دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتحويل الهبة الشعبية البطولية التي يخوضها أبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة إلى انتفاضة شعبية عارمة، من أجل التأكيد على هوية وعروبة المدينة، والتصدي لعمليات التهويد وتزوير التاريخ المستمرة لها والاستباحة المتواصلة لمقدساتها، ومن أجل فرض الإرادة الشعبية على الاحتلال، وتحويل عوامل الرفض الصهيونية لأي استحقاق وطني ديمقراطي في المدينة إلى معركة اشتباك مفتوحة معه.
وأكدت الجبهة أن الملحمة البطولية التي يجسدها شعبنا الآن في أحياء وشوارع وأزقة وباحات المسجد الأقصى في مدينة القدس ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، هي الوجه الناصع والمشرق لمقاومة شعبنا التي لم تتوقف يوماً في عاصمة فلسطين الأبدية، فقد أثبت أهلنا في مدينة القدس مجدداً قدرتهم على حماية مدينتهم وتخندقهم في معركة الدفاع عن هويتها العربية وعن وجودهم فيها.
وشددت الجبهة على ضرورة مغادرة حالة القصور الرسمية الفلسطينية إزاء مدينة القدس وأهمية صوغ استراتيجية جديدة لتعزيز صمود شعبنا هناك والتصدي لمحاولات تغيير معالم المدينة، وفرض واقع جديد على الأرض، ومواجهة سياسة هدم المنازل في إطار مخططات تهويد المدينة كما يحدث في الشيخ جراح، والذي يستوجب من المؤسسة الرسمية وضع خطة إنقاذ عاجلة وضخ موازنة مالية عاجلة وثابتة لتعزيز صمود شعبنا هناك.
واعتبرت الجبهة أن استمرار تواطؤ بعض الأنظمة الرجعية العربية وتدخلهم الفج في الشأن الفلسطيني لصالح الاحتلال، وتورطهم في عمليات تسريب الأراضي والعقارات، كما استمرار سياسة الصمت العربي الرسمي إزاء ما يحدث من استباحة مستمرة للقدس، والاقتحامات لباحات المسجد الأقصى ومحاولة تفريغ ساحاتها من المصلين لصالح المتطرفين المستوطنين تشجع الاحتلال على تسريع إجراءات التهويد في القدس والمسجد الأقصى.
وختمت الجبهة بيانها مؤكدة على دعوة جماهير شعبنا في جميع أماكن تواجدهم إلى التحرك العاجل إلى نصرة أبناء شعبهم في مدينة القدس، واعتبار ما يجري هناك قضية جوهرية، وجزءاً من الصراع التاريخي الأيديولوجي والثقافي الذي يخوضه شعبنا ضد الكيان الصهيوني وادعاءاته المزيفة.