قمعت قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة خلال اعتصامهم على الرصيف أمام منازلهم المهددة بالإخلاء والإحلال.
وافاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال اعتدت على عدد من المتواجدين في شوارع الحي وطالبت المعتصمين داخل المنازل المهددة بالعمل على اخلائها.
وبدأ العديد من النشطاء وأبناء الشعب الفلسطيني من مختلف أرجاء القدس وأراضي الـ48، التجمع مساء اليوم ، في حي الشيخ جراح للبقاء في المنازل الأربعة المهددة بالإخلاء اعتبارا من يوم غد لصالح المستوطنين.
وقال صالح دياب وهو أحد النشطاء في حي الشيخ جراح، لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن النشاطات متواصلة بشكل كبير في حي الشيخ جراح، للدفاع عنه ولحماية القدس بأكملها.
وأضاف أن المحكمة العليا ستقوم يوم غد بإصدار قرار يتعلق بأربعة بيوت لإخلائها، وبعد ثلاثة أشهر وتحديدا في الاول آب القادم سيتم إخلاء اربعة بيوت أخرى.
وبين أن المنازل الأربعة المهددة بالإخلاء تعود لعائلات الكرد، واسكافي، والقاسم، والجعوني، وهم يقطنون في كرم الجعوني، ويسكنها قرابة 50 نفرا، أما المنازل الاخرى المهددة بالإخلاء في 1-8 القادم يقطنها 70 مواطنا.
وتابع: "يوجد حاليا 550 شخصا مهددين بالإخلاء من منازلهم خلال الفترة القادمة، من أصل 2200 مهددين بالإخلاء بشكل كامل من الحي في المرحلة المقبلة."
بدوره، قال المقدسي محمد الصباغ، المقيم في حي الشيخ جراح، سنتوجه غدا للمحكمة في الجلسة الخاصة بالبيوت الأربعة الاولى من أجل دعم أصحابها، وستبدأ الجلسة الساعة الحادية عشرة صباحا ونتوقع إما أن يكون هناك قرار بالإخلاء الفوري أو تمديد النظر في القضية، وبناء على قرار المحكمة سنقرر الخطوات التالية، ولكننا سنكثف التواجد في الحي لحماية المنازل من أي محاولة للمستوطنين للاستيلاء عليها.
في وقت سابق من مساء اليوم، اعتقلت قوات الاحتلال 4 شبان مقدسيين بعد الاعتداء وقمع المشاركين في مسيرة ضد الاستيطان وتهجير السكان في حي الشيخ جراح .
وأفاد شهود عيان بأن الأهالي تجمعوا في مسيرة جماهيرية حاشدة بحي الشيخ جراح ضد تهجير عائلات مقدسية، وتسليم منازلها للمستوطنين مطلع الشهر المقبل.
وقمعت قوات الاحتلال المشاركين بشكل عنيف، واعتقلت 4 منهم عرف من بينهم الشابان عمر أبو اسنينة، وأنس جبارين، فيما اعتدت على آخرين بالضرب ومنعت المسيرة من إكمال طريقها.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تطالب العالم بالتدخل لوقف عمليات الترحيل القسري الذي يتعرض له سكان حي الشيخ جراح.
وتعيش العائلات المهددة بالتهجير في حي الشيخ جراح في منطقة "كرم الجاعوني"، وهم جميعا لاجئون من هجروا من أرضيهم وقراهم عام 1948، ويعيشون في القدس.
وتم اختيار 28 عائلة بنيت لها وحدات سكنية في منطقة كرم الجاعوني، وتم التعاقد معهم حينها من خلال الحكومة الأردنية على دفع إيجارات لمدة 3 أعوام وتصبح المنازل بعدها ملكا لهم، وانتهت عقود الإيجار عام 1959، وبات المواطنون يتصرفون تصرف المالك في العقارات.
لكن بعد احتلال المدينة المقدسة عام 1967؛ فوجئ السكان بلجنتين يهوديتين تتوجهان لدائرة الأراضي عام 1972 وتسجلان ملكيتهما لهذه الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 18 دونما.
لم تُخبر هذه اللجان المواطنين بما أقدمت عليه، وبدأت تطالبهم بإخلاء عقاراتهم بادعاء أنه لا حق لهم في ملكيتها، وهكذا تفرعت عشرات القضايا في المحاكم الإسرائيلية.