمر الحركة الشرائية بالتحسن طيلة أيام شهر رمضان المبارك لتعويض الخسائر التي لحقت به بسبب الإغلاقات المتكررة جراء فيروس كورونا.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية السبت، تخفيف الإجراءات المفروضة والسماح للمحال التجارية بالعمل طوال أيام الأسبوع باستثناء يوم الجمعة.
ويقول رئيس الغرفة التجارية الصناعية في رام الله عبد الغني العطاري لـ ((شينخوا))، إن تحسن الحركة الشرائية "مؤشر إيجابي خاصة أن هناك قطاعات تجارية كانت مغلقة العام الماضي وهذا العام سمح لها بالعمل".
ويشير العطاري، إلى أن استمرار النشاط التجاري "مرهون بالمنحنى الوبائي"، معربا عن قلقه من احتمالية ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا وعودة الإغلاق من جديد، مؤكدا ضرورة التزام المواطنين بإجراءات الوقاية والسلامة.
من جهته أعلن مدير عام التسويق في وزارة الزراعة الفلسطينية طارق أبو لبن، توفر كامل للمنتجات يغطي طيلة شهر رمضان في السوق الفلسطينية خاصة من الخضار واللحوم البيضاء والحمراء.
وقال أبو لبن لـ ((شينخوا))، إن توفر المنتجات في الأسواق الفلسطينية من شأنه "ضبط أسعار الخضار وضمان عدم ارتفاعها في فترة شهر رمضان".