الواسطة والمحسوبيات أخطر من كورونا

بقلم: فتح وهبه

  • فتح وهبه

 يعم بين أهالي مخيم نهر البارد شمال لبنان جو من الغضب والإستهجان لإتباع الجمعيات والمؤسسات في المخيم سياسة الواسطة والمحسوبيات في توزيعاتها للطرود الغذائية والبونات الشرائية ووجبات الطعام الجاهزة وفي توزيعها للخبز  .
ويقول الأهالي أن هذه المساعدات جاءت لإغاثة الفقراء والمحتاجين ولإعانة من توقفت أعمالهم وليس لديهم مصدر دخل ثابت "يتكؤون" عليه، ولم تأتي لمن أوضاعهم المعيشية جيدة ولديهم اعمال ورواتب شهرية ثابتة وبالدولار لأنهم قادرين على تخطي الأزمة وتفادي الجوع .
ولقد تناقل أهالي المخيم عبر مواقع التواصل الإجتماعي أخبار تفيد بأن كثير من الذين حصلوا على البونات اوضاعهم المعيشية جيدة جداً ومنهم تجار واصحاب مصالح لا يزالون يزاولون أعمالهم بشكل طبيعي.
 ويقول الأهالي "إن ما يدعو للإستغراب والدهشة انه تم تسجيل وتصنيف الحالات التي اخدت ألبونات على انها حالات "إجتماعية صعبة وفقيرة" مع أن حالات الغالبية منهم كما يقال "باللوج" وهذا الأمر طرح لدى الأهالي أكثر من علامة إستفهام حول مصداقية هذه الجمعيات والمؤسسات وحول الأموال التي تتلقاها وإلى أي جيوب تذهب.
يقول أحد أهالي المخيم إن القيمين على توزيع المساعدات غير منصفين ويتعاطون مع الأهالى بميزاجية، وأنه تم تجاهل الكثيرين من الفقراء والمحتاجين وتم إرضاء اشخاص اوضاعهم المعيشية جيدة على حساب آخرين فقراء ومحتاجين بحكم الصداقة أو القرابة أو المعرفه " ويضيف قائلاً "من يحاسب هؤلاء الحيتان الذين يأكلون حقوق العباد في جو من العنصرية والمحسوبية وغياب الرقابة والمحاسبة " وينهي كلامه قائلاً "الواسطة والمحسوبيات أخطر من كورونا" بينما يقول لاجئ آخر من ابناء المخيم "إن الفقراء والمحتاجين الذين تم شملهم بالمساعدات ويستحقونها يُعدّون على اصابع اليد وأن جميع البونات التي تم توزيعها على الاهالي غطت ما يقارب العشرون بالمائة فقط من مجمل عدد سكان المخيم مع أن المساعدات التي دخلت إلى المخيم لو تم توزيعها بالعدل وبما يرضي الله تكفي الجميع " وينهي حديثه قائلاً "ما أقدمت عليه هذه المؤسسات والجمعيات قد يُسرع في حدوث المجاعه والكارثة، بسبب تصرفها اللا مسؤول ولأن المستفيدين من المساعدات في المرة الأولى هم أنفسهم المستفيدون في كل المرات ومن أكثر من جهة.
وهنا لا بد أن نسأل أين وكالة الاونروا المسؤولة عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؟ لماذا لم تقدم أي مساعدة مالية أو إغاثية لعموم فلسطينيي لبنان حتى هذه الساعة؟ ولماذا لن تطلق خطة طوارئ عاجلة لهم ؟ ولماذا هي تتعامل مع أزمة كورونا كأنها ليست موجودة ضاربة بعرض الحائط جميع النداءات والمناشدات التي أطلقها أهالي المخيمات في لبنان؟ .

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت