- بقلم:أ.محمد حسن أحمد
السابع عشر من نيسان هو يوم متصل من أيام السنة التي لن تغيب معاناة الأسرى فيها عن وجدان الشعب الفلسطيني وقيادته ، فأسرانا البواسل حاضرون بيننا وفي ثنايا حياتنا ومسيرتنا الوطنية ، فأيام فلسطين كلها ذاكرة وطنية في سجل الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني ، وقبل الحديث عن واقع أسرانا نتوجه بتحية إجلال لفرسان الوطنية ولذويهم أمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم ولكل عائلاتهم ـ تحية من شعب وفي لمن يخوضون معركة الكرامة والحرية من أجل حرية وكرامة شعبهم ، فمعاناة أسرانا وتحديهم للسجان الإسرائيلي مستمرة ، ومازالت جرائم الاحتلال ضد أسرانا تتفاقم ، وما زال الاحتلال يطارد مناضلينا ليزيد من أعداد الأسرى حيث يقبع في سجون الاحتلال حالياَ خمسة آلاف أسير فلسطيني منهم 450 معتقلا اداريا و42أسيرة و200طفل حسب مصدر مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان ،وإذ تحل هذه الذكرى في وقت تتزايد فيه بشكل مطرد أعداد المعتقلين الفلسطينيين جراء تواصل حملات الاعتقال العشوائية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي وتطال خلالها مئات المدنيين، ويواجه المعتقلون الفلسطينيون المحتجزون في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ظروفاً مأساوية حيث تنتهك حقوقهم وكرامتهم الإنسانية المكفولة بالقانون والمواثيق الدولية ،حيث يصادف ذكرى يوم الاسير الفلسطيني في الوقت الذي يزداد فيه فيروس كورونا انتشارا وتهديدا للعالم بأسره ،وتسخر فيه كل الجهود والإمكانات والطاقات الدولية لمواجهة هذا الفيروس ،فيما تتجاهل سلطات الاحتلال هذا التهديد الجديد لحياة الأسرى في ظل الممارسات اللاإنسانية بشكل ممنهج بحق الأسرى الفلسطينيين، وفي إطار هجمتها الشرسة ضد كافة أبناء الشعب الفلسطيني، صعدت ولا زالت من حملتها بحق الأسرى في إطار سياسة تتبناها وتنفذ من خلالها عدداً من الإجراءات التعسفية الهادفة لإذلال المعتقلين وإهانتهم واستلاب كرامتهم الإنسانية، وفي الوقت الذي استجابت فيه عدة دول، في منطقة الشرق الأوسط، للنداءات المتتالية، التي توجهها منظمات حقوقية، دولية وعربية، بضرورة الإفراج عن السجناء، تفاديا لتفشي وباء كورونا ،فمازال الاحتلال الإسرائيلي يواصل سلسلة الاعتقالات غير آبه للنداءات الدولية ، وفي ظل ما يتعرض إليه أسرانا مطلوب منا أن نكثف الفعاليات التي تشكل ضغطا على حكومة الاحتلال لإنقاذ أسرانا ولوضع حد للتمادي الإسرائيلي ، لتظل قضية أسرانا حاضرة بالحجم الذي تستحقه ، فإرادة الشعب الفلسطيني بتضافر الجهود وتكاملها قادرة على أن تبقي باب الأمل مشرعا للإفراج عن أسرانا وأسيراتنا الماجدات ، فالفجر آت لنرى أسرانا بين ذويهم وبين أبناء شعبهم ، وليس ذلك على الله ببعيد ،ونحن في شهر رمضان المبارك نبتهل إلى الله سبحانه وتعالي أن يفك كرب أسرانا بالإفراج عنهم ليكونوا بيننا وبين عائلاتهم إنه نعم المولى ونعم النصير
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت