الأردن: ترحيل أهالي الشيخ جراح "جريمة" يجب منعها .. رؤساء مخابرات يحذرون

حي الشيخ جراح
  • رؤساء المخابرات في مصر والأردن ودول خليجية حذروا إسرائيل من تدهور الوضع في الشيخ جراح
  • مئات الأردنيين يعتصمون تضامناً مع أهالي الشيخ جراح

قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، يوم الجمعة، إن "ترحيل أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة من منازلهم جريمة يجب أن يمنع العالم حدوثها."

ورأى الصفدي في تصريح عبر "تويتر" أن "استمرار إسرائيل في ممارساتها اللاشرعية وخطواتها الاستفزازية في القدس المحتلة وانتهاك حقوق الفلسطينيين، وبما في ذلك حق أهل الشيخ جراح في بيوتهم لعب خطير بالنار."

وأضاف "الفلسطينيون المهددون بالرحيل هم المالكون الشرعيون لبيوتهم كما تثبت وثائق سلمها الأردن للأشقاء في دولة فلسطين".

واعتبر الصفدي أن "إسرائيل وبصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة وفق القانون الدولي بحماية حقوق الملكية هذه."

ورحب الصفدي ببيان دول ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا الداعي إلى وقف سياسة الاستيطان اللاشرعية في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا "ضرورة إطلاق تحرك دولي فوري لمنع ترحيل الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة."

وقال "بناء المستوطنات وتوسعتها ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وترحيل الفلسطينيين من بيوتهم ممارسات لا شرعية تكرس الاحتلال وتقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل ضرورة إقليمية ودولية".

هذا وذكرت قناة "الميادين" الفضائية بأن رؤساء المخابرات في مصر والأردن ودول خليجية حذروا إسرائيل من تدهور الوضع في الشيخ جراح.

 وشارك مئات الأردنيين عقب صلاة الجمعة في اعتصام وسط عمان تضامنا مع عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية مهدّدة بالإخلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.

وتجمع نحو 500 شخص امام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان مشاركين في اعتصام تحت عنوان "القدس عنوان الصمود" نظمته جماعة الإخوان المسلمين في الاردن.

وهتف هؤلاء "اسرج خيلك لا ترتاح، نحن فداء الشيخ جراح" و"يا مرابط يا حبيب صوتك ارعب تل أبيب"، اضافة الى "زمن الذل ولى وراح، احنا رجال الشيخ جراح".

وحملوا لافتات كتب عليها "انقذوا حي الشيخ جراح" و"ارض الشيخ جراح عربية اسلامية"، و"الى فلسطين .. كل فلسطين، نحن عائدون".

ويشهد حيّ الشيخ جراح في القدس الشرقية توترا في خضمّ معركة قضائية محتدمة بشأن مصير عائلات فلسطينية مهدّدة بالإخلاء لصالح مستوطنين اسرائيليين.

وقال النائب الإسلامي صالح العرموطي خلال الإعتصام لفرانس برس إن "اخلاء حي الشيخ جراح مخالف لقوانين الشرعية الدولية والقانون الدولي ويوائم وصف جريمة حرب".

وأضاف أن "على الأنظمة العربية أن تتحرك وتحرك قضايا امام المحكمة الجنائية الدولية".

وقال العرموطي "نحيي اهلنا في الشيخ جراح. امة العروبة والإسلام معكم وستنتصر لكم بالارادة والعزيمة، نحيي قوتكم وبسالتكم".

وكانت المحكمة المركزية في القدس قضت في وقت سابق من العام الجاري بإخلاء أربعة منازل يسكنها فلسطينيون يقولون إن لديهم عقود إيجار معطاة من السلطات الأردنية التي كانت تدير القدس الشرقية بين 1948 و1967، تثبت ملكيتهم للعقارات في الحيّ.

وجاء ذلك دعماً لمطالبة مستوطنين يهود بملكية هذه المنازل بدعوى أنّ عائلات يهودية عاشت هناك وفرّت في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل.

وأثار قرار المحكمة غضب الفلسطينيين الذين طعنوا فيه، وأدّت احتجاجاتهم في كثير من الأحيان إلى صدامات مع الشرطة.

وكانت القدس الشرقية تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967 وتضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وأقام الأردن حينها مساكن لإيواء الفلسطينيين الذين لجأوا إلى القدس الشرقية بعد قيام دولة إسرائيل في 1948 ولديه عقود إيجار تثبت ذلك، فزود الفلسطينيين بتلك العقود والوثائق.

ودعت باريس وبرلين ولندن وروما ومدريد، يوم الخميس، إسرائيل إلى "إنهاء سياستها في توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة" التي وصفتها بأنها "غير قانونية"، ووقف عمليات الإخلاء في القدس الشرقية.

وحثت الدول الأوروبية الخمس الحكومة الإسرائيلية على "التراجع عن قرارها المضي قدما في بناء 540 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "هار حوما" التي شيّدتها عام 1997 في الضفة الغربية المحتلة، و"إنهاء سياستها في توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأشارت الدول إلى أن "قرار زيادة المستوطنات في هار حوما "يضاف إلى تسارع الاستيطان في غفعات هماتوس واستمرار عمليات التهجير في القدس الشرقية لا سيما في الشيخ جراح".

وشدد الموقعون على البيان أن "المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل تهديدا لآفاق التسوية السلمية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، داعين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "الامتناع عن أي مبادرة أحادية الجانب" و"استئناف حوار حقيقي وموثوق من أجل المضي قدما على طريق حل الدولتين".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عمان - بيروت