- د . خالد معالي
هل يعلم مليارين مسلم في شهر رمضان، أن جزء من عقيدتهم محتل؟ وان القدس المحتلة تئن صباح مساء من ضربات الاحتلال؟ إن كانوا يعلموا فلماذا لا يحركوا جيوشهم لتخليصها من الاحتلال الغاشم، أم ان الوهن والكوابيس تغشاهم؟!
الدفاع عن القدس المحتلة، والمسجد الأقصى، لا يخص المقدسيين والفلسطينيين وحدهم دون غيرهم من امة المليارين، والاحتلال يريد ان يفرض بقوة السلاح امنه واستيطانه وتهويده للقدس العربية المسلمة.
يا امة العرب والاسلام، انها القدس، التي مكث الصليبيون فيها قرابة مائتي عام واحتلوها 90 عاما متواصلا، فهل رضخت القدس لهم ورضيت بهم واستكانت لهم! اذن هذا هو حال الاحتلال الحالي للقدس، والذي سيخرج منها صاغرا ذليلا مهما طال الزمن، ولكن متى تتحركوا؟! فقد بلغ السيل الزبى.
القدس المحتلة، كانت حزينة في اولى جمعة رمضانية، ورغم ذلك، شدة وتزول، فعبر التاريخ كانت ملازمة للوعي السياسي الجمعي للأمة، ولا تخلي عنها، وما هي الا غمامة صيف سرعان ما تزول.
لاحظ معي ايها القارىء ان دولة المشروع الصهيوني تطوق القدس بالمستوطنات وتهود المدينة المقدسة، كنسخة معاصرة للإمارات الصليبية التي أقامتها فتوحات الفرنجة في المنطقة قبل ألف عام، فهل الإمارات خلدت الاحتلال الصليبي المدعوم من دول أوروبا قاطبة، وقتها؟!
للقدس، دلالات، وعقيدة دينية متجذرة راسخة رسوخ الجبال، يزداد لهيبا في شهر رمضان المبارك، فراح الاحتلال يمعن في غطرسته ويمنع دخول القدس المحتلة لمواطني الضفة الغربية ليصلوا في المسجد الأقصى بحجة التصاريح وتلقيح كورونا.
استفزاز وتحدي وهو مواصلة اقتحام المستوطنين للمسجد الاقصى في شهر رمضان واستباحتهم له، "نتنياهو" يقوم بجس نبض الفلسطينيين والشارع العربي والإسلامي في هذا الأمر كي يهود وبقسم المسجد الاقصى، ويواصل خنق القدس بكتل استيطانية وتدمير بيوت أهلها، وجعل اليهود أغلبية مطلقة فيها.
وامعتصماه لا تجد صدى، ففي في شهر رمضان، ما يجري للقدس من تهويد ساعة بساعة، ليس مقتصرا على حي من أحيائها كجبل المكبر أو سلوان أو الشيخ جراح او البلدة القديمة، وغيرها، بل يطال الاستهداف كل نقطة وحتى ذرة تراب في المدينة المقدسة، ووفق خطة ممنهجة ومدروسة، ذات رؤى وأبعاد إستراتيجية ما عادت تخفى على أي متابع ومهتم بشأن القدس، حيث تترك وحيدة في مواجهة مخططات الاحتلال.
صحيح ان الاحتلال قوي اليوم، ولكن غدا هو ضعيف، وواقع وجود الاحتلال وان طال ظاهريا في فلسطين هو كشوكة في حلق امة المليار ونصف سرعان ما تجد الأمة الإسلامية طريقة لإزالة الشوكة ولفظها.
يا عرب ويا مسلمين، في شهر رمضان لا يطلب اهل القدس الكثير، فهم يطالبوا الدول العربية بخطوات عملية بسيطة وسهلة، مثل إغلاق سفارات الاحتلال، ودعم الجهود المناوئة للاحتلال، وشن حملات إعلامية مكثفة تعري الاحتلال أمام الدول وشعوب العالم، وعدم حرمان القدس من المشاركة بالانتخابات الفلسطينية بعد قرابة شهر من الان، فهل هذا كثير على القدس وأقصاها وقبة صخرتها التي فداها المسلمون بالغالي والنفيس؟
كل يوم وساعة، ما يمارس بحق القدس وسكانها ومقدساتها على درجة عالية جداً من الخطورة، وصل وتعدى الخطوط الحمر جميعها ويتطلب مواقف وأفعال فلسطينية وعربية وإسلامية نوعية، تتجاوز الروتين المعروف من بيانات الشجب والاستنكار.
على الأمة أن تتحرك لنصرة الفلسطينيين والقدس والأقصى ولو بأضعف الإيمان، وعدم تركهم وحدهم ليستفرد فيهم "نتنياهو"، ولولا المقاومة والنفس المقاوم، لصار حال الامة والقدس في خبر كان، وفي هذا الشهر الفضيل باتت الفرصة مهيئة لنصرة القدس، فلفعلها زعماء العرب والمسلمين؟! نأمل ذلك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت