وجّه قائد شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، بإزالة السواتر الحديديّة من باب العامود في القدس المحتلة، بعد أيام من المواجهات.
واستبق المقدسيّون القرار الإسرائيلي، عبر البدء بإزالة السواتر الحديديّة بأنفسهم، فيما أدى مساء آلاف المواطنين صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى المبارك، وعند الانتهاء منها تجمهروا عند باب العامود، مرددين الهتافات والشعارات الوطنية.
وفرض الشبان المقدسيون السيادة الوطنية باجبار الاحتلال على إزلة حواجزه التي فشل بفرضها مرة أخرى، ليضاف هذا النجاح إلى نجاحات أخرى في معركة البوابات وباب الرحمة.
وتعجّ منطقة باب العامود بالأمسيات الرمضانية والفعاليات الشعبية، بالإضافة إلى مركزيّتها التجارية.
وأثار وضع السواتر الحديديّة غضبًا عارمًا، عزّزته تظاهرات المستوطنين وهتافاتهم "الموت للعرب"، واعتداءاتهم على المقدسيّين.
وأدت المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، إلى اعتقال نحو 100 مقدسي، وإصابة 750 آخرين باعتداءات الاحتلال.
ورغم أن شرارة الاحتجاجات بدأت مع وضع الحواجز الحديديّة في باب العامود، إلا أن الأهالي يؤكّدون أنها نتيجة تراكمات طويلة من هدم المنازل، وزرع البؤر الاستيطانية في الأحياء العربية، والتنكيل الاقتصادي والمنع المتكرّر للصلوات في المسجد الأقصى.
وبالإضافة إلى انتهاكات قوات الاحتلال، انتشرت خلال الأيام الأخيرة الاعتداءات الفرديّة من المستوطنين على الأهالي، ما يثير الخشية من تكرار عمليات الاختطاف، مثل عملية قتل الشهيد محمد أبو خضير، عام 2014.
وربطت قوات الاحتلال الإسرائيلي بين التصعيد في المسجد الأقصى المبارك، وبين إطلاق الفصائل الفلسطينيّة 40 قذيفة على البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزّة، يومي الجمعة والسبت.
والتقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، صباح الأحد، مع رؤساء السلطات المحلية في "غلاف غزة"، واستعرض أمامهم صورة الوضع الأمني مقابل غزة.
ونقلت وسائل إعلام عن كوخافي قوله مصدر التصعيد، بإطلاق قذائف من قطاع غزة باتجاه "غلاف غزة" هو الأحداث في القدس، وأنه إذا هدأت الأجواء هناك فإنها ستهدأ في القطاع أيضا. وقال إنه لا توجد مصلحة الآن في غزة لتصعيد الوضع، وإن "الجيش الإسرائيلي مستعد وجاهز لمواجهة أي سيناريو".
وتقدّر شرطة الاحتلال أن حدّة الاحتجاجات في القدس ستتراجع هذه الأسبوع.حسب موقع "عرب 48".يتبع..