قال الكاتب والناشط السياسي محمد جودة :"إن قرارتأجيل الانتخابات التشريعية محبط لكنه متوقع ، في ظل رفض الاحتلال مشاركة القدس انتخاباً وترشحاً في هذه الانتخابات ، علي الرغم من أهمية وضرورة إجرائها فلسطينياً .
وأضاف جودة أن الموضوع الأهم الآن في الساحة الفلسطينية هو كيف نستطيع الضغط علي الاحتلال لفرض إجراء هذه الانتخابات في مدينة القدس ، وهو برأيي الموضوع الأهم الذي يجب علي الفصائل الفلسطينية والقوائم المترشحة للانتخابات البحث فيه .
وتابع جودة ، موجهاً حديثه للقوائم التي رفضت التأجيل ، هل يريدون انتخابات بأي ثمن ، وهل يوجد ثمن سياسي لدي المطالبين بإجراء الانتخابات دون القدس ، لإجرائها بالمعطيات والوضع القائم ؟
ونوه جودة أن المشكلة الحقيقية التي باتت واضحة بعد قرار التأجيل ، هو غياب الحوار الوطني الحقيقي والجدي بين مختلف الاحزاب السياسية حول البدائل الممكنة بعد قرار التأجيل ، وما هي الخيارات حال تعثر إجراء هذه الانتخابات علي الأقل بالطريقة التي جرت فيها الانتخابات في المرتين السابقتين .
وفيما يتعلق بموقف فتح من قرار التأجيل وموافقتها علي القرار ، أوضح جودة أن حركة فتح تعاني من حالة تصدع وتفكك واضحة ، لاسيما أن هناك 3 قوائم انتخابية للحركة ، قررت خوض الانتخابات ، وهذا من شأنه أن يضعف فرص حصولها علي أعلي الأصوات في المعركة الانتخابية التي كانت مقررة ، وبالتالي ضياع فرص الحفاظ علي بقائها متحكمةً بالنظام السياسي الفلسطيني على الأقل في الضفة الغربية، وبإعتقادي أن ذلك أمر طبيعي لأي فصيل فلسطيني أن يحدو حدو حركة فتح بالرغبة والموافقة علي التأجيل ،حال كانت لديه هذه المشكلة ، متسائلاً في الوقت نفسه لمصلحة من تفكك حركة فتح ؟ ومن هو المستفيد من ذلك ؟؟
وطالب جودة ، كل القوي والفصائل الفلسطينية للخروج بموقف وطني موحد إزاء عملية التأجيل ، والتحلي بالمسؤولية الوطنية ووضع مصلحة شعبنا فوق المصالح الفئوية الضيقة ، وعدم الانجرار من جديد نحو مربع المزايدة والمناكفة ، والمزيد من حالة التشرذم والانقسامات في الساحة الفلسطينية ، بعدما لفظنا وطوينا هذه الصفحة التي عاني منها شعبنا طويلاً.
ودعا جودة الجميع للذهاب لحوار ونقاش وطني معمق وجاد للوصول لخارطة طريق متفق عليها من كافة القوي والفصائل الفلسطينية ، من خلال الاتفاق علي أن تكون البداية من انتخابات المجلس الوطني، كونه الأساس التمثيلي، وهو الذي يستطيع أن يعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وليس انتخابات المجلس التشريعي .
وشدد جودة أن التوافق علي انتخابات المجلس الوطني والولوج نحو تحقيق ذلك ، من خلال عقد انتخاباته حيث أمكن وتكليف وتعيين أعضاء له في المناطق التي لا نستطيع اجراء فيها الانتخابات خاصة في القدس علي اعتبار أنها محتلة وفي دول الشتات، هو أسلم الخيارات وأفضلها في الوقت والواقع الراهن ، وهذا من شأنه أن يمكننا من إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني من جديد بالتوافق والشراكة السياسية وبالتالي إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .
وحيا جودة أهل القدس علي الهبة الجماهيرية التي تخوضها، دفاعاً عن المقدسات والقرار الوطني الفلسطيني ورفض سياسات الاحتلال الهادفة لفصل مدينة القدس عن عمقها وارتباطها الفلسطيني ، ومحاولة تمرير صفقة العار المشبوهة من خلال رفض اجراء الانتخابات في العاصمة الفلسطينية .
واختتم جودة حديثه بضرورة أن تكون مدينة القدس هي البوصلة والقاعدة التي يجب أن يدورعليها الاشتباك مع المحتل لفرض الارادة الفلسطينية وإجراء العملية الانتخابية .