صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، مساء الإثنين، على خطة لتوجيه ضربة جوية شديدة ضد ما أهداف تابعة لحركة "حماس"، في حال تواصل إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة.
وادعى مسؤلون إسرائيليون، بعد اجتماع الكابينيت الإسرائيلي، أنه "لا رغبة إسرائيلية في التصعيد، لكننا مستعدون لإمكانية استمرار إطلاق القذائف" معتبرين أن "الكرة في ملعب حماس"، مشيرين إلى "جهود دبلوماسية وضغوطات دولية على حماس" لوقف إطلاق النيران من القطاع.
وأضاف المسؤولون، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن هناك جهودا دبلوماسية من وراء الكواليس وضغوطا على حماس لوقف إطلاق النار من غزة. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن "كل شيء حساس للغاية والأمور على الحافة، ومن الصعب معرفة كيف سيتصرفون (المسؤولون في غزة) في نهاية المطاف. نحن مستعدون لجميع السيناريوهات".حسب موقع "عرب 48".
وخلال اجتماع الكابينيت، استعرض الجيش الإسرائيلي "خطة عملياتية على عدة مستويات تهدف إلى الإضرار بحركة حماس"، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية تعتبر أن حركة حماس مسؤولة عن إطلاق النار من قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيلية، قولهم إن "حركة الجهاد الإسلامي هي المسؤولة عن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع عزة خلال الأيام الأخيرة، وليست حركة حماس"، وادعت المصادر أن "حماس بعثت برسالة إلى إسرائيل عبر مصر ومبعوث الأمم المتحدة، تور وينسلاند، بأنها غير مسؤولية عن إطلاق القذائف وأنها تحاول كبح إطلاق النار".
ووفقا للصحيفة فإن الجهات الاستخباراتية الإسرائيلية أكدت أن "حركة حماس تبذل جهودا واضحة للجم التصعيد". معتبرة أن جولة التصعيد الحالية تأتي بسبب عوامل أخرى مثل "المواجهات في القدس والتوترات السياسية الداخلية التي في ظل انتخابات السلطة الفلسطينية".
وفي هذه الأثناء، شرع الجيش الإسرائيلي بتعزيز قواته المتمركزة في المناطق الحدودية شرق قطاع غزة .
وفوّض الكابينيت الإسرائيلي، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش، بيني غانتس، بالبت في توقيت إطلاق الخطة العملياتية التي قدمها الجيش ووافقت عليها الحكومة. وأشارت التقارير، نقلا عن مصادر في الكابينيت الإسرائيلي أن مصر والأمم المتحدة والأردن تشارك في اتصلات وتمارس ضغوطا على حركة حماس لتهدئة هذه الجولة.
في المقابل، نقلت صحيفة "هآرتس عن مصادر في الكابينيت قولهم إن الجيش الإسرائيلي "لن يكتفي برد محدود على تواصل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، غير أن الرد الإسرائيلي المتوقع لن يشمل عملية عسكرية"، وشددت المصادر عن أن الجيش الإسرائيلي استعرض خطط عملياتية متنوعة وبدرجات متفاوتة، وأن طبيعة الرد سيحدد بواسطة غانتس ونتنياهو.
ووفقا لمصادر "هآرتس" فإن مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يرون أن "حركة حماس تواجه في التعامل مع الوضع الأمني والصحي في قطاع غزة، وبالتالي، فإن المسؤولين في الحركة معنيون بتصعيد محدود"، معتبرين أن الحركة "تأمل أن تتمكن من تحقيق إنجازات، وإن كانت محدودة، تسمح لها بالتعامل بشكل أفضل مع الصعوبات في القطاع".
وفي وقت سابق اليوم، ذكر تقرير إسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية أنذرت حماس من أنها سترد بضربة عسكرية واسعة، إذا استمر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. ونقل موقع "واللا" عن مصادر إسرائيلية، لم يسمها، قولها إن إسرائيل نقلت الرسالة إلى حركة حماس عبر مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط، تور وينسلاند.
وأشار التقرير إلى أن "رسالة إسرائيل إلى حماس هي أنه في الوقت الحالي لا تزال إسرائيل تحتفظ بالتفاهمات مع حماس حول غزة، ومستعدة لمواصلة الحفاظ عليها، لكن إذا استمر إطلاق الصواريخ فإن إسرائيل لن تكبح جماحها".
وأضاف "قال مسؤولون إسرائيليون لمبعوث الأمم المتحدة إن إغلاق منطقة الصيد في غزة صباح اليوم، كان آخر محاولة إسرائيلية للرد بطرق غير عسكرية على إطلاق الصواريخ من غزة، لكن الرد التالي سيكون ذا طبيعة عسكرية وسيكون له عواقب وخيمة".
وقررت إسرائيل صباح الإثنين، إغلاق شاطئ البحر، بشكل كامل أمام صيادي الأسماك في قطاع غزة. وذكر المصدر أن وينسلاند اجتمع مع مسؤولين إسرائيليين صباح اليوم، قبل أن يغادر إلى مصر ومنها إلى الأردن لبحث جهود التهدئة.
يأتي ذلك في ظل الجولة التصعيدية التي يشهدها قطاع غزة من أيام، تخللها إطلاق أكثر من 65 صاروخًا من قطاع غزة، أوقعت بعضها أضرارًا مادية لكنها لم توقع إصابات في الأرواح. وذلك ردًا على العدوان الإسرائيلي بحق أهل القدس منذ بداية شهر رمضان.
ومنذ الجمعة، تشهد غزة جولة تصعيدية وأوضاع أمنية متوترة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي في أكثر من مرة رصد إطلاق صواريخ من القطاع، فيما يرد جيش الاحتلال بقصف أهداف يدعي أنها تابعة لحركة حماس.
وكانت فصائل المقاومة في غزة، قد حذرت إسرائيل من استمرار اعتداءاتها على سكان مدينة القدس، التي شهدت منذ عدة أيام، اشتباكات أسفرت عن إصابات العشرات من الفلسطينيين على يد شرطة الاحتلال وعناصر اليمين الإسرائيلي المتطرف.