تأجيل الانتخابات ، إطالة بعمر الانقسام واستمرار للبلطجة الأمنية

بقلم: حازم عبد الله سلامة

حازم عبد الله سلامة
  • كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

بعد سنوات عديدة من الظلم والظلام ، وفرض سياسات القمع والقبضة الأمنية وحرمان الشعب من أبسط حقوقه بممارسة حقه الديمقراطي واختيار ممثليه ، بعد هذا التعنت والديكتاتورية الأمنية البغيضة للمتحكمين بشقي الوطن المقسم والممزق ، وبعد هذا الضياع للأجيال وانغلاق أي أًفق جاءت الضغوطات بإجراء الانتخابات وتم اتخاذ القرار تحت الضغط الدولي وليس من قناعة وطنية للأطراف المتحكمة بشقي الوطن ،

ولم يتوقف الحكام عن البحث عن أي أسباب وحجج لتأجيل الانتخابات طمعا منهم ببقاء سيطرتهم علي رقاب الشعب ومقدرات الوطن ، وخوفاً ورعباً من سقوطهم ومعاقبة الشعب لهم في صندوق الاقتراع بعدما تفننوا بإيذاء الناس وزيادة معاناتهم ،

 

الانتخابات حق ثابت للمواطن وليس منحة أو منة أو مكرمة من أحد ،

المفروض ان اجراء الانتخابات وتجديد الشرعيات كل اربعة سنوات ، وحين الخلافات يتم الرجوع إلي الشعب من جديد بانتخابات مبكرة ، وليس للانقلابات وتقسيم الوطن وتفسيخ النسيج الاجتماعي ، كان المفروض العودة الي الشعب مانح الشرعيات واللجوء لصندوق الاقتراع لا إلي صندوق الذخيرة ، ولو أن قياداتنا وطنية ولديها ذرة من ضمير لذهبوا لصندوق الانتخابات من جديد فور اختلافهم ، واحتكموا للشعب بدلاً من الإنقلاب واللجوء لصناديق الذخيرة وإرهاق الشعب وتمزيق الوطن ،

 

الانتخابات استحقاق وحق ولكن الأحق هو إعادة ترتيب بيتنا الداخلي وطنياً وفتحاوياً ونذهب للانتخابات بإرادة وطنية وقرار وطني مستقل يهدف لتجديد الشرعيات وفق برنامج قائم علي الشراكة والقانون والعدالة واحترام المواطن والمحافظة علي كرامته ، وإعادة الاعتبار للقضية الوطنية ، والتصدي لمخططات الاحتلال وليس الارتباط بمزاج حكومة العدو ، الانتخابات حق فلسطيني لا يحتاج لإذن من الاحتلال ،

 

القدس قلب الوطن وعاصمة فلسطين وهي العنوان للانتصار للوطن ، وأهلنا المقدسيين أثبتوا دوماً أنهم الأقدر والأجدر بحماية مقدساتنا ، وهم الأقدر علي حماية حقهم بممارسة الانتخابات  ترشحاً وتصويتاً ، ولكنهم بحاجة إلي قيادة وطنية ارتباطاتها متجذرة بالوطن وداعمة لحقوقه ،

من المخجل استغلال القدس وتدخلات العدو مبرر لتأجيل أو إلغاء الانتخابات ، هذا العدو الذي يجري انتخاباته عدة مرات ويحرمها علي غيره ، فكيف تتحدثون عن وطن وقرار وطني مستقل وانتم تنتظرون موافقة عدوكم ليعطيكم الاذن لممارسة ديمقراطيتكم وانتخاباتكم ؟؟؟!!!

القيادة الوطنية التي تحترم شعبها المطلوب منها البحث عن حلول وليس الرضوخ لإملاءات الإحتلال وقرارته ،

 

تأجيل الانتخابات هو اعتداء علي القانون والدستور ، وإطالة عمر الانقسام ، وتمديد فترة التحكم للمتسلطين علي رقاب شعبنا بقوة السلاح والبلطجة الأمنية ،

تأجيل الانتخابات يعني استمرار واقع مؤلم أرهق شعبنا وأضاع قضيتنا الوطنية ، وخدم الإحتلال ومشروعه الاستيطاني التوسعي ، وشوه صورة قضيتنا وعدالتها أمام العالم ،

وهذه رغبة الاحتلال ، فمن يتساوق معها بإبقاء الوضع علي ما هو عليه من انحدار وضياع فهو بمرتبة الخائن لوطنه وشعبه وقضيته ومتساوق مع العدو ،

فهل يصمت الشعب علي هذه القيادات التي تسرق حقوقه وتغتال أحلامه ، هل تصمت الفصائل التي تتغني بالوطن والشعب أم هي مرحلة دعاية انتخابية وستنتهي ليبقي الوطن والشعب ضحية لتخاذل المستوزرين وسارقي مقدرات الوطن والشعب ، الحقوق تُنتزع انتزاع ، وزمن الديكتاتورية والتحكم الفردي والفصائلي يجب أن ينتهي وليقل الشعب كلمته وإلا فالجميع خاسر ، ولن يبقي لكم وطن لتتحكموا فيه يا قادة وفصائل ،
[email protected]

28-4-2021

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت