أطلق مجموعة من المثقفين والأكاديميين والشخصيات المجتمعية، مبادرة "مبادرون ضد التحريض" كصيغة مجتمعية ووطنية مفتوحة أمام كل من يؤمن من أبناء الشعب الفلسطيني بأهمية نبذ خطاب الكراهية والتحريض، وترسيخ خطاب قبول الآخر بما ينسجم مع ثقافتنا الفلسطينية الأصيلة.
نص البيان:
" نداء الوطن "
معاً لمناهضة التحريض والكراهية وتعزيز ثقافة احترام حق الاختلاف
على مدار سنوات الانقسام الفلسطيني البغيض، حلت -للأسف الشديد-ثقافة التحريض والتخوين والتشكيك، وانتشرت لغة الشتائم والسباب والطعن واللمز والكراهية، الأمر الذي شوه ثقافتنا الفلسطينية الأصيلة، القائمة على احترام حق الاختلاف وقبول الآخر، وحرف البوصلة الوطنية عن مسارها فجعل من الأخ والشريك خصماُ وعدواً، وترك آثار غير محمودة على ثقافة الأجيال الفلسطينية، التي انخرطت في الترويج لخطاب الكراهية والتحريض، خاصة عندما ترتفع وتيرته من حين لآخر ارتباطا بالأحداث الجارية.
وفي المقابل لم تخمد الأصوات الصادقة التي طالما نادت وتنادي بضرورة العودة لمربع قبول الاختلاف نبذ التحريض وخطاب الكراهية معتبرة ذلك ضرورة وطنية تشكل مدخلاً أساسياً يساهم في طي صفحة مؤلمة من الشقاق والخلاف والمناكفات والانقسام.
لذا تداعت مجموعة من المثقفين والأكاديميين والحريصين والشخصيات المجتمعية، وعمدت على إطلاق مبادرة "مبادرون ضد التحريض" كصيغة مجتمعية ووطنية مفتوحة أمام كل من يؤمن من أبناء شعبنا الفلسطيني بأهمية نبذ خطاب الكراهية والتحريض، وترسيخ خطاب قبول الآخر بما ينسجم مع ثقافتنا الفلسطينية الأصيلة.
وإحساساً من المبادرين ضد التحريض بخطورة المشكلة ورغبة في المحافظة على النسيج المجتمعي وتحصين الجبهة الداخلية؛ وحرصاً على إعادة توجيه البوصلة الوطنية إلى مسارها الصحيح؛ وعلى اعتبار أن الفرقة لا تحرر وطناً ولا تبني مستقبلاً، والكراهية لا تعيد أرضاً، والاتهامات لا يقبلها إلا الموتورون، واستدعاء آلام الماضي لا يفيد في بناء المستقبل إلا بقدر الحاجة لإستخلاص العبر؛ وارتكازاً على ثقتنا أن فصائلنا ومكونات شعبنا سيقدمون نموذجاً حضارياً رائعاً يليق باسم فلسطين ويرتقي لمستوى قيمة الشهداء ويحترم عذابات الأسرى ويضمد نزيف الجرحى، ويكافئ شعباً قدم صورة أسطورية في الصبر والصمود والصلابة والتضحية، يطلق "مبادرون ضد التحريض" اليوم باكورة أنشطتهم "نداء الوطن" للدعوة والمطالبة بما يلي:
- دعوة كل مكونات وفصائل الشعب الفلسطيني لأهمية الالتزام بأخلاق الكبار في التعبئة والممارسة والإعلام والتعبير عن المواقف الوطنية والسياسية بأسلوب ينطلق من ثقافتنا الفلسطينية الأصيلة، بما يضمن نبذ خطاب التحريض والكراهية، وضرورة السعي والدفع باتجاه الأمل وعدم الالتفات إلى الوراء، فالكبار هم الذين يصفحون والعظماء هم الذين يعفون والكرماء هم الذين يتسامحون والأعزاء هم الذين يتجاوزون.
- مطالبة السياسيين والمثقفين والكتاب والشعراء والأدباء والناطقين والمتحدثين الرسميين باسم الفصائل والقوى الوطنية كافة، أن يقدموا خطاباً فلسطينياً وطنياً نقياً طاهراً وبلغة فلسطينية ناصعة قائمة على احترام الآخر بعيداً عن التجريح في الأشخاص والهيئات أو التحريض عليها، والتعبير عن المواقف السياسية بلغة تعكس حضارية شعبنا وتراعي قداسة قضيتنا، فمن غير المقبول على الإطلاق أن تتحول سجالاتنا السياسية إلى معارك داخلية لا يستفيد منها إلا المحتل الذي استغل كل خلافاتنا في التهام الأرض وتهويد القدس وإنهاء مشروعنا الوطني.
اننا اليوم وأمام الهبة المقدسية التي التف حولها كل شعبنا، ومرغت انف الاحتلال الإسرائيلي، نطلق هذا النداء ونحن واثقون أن شعبنا العظيم بات رافضاً رفضاً مطلقاً لكل من يسيء لتاريخه ونضاله، فالشعب الفلسطيني يدرك جيداً الطريق لتحقيق حلمه الوطني.
عاشت فلسطين حرة أبية وعاشت القدس عاصمتنا الأبدية الموحدة
المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمستقبل الواعد لشعبنا العظيم
مبادرون ضد التحريض
الأربعاء: 16رمضان 1442ه الموافق 28 أبريل 2021م