حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يجري في المدينة المقدسة من تطورات خطيرة واعتداءات آثمة وما يترتب على ذلك من تداعيات.
وحيا أبومازن في كلمة له، يوم الجمعة، "أبناء شعبنا العظيم في القدس وفي كل مكان، ووقفتهم الشجاعة في الدفاع عن القدس، عاصمتنا الأبدية بكافة أحيائها، ودفاعهم عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وعن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والشيخ جراح بشكل خاص."
وأكد أن "بطش وإرهاب المستوطنين لن يزيدنا إلا إصراراً على التمسك بحقوقنا المشروعة في إنهاء الإحتلال ونيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة بعاصمتها الأبدية القدس."
وحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يجري في المدينة المقدسة من تطورات خطيرة واعتداءات آثمة وما يترتب على ذلك من تداعيات.
وطالب المجتمع الدولي في ظل هذه التطورات الخطيرة "بتحمل مسؤولياته الكاملة لوقف العدوان على أهلنا وشعبنا ومقدساتنا، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا الذي يدافع عن حقوقه المشروعة ووجوده في أرض وطنه".
ووجه أبومازن، سفير فلسطين في الأمم المتحدة لطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لتنفيذ قراراته المتعلقة بالقدس وأراضي دولة فلسطين المحتلة.
وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، المصلين على الخروج من المسجد الاقصى المبارك بالقوة، بعد أن اقتحم أكثر من 200 عنصر من أفراد الشرطة باحات المسجد والمصليات المسقوفة.
وافاد شهود عيان، بأن قوات للاحتلال أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع في المصلى القبلي لإجبار المواطنين على الخروج منه، وأخلته وسط مواجهات عنيفة تدور في المكان، أدت إلى إصابة أكثر من 53 مواطنا تركزت إصاباتهم في الرأس والعيون، نقل 23 منهم إلى المستشفى، واعتقال آخرين، كما اقتحمت غرفة الأذان في الأقصى، وقطعت أسلاك مكبرات الصوت لمنع الأوقاف الاسلامية من الحديث مع المواطنين.
وأفاد بأن مواجهات اندلعت قرب باب السلسلة داخل الأقصى، عقب انتهاء صلاة المغرب والإفطار، بعد أن تعمد الاحتلال استفزاز المصلين لدى خروجهم من المسجد، وأغلق بابي العامود والسلسلة وطريق الواد في القدس القديمة، ومنع الأهالي من الدخول إلى المسجد الأقصى، وهاجم المصلين قبل أذان العشاء ومنعهم من إقامة صلاة التراويح.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال المتواجدة قرب باب الاسباط، منعت دخول سيارات الاسعاف الى داخل المسجد، كذلك وصول الطواقم الطبية لإخراج المصابين.
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية اقتحام شرطة الاحتلال والقوات الخاصة المسجد الأقصى المبارك والاعتداء الهمجي على المصلين .
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة ضيف الله الفايز، في تصريح له، إن اقتحام الحرم والاعتداء على المصلين الآمنين انتهاك صارخ وسافر وتصرف همجي مدان ومرفوض.
وطالب الفايز سلطات الاحتلال بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من المسجد فورا، وترك المصلين الآمنين لتأدية الشعائر الدينية بكل حرية في ليالي رمضان المباركة.
وحذر الفايز السلطات الإسرائيلية من مغبة هذا التصعيد الخطير، وحملها مسؤولية سلامة المسجد والمصلين، وطالبها بالتقيد بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني والكف عن الانتهاكات والاعتداءات والاستفزازات.
كما أدان الفايز الاعتداءات السافرة على المقدسيين في محيط المسجد وفي البلدة القديمة وفي حي الشيخ جراح.
ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد والانتهاكات في المسجد الاقصى المبارك وفي البلدة القديمة وفي القدس الشرقية المحتلة