- عمر حلمي الغول
رغم الكم الكبير من الملفات المطروحة على بساط التحليل والنقاش والتصدي لجرائم دولة المشروع الصهيوني في الشيخ جراح وحي سلوان وساحة باب العامود والارض الفلسطينية عموما، وأزمة الحكم بعد انتخابات الكنيست ال24، إلآ ان ما أدلى وطالب به حمد بن جاسم الرئيس ابو مازن بالإستقالة، وإفساح المجال أمام قيادة شابة مثل قمة الوقاحة، والإسفاف والتدخل الفاجر في الشؤون الفلسطينية، ويحتاج للرد السريع، لإنه معيب ومرفوض جملة وتفصيلا. وهو يعلم ان الرئيس محمود عباس اعلن مرات عدة، انه لا يريد الإستمرار في الحكم، وأكد انه لا يرغب بالترشح. ولكن هذا ليس موضوعنا، انما المسألة تتمثل في الصفاقة التي ارتكبها رجل المؤامرات والتخريب في الوطن العربي، حمد بن جاسم، رئيس الوزراء، ووزير خارجية قطر السابق، وأحد اباطرة المال العرب، وشريك ادارتي بوش الابن في شن الحرب على العراق الشقيق، وباراك اوباما في نشر الفتنة وتفتيت العالم العربي ودوله مع إختطاف حركة التغيير الديمقراطية العربية (الربيع العربي)، وتنصيبهم جماعة الإخوان المسلمين لتستكمل عملية تمزيق دول وشعوب الأمة العربية، واشتراكه المباشر وبإعترافه على ال B B C وغيرها من الفضائيات عن إنتاج الجماعات الإرهابية بمسياتها المختلفة، ودفع مبلغ 137 مليار دولار اميركي لتقسيم سوريا وليبيا وتونس والجزائر وقبلها مصر ... إلخ
حمد بن جاسم بحكم علاقاتك مع اجهزة الموساد وCIA واجهزة الأمن الأوروبية يفترض البعض انك تنطق بلسانهم، وانك لا تنطق عن الهوى، وانما لإنك رجل تلك الأجهزة، وعنوانا من عناوين تخريبها في المنطقة فرسالتك تحمل رغباتها. وبغض النظر ان كنت تنطق بلسانهم، ام تنطق ما يجول في رأسك، فإن من مصلحتك ان تنأى بنفسك عن فلسطين وشعبها، وإن كانت لديك كلمة خير قولها وإبتعد. ولكن التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني سيحملك الكثير، أنت ومن يقف وراءك. ولن يسمح الشعب الفلسطيني وقواه ونخبه السياسية والثقافية من الموالاة والمعارضة فرض الإملاء عليه، وتحديد من يكون رئيسا له. لإنه منذ تحرر نسبيا من سطوة ونفوذ النظام العربي الرسمي، وبناء علاقة متكافئة بين الوطني والقومي بمعايير ما هو قائم في المنظومة السياسية العربية، وطرح وتمسك بالقرار الوطني المستقل (وهو استقلال نسبي)، وهو يرفض اية إملاءات، ويستطيع ان يتحدى الكون للدفاع عن قراره وخياره.
وكما ذكرت سابقا، فإن الرئيس عباس جاء بالإنتخاب، ولم يأت على ظهر دبابة، وجدد له المجلسين الوطني والمركزي في الدورة ال23 للوطني و24 للمركزي. لا سيما وانه رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس الشعب على حد سواء. اضف إلى ان الرئيس ابو مازن مازال قويا وحكيما عركته السياسة، وهو يديرها باقتدار وشجاعة، ولم يشكُ لك الشعب الفلسطيني، ولم يطالبك بالتدخل في شؤونه الداخلية، ولن يسمح لك، ولا لإي دولة أو مؤسسة امنية اقليمية او دولية بالتدخل في اختياراته واختيار قياداته، وهو قادر على ان ينتزع شوكه بيديه إن شاء وفي الوقت الذي يريد.
لكن الشعب الفلسطيني لديه حساسية مفرطة تجاه التدخل العربي أو الأجنبي او من قبل المحتل الإستعماري الصهيوني. قد يناور، ويمارس التكتيك صعودا وهبوطا، تقدما وتراجعا، لكن بوصلته لا تحيد عن الإستقلالية وباتجاه اهدافه ومصالحه الوطنية العليا، ورفض امثالك من المأجورين بالتدخل في شؤونه الداخلية. وعندما تجري الإنتخابات فابوابها مفتوحة لكل من يريد الترشح للرئاسة او للتشريعي او المجلس الوطني حيثما امكن، ولن يغلق الباب امام اي شخص يرغب بذلك وفق القانون واللوائح ذات الصلة بالعملية الديمقراطية. وبالتالي إعادة إنتاج ما جرى مع الرئيس الرمز الراحل ياسر عرفات، أعتقد انها لن تمر، ولن يسمح بها الشعب، وهو وحده من يقرر مصيره، ويختار قياداته.
مرة اخرى حمد بن جاسم تذكر المثل القائل: لا تسلم الجرة كل مرة! وسقطتك المفضوحة هذة المرة لن يمررها لك الشعب الفلسطيني، لانه سيدافع عن رئيسه وقيادته ونظامه السياسي. وبالتأكيد نحن لسنا خارج المنطق والمعادلات السياسية المحلية والعربية والإقليمية والدولية، ولكن لنا سمتنا وخصالنا الخاصة، ارجو ان تتذكرها، لإني اعتقد انك تعرفها. فاغرب عن الشعب الفلسطيني افضل لك، وابقى بعيدا تابع مشاريعك الإستثمارية مع حلفائك ومن هم على شاكلتك اكثر فائدة لك. انت لم تعد موجودا في المعادلات، حتى لو كنت قريبا من كل اجهزة الأمن الغربية والإسرائيلية وبعض العربية.
[email protected]
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت