خريفية الانتخابات..والقدس... والتنسيق ووقف الدعم عن السلطة

بقلم: عبد الرحمن القاسم

لجنة الانتخابات.PNG
  • عبد الرحمن القاسم

قبل خمس دقائق او اقل كان اسمه الرئيس الفلسطيني...الأخ ابو مازن.   فجأة.....أعلن رئيس السلطة محمود عباس..سلطة رام الله عن تأجيل الانتخابات,..لا للتأجيل الانتخابات... حماية القدس عروبتها.... يجب إجراء الانتخابات بأي شكل وبأي ثمن,,...نحن نفرض على الاحتلال اجندنتنا وشروطنا نجري الانتخابات رغم انف الاحتلال, نضع الصناديق في الأزقة والشوارع,,,,,, وانا المواطن الفقير إلى الله  اقول " وتلولحي يا دالية....او عدي رجالك عدي.من الأقرع ...للمصدي...." مختصر للفاهم شو خريفية الانتخابات ورفض التأجيل أو مش جاي على باله يصدع رأسه بهيك "خراريف", اما الذي عنده حب الفضول والاطلاع على "خريقية" الانتخابات...

-1-

تنفق جميعا ان الانتخابات هي وسيلة وليست غاية بحد ذاتها وسيلة لتغليب رأي الجماعة والأكثر قبولا للحكم والتشاور والبناء و...ولن نعيد نقاش قضية الانتخابات تحت الاحتلال وعن أولوية التحرر والتخلص من الاحتلال ومن ثم البناء ولكنها "الانتخابات" أصبحت واقعا  شرط ان تحترموا عقل المواطن وعدم تصوير الانتخابات وكأنها الحل السحري نحو التحرر واستعادة القدس الشريف والصلاة بالمسجد الأقصى والادعاء بان تأجيل الانتخابات تعزز الانقسام وضياع القدس وحقوق العباد والبلاد محض افتراء ودغدغة عواطف ومشاعر العامة من البسطاء

فالانقسام او الانقلاب بالأحرى مضى عليه أكثر من عقد ونصف, وكل المحاولات والاتفاقات وتدخلات الأصدقاء والأشقاء من هنا وهناك فشلت , وحتى الانتخابات التي كانت مقررة لم تكن لإنهاء الانقسام بل لإدارة الانقسام وتجديد الشرعيات السياسية القائمة, وانه استباقا لكل ما يبيت اي طرف للآخر, نصت كواليس "اتفاقات الاجتماعات-القاهرة" على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع, ويقال انه جرى التفاهم ضمنا على تقاسم الحصص والمكاسب مهما كانت نتيجة الانتخابات فالتذرع بان التأجيل خوفا من الخسارة والربح ليس دقيقا, والمفارقة إن أكثر الأصوات ضجيجا وحدة من بعض الفصائل وأحزاب الكنبة وأبطال الفضائيات والتي بالكاد يحصل تحالف بعضهم على مقاعد بأقل او مساو لأصابع اليد الوحدة.

ولم نسمع الاصوات والضجيج عندما تم تاجيل الانتخابات عام 2009 لتعذر إجراءها في غزة, وليس القدس الشريف انذاك وكانت تجري محاولات ومفاوضات لانهاء الانقسام وكانت بادرة من الرئيس الفلسطيني وحركة فتح لتهيئة أجواء مصالحة تعثرت الى الان, ولم تتحرك الفصائل والقوي الوطنية والمستقلين بشكل جدي لانهاء الانقسام بين الفصيليين حماس وفتح, وكانها استمرأت الحال وعصفت مستجدات وأحداث خطيرة وما تعرضت له مدينة القدس الشريف وما يسمى بحطة القرن كانت الأولى والأكثر جدية بان يتعالى الجميع عن خلافاته لانهاء الانقسام وصياغة برنامج وطني يجمع الكل الفلسطيني.

-2-

الإعلان الأخير بتأجيل الانتخابات مشروطا بإجراء الانتخابات داخل القدس الشريف. القدس الشريف التي تذكرها البعض, تقع تحت الاحتلال ولا يدخلها احدنا منذ اكثر من عقدين الا بتصريح من قبل الاحتلال الاسرائيلي, وشباب وأهل القدس هم من يدافعون عن فلسطينية وعروبة وإسلامية ومسيحية القدس, وسجلوا صمودا وانتصارا في معركة نصب البوابات الالكترونية سابقا, ومعركة باب العمود حاليا.القدس يكثر أدعياء أباء النصر والصمود, ويتيمة بمقارعة الاختلال والصمود والوضع الاقتصادي بأهلها وشبابها وحرائرها,

إما أدعياء التبجح والتشدق بإجراء الانتخابات عنوة داخل القدس الشريف ووضع صندوق هنا او هناك وأوصلتهم انانيتهم وانغلاق افقهم السياسي للقول الذين سيصوتون من القدس 6000 مواطن وما في داعي لكل الضجة او الذين شربوا حليب "حمير وليس سباع" والشعارات التي بالكاد للاستهلاك الشخصي وليس العامة ليس صعبا ان تجرى الانتخابات عن بعد "الالكتروني" وان تخصص صناديق توضع في اقرب منطقة جغرافية للاهل القدس الشريف وليس العبرة ان عدد المصوتين المقدسين واحد او مليون فالقضية سياسية حقوقية معنوية وتاريخية مجرد اجراء الانتخاب عن بعد او الالكتروني يعني الاقرار "القدس الموحدة" ونصر لتنياهو وسيء السمعة ترامب واليمين المتطرف الاسرائيلي. وخذلان لاهل القدس وصمودهم وانتماءهم الفلسطيني.

يسجل للرئيس محمود عباس الأخ ابو مازن اتفقنا او اختلفنا معه انه اقرب إلى الواقعية السياسية بعيدا عن الشعاراتية شرط عدم المساس والاقتراب من الثوابت الوطنية الفلسطينية وانه منذ 2009 وما بعده من اكثر الداعمين والمؤمنين بضرورة اجراء الانتخابات مهما كانت النتائج. وكان بالإمكان لحنة الانتخابات المركزية ان تعلن عدم جهوزية اللجنة ولإجراء الانتخابات من الناحية الفنية بالقدس الشريف وعدم شرعية الانتخابات دون القدس وتقدم تقريرها بعدم شرعنة الانتخاب لوجود معوقات "المنع الاسرائيلي" ولان الامر جلل وليس من الحكمة الاختباء والتذرع هنا او هناك.

 ولكن ليس من الحكمة والمروءة عند بعد اول خمس دقائق من الشراكة والمصالحة وكلنا في مركب واحد والأخ الرئيس, نركب شريحة الردح الرئيس محمود عباس, والتنسيق التخوين والعمالة والاستفراد وبلغت درجة الوقاحة والعمالة في إحدى قوائم الانتخابية مطالبة الاتحاد الأوروبي والدول بوقف الدعم عن السلطة واصفة إياها بأبشع الأوصاف ليست فيها بحجة ضرورة الضغط على السلطة لإجراء الانتخابات.

خلاصة الخراف نتفق نختلف حول الانتخابات الفلسطينية وقد نفند الحجج هنا او هناك بضرورة او عدم الحاجة للانتخابات سواء في القدس او غزة او منطقة "الواق واق" الحل بضرورة الحوار الداخلي البناء بين مختلف مكونات الكيان السياسي وليس الردح والتخوين والتجريح او وضع خطة لكيفية تعزيز صمود الناس سواء بالقدس الشريف في القرى والمدن الفلسطينية وإجراء الانتخابات بطريقة شفافة ونزيهة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت