تقرير: أمنيون إسرائيليون يدعون لتغييرات بالعمليات العسكرية

سفينة حربية

شكك مسؤولون أمنيون إسرائيليون في نجاعة هجمات إسرائيلية ضد إيران، وبضمنها استهداف سفن وناقلات نفط إيرانية، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس".

ويعتقد هؤلاء المسؤولون أن "إنجازات تحققها عمليات (عسكرية) معينة لا تبرر تنفيذها، إثر الضرر الذي قد تتسبب به، وينبغي دراسة طرق أخرى من أجل لجم التموضع الإيراني في المنطقة".

وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن "أخطاء، عمليات غير مالوفة وتقييمات خاطئة من جانب الجيش الإسرائيلي أدت إلى تحويل المعركة البحرية السرية التي خاضتها إسرائيل ضد إيران في السنوات الأخيرة إلى علنية". ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عنه قوله إنه "ينبغي تهدئة الوضع الآن".

وأجرى جهاز الأمن الإسرائيلي عدة مداولات حول مدى نجاعة هذه العمليات العسكري في مناطق مختلفة، التي تطلق عليها تسمية "المعركة بين حربين".

وحسب "هآرتس"، فإن معظم المشاركين في هذه المداولات يعتقدون أن قسما من العمليات العسكرية ضد إيران لم تؤدِ إلى "النتائج المرجوة"، وأشاروا إلى الإنفاق الكبير الذي تستوجبه وإلى الضرر المحتمل لإسرائيل.حسب موقع "عرب 48".

وأضاف المسؤولون الأمنيون أنه بسبب التغييرات الإستراتيجية في الشرق الأوسط، ينبغي البحث في ما إذا سياسة استخدام القوة استنفدت نفسها. وتعالى سؤال خلال المداولات حول ما إذا ما زال بالإمكان النظر إلى العمليات العسكرية ضد إيران أنها معركة بين حربين، إثر ملامحها العالية، أم أنه ينبغي وصف الوضع اليوم أنه "مواجهة مباشرة بكثافة ضئيلة".

وتشمل "المعركة بين حربين" مفهوم ممارسة الجيش الإسرائيلي للقوة العسكرية "بهدف منع دول ومنظمات معادية من حيازة قدرات وتأثير من دون أن تقود إلى حرب". وينفذ الجيش الإسرائيلي هذه العمليات في عدة مناطق، مثل سورية والعراق وداخل إيران نفسها، ويركز على منع إيران من التموضع في المنطقة وتسليح منظمات موالية لها، وبضمنها حزب الله في لبنان.

وحسب الصحيفة، فإن "بين غايات المعركة بين حربين: تقليص تهديدات موجودة ومستجدة، إبعاد الحرب وإنشاء ظروف أفضل للانتصار فيها، تعزيز الردع والحفاظ على حرية العمل العسكري الإسرائيلي". وامتنعت إيران وحزب الله وسورية عن الرد على الهجمات الإسرائيلية لعدة أسباب، بينها الحرب الأهلية في سورية، الحرب الأميركية ضد تنظيم "داعش"، وتلاقي مصالح إسرائيل ودول عظمى ودول عربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتقاد في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أن التطورات في المنطقة تغير هذا الوضع. وأضافت أن استقرار نظام الأسد والتدخل الروسي في سورية "لم يعد يسمح لإسرائيل بالعمل في هذه الدولة كما تشاء".

إلى جانب ذلك، تسعى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى سحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط والحفاظ على استقرار العراق، والقوى التي عملت في المنطقة برعاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مطالبة الآن بالامتناع عن المس بمصالح أميركية. ودفع تغير الإدارة الأميركية روسيا غلى تعزيز ضلوعها وتعميق تأثيرها في المنطقة كلها.

ولفتت الصحيفة إلى عواقب العمليات العسكرية الإسرائيلية. فالأنباء حول التفجير في منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنز، نُشرت قبيل ساعات من وصول وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إلى إسرائيل، "والذي على ما يبدو لم يعلم بهذه العملية"، الأمر الذي أدى إلى تعميق التوتر الأميركي – الإسرائيلي.

وفي موازاة ذلك، النشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" حول هجمات إسرائيلية استهدفت قطعا بحرية إيرانية واغتيال مسؤولين إيرانيين، "قودت سياسة التعتيم حول هذه العمليات".

وأضافت الصحيفة أن المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي يعتقدون أن مفهوم "المعركة بين حربين" في جبهات أخرى، باستثناء إيران، "أثبتت نفسها، بسبب الحرص على إدارة مسؤولة للمعركة".

وتابعت الصحيفة أنه "في الجيش الإسرائيلي توصلوا إلى الاستنتاج بأن هذا المفهوم (أي "المعركة بين حربين") لم يعد ذا علاقة بالواقع في عدة جبهات، ويجب العمل فيها في إطار ما يوصف بأمن روتيني. وهكذا هي، على سبيل المثال، العمليات ضد داعش، التي تتركز على تعاون مع مصر في سيناء وتشمل هجمات جوية كثيرة نفذتها إسرائيل في شمال شبه الجزيرة".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات