في لقاء مع مبادر ريادي استطاع تحقيق الإنجاز

القواسمي : المبادرات الشبابية قادرة على تحقيق النجاح الاقتصادي

المهندس الفلسطيني ضياء حامد الجدع القواسمي

تشتد الأزمات وتتعدد وجوهها في الشرق الأوسط متأثرة بالواقع الداخلي والإقليمي والدولي، وتتسابق النوازل التي تستهدف الاقتصاد بكل مجالاته، فتفلس قطاعات، وتنهار قطاعات، وتتضارب نظرات الاقتصاديين في الوجهة الأصوب في ظل هذه الحالة من التيه والضياع العام.

 

 

وفي خضم حالة من التيه تنتشر في أوساط رؤوس الأموال ورجال ورواد الأعمال ، سعدنا جدا بلقاء حيوي جمعنا مع رائد من رواد الأعمال الشباب ، وواحد من الذين تركوا للناس القيل والقال ، والانشغال بالأخبار ، وبحث عن طريق نجاحه يحفره بالصخر ، ويكابد ويكافح وينافح للوصول لغاياته، حتى استطاع أن يبني مؤسسة عملاقة تمتد جغرافيا لتغطي مساحات واسعة ، وتمتد في مجالات اهتمامها لتجمع بين التقليدي والعصري.

 

المهندس الفلسطيني ضياء حامد الجدع القواسمي ، الذي ورث عن والده حب الصناعة والعمل في ميدان العمل بلا كلل ، وشكل بوجوده وهمته إضافة نوعية لمسارات العمل التي يتطلبها العصر ، فأطلق العنان لشركته لتحلق عاليا في مجال التشبيك الدولي والإقليمي والمحلي ، ليصنع هويتها ورسالتها ورؤيتها بكل جدارة، التقاه فريق العمل وطرح عليه العديد من الأسئلة والمحاور ، وكان الحوار يدور حول الآتي:

 

بداية ،، عرفنا بنفسك وبرحلتك في عالم الصناعة .

 

أشكركم على هذا اللقاء ، أنا ضياء حامد الجدع القواسمي، ثمانية وعشرون عاما من مدينة الخليل في فلسطين ، أنهيت الثانوية العامة عام ٢٠٠٩ م ، وبعدها توجهت لجامعة بوليتكنك فلسطين لدراسة الأتمتة الصناعية والطاقة ، وعززت الدراسة الأكاديمية بعدد من الدورات التخصصية في عدد من دول العالم مثل إيطاليا وأمريكا ، ونظراً لكوني قد نشأت في ظل والدي الذي يعتبر عميد الصناعيين في الجنوب الفلسطيني فقد استهوتني الصناعة بشكل كبير ، ولعل دمجي بين الخبرة المكتسبة وبين الدراسة الأكاديمية قد أتاح لي فرصة التعرف على كل جديد وعصري في عالم أحبه منذ نعومة أظفاري.

 

 

ما الذي جذبك للعمل في مجال الصناعة والمعدات الصناعية ؟

 

وجودي في بيئة العمل في شركة والدي منذ الصغر قد أوجد لدي هذه الميول ، فأنا أتفاعل في هذه البيئة الصناعية منذ أن كنت طفلا، تعرفت على أسس العمل ومجالات التطوير وواكبتها مرحلة مرحلة ، وقد تولدت لدي رغبة حقيقية بالاستمرار في هذا المجال وتطوير العمل في الطاقة المتجددة بشكل حفزني للعمل افتتاح مسارات جديدة للشركة ، لا سيما في ظل سفري الدائم للمعارض العالمية ومشاركتنا في العديد منها ، في أمريكا، إيطاليا، تركيا، الصين ، تايوان، سنغافورة ، هولاندا ، وبلجيكا، الأردن، دبي، فرنسا وغيرها .

 

أضفتم في شركتكم مجال الطاقة الشمسية ، وكنتم أول من ركب نظام الطاقة الشمسية التجاري في فلسطين .

 

وفق الدراسات التي أجريناها ، وجدنا أن الطاقة المتجددة هي المستقبل ، وأن الصراع اليوم على هذا القطاع شرس جدا بين كل القوى الدولية ، ولذلك كنا المبادرين للعمل في مجال الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية على وجه التحديد ، ونمتلك حاليا فرق عمل موزعة على كل الجغرافيا الفلسطينية ، ولدينا شراكات عمل مع عدد من الشركات الدولية والإقليمية التي تتيح لنا نشر أشرعتنا بشكل موضوعي وعملي وبمصداقية عالية .

 

 

تهتمون كما نرى في الصور والشهادات التقديرية على جدران معرض شركتكم بالمؤتمرات الدولية والتشبيك مع جهات دولية متعددة ؟

 

شراكاتنا الدولية والإقليمية مصدر فخر لنا، ونحن نعمل منذ مدة على تعزيزها وتطويرها ، ونحن نفتح العديد من الخطوط حاليا مع دول ومؤسسات دولية، وفي كل مرحلة نقوم بتقييم هذه الشراكات لبيان طبيعة العمل معها وأوجه التفاعل المشترك لتحقيق المنفعة التبادلية ، وكل مشاركة لنا في فعالية دولية أو محلية نتحصل منها على شهادة خبرة أو شهادة تقدير نعتبرها زادا لنا في طريق نجاحنا الطويل ، ونعتبر كل رحلة عمل رصيدا لنا في زيادة خبرة فريقنا وتطوير مهاراته ومعارفه.

 

 

أنت مدير عام الشركة ، كيف شعورك وأنت تتحمل هذه المسؤولية في ظل هذه التحديات ، كورونا ، أزمات اقتصادية ، منافسة دولية ومحلية ، رواتب الموظفين والمتدربين ، وتعقيدات الضرائب ونحوها ؟

 

لا شك أن الإدارة مسؤولية ، ولكنها برغم كل ما ذكرته تعتبر متعة بحد ذاتها، لوجود التجدد الدائم والحركة المستمرة فيها، نحن في الشركة لدينا استقرار إداري ، وكادر وظيفي، وقد وضعنا للشركة رؤية ورسالة واضحة تعتبر بوصلتنا في العمل ، ومن منطلق إيماننا بالعمل الإداري المعاصر فنحن نسعى دوما لتطوير معارفنا ومهاراتنا في فريق العمل لنكون مبادرين في معرفة مجالات الإدارة المعاصرة بكل مجالاتها ، وهو ما ينعكس إيجابا على استقرار الشركة في ظل التحديات التي تفضلت بذكرها.

 

وهنا أود أن أشير إلى أن تحمل الواقع الاقتصادي الصعب ، والسعي المستمر لتطوير الكادر وبناء الشراكات الجديدة ، والتركيز على الديمومة في مصداقية العمل والالتزام تجاه شركاء النجاح لدينا قد ساعد بشكل كبير في تجاوز عقبات اقتصادية صعبة مرت على الجميع، ونحن اليوم بفضل الله في مراحل التوسع والانتشار ، ولسنا في مرحلة التعامل مع فرعيات الأزمات وتداعياتها على الشركات الصغرى والمتوسطة .

 

 

هل قادتك تجربتك الذاتية للإيمان بقدرات الشباب الاقتصادية ، أم أننا نتحدث عن حالات فردية لا يمكن التعويل عليها ؟

 

ما أراه اليوم من القدرات الشبابية والمهارات التي اكتسبوها بفعل التكنولوجيا العصرية ، وطبيعة المرحلة التي نعيشها ، يجعلني مؤمنا بأن النجاح رهن بتقدم الشباب ومبادرتهم في صناعة نجاحهم، شباب اليوم لديهم قدرات حقيقية في مجال الإدارة والمتابعة ومواجهة الظروف الصعبة ، وبرغم ما ينقص كثيراً منهم في مجال الخبرات الإدارية ، إلا أن سعيهم لإيجاد موطئ قدم لهم في الحياة سيكسبهم الكثير من الخبرات التي تعينهم على النجاح.

 

 

ما هي رؤيتك للشركة التي تديرها ، وكيف سيكون واقعها مستقبلا وفق خططك المستقبلية؟

 

نحن نسعى بكل جهد لتحقيق رؤيتنا التكاملية للشركة التي تمتلك رصيداً من السمعة الإيجابية الممتدة على مدى ٤٠ عاما، ونحن نركز على مسارين رئيسيين: وهما تطوير شراكاتنا الدولية وفتح الخيارات الإيجابية فيها ، ومسار الحصول على الوكالات المميزة ، وتطوير كوادر عمل قادرة على التعامل مع متطلباتها في الآن ذاته.

 

وباختصار ، نحن اليوم نسير في خطوط متوازية لصناعة هوية الشركة الذاتية على المستوى الإقليمي والدولي ، ونمتلك الإرادة والخبرة والعزم لنكون الشركة الأولى في مجال الطاقة المتجددة على المستوى الإقليمي ، فضلا عن الجغرافيا الفلسطينية، ونحن في هذا الصدد نبني شراكاتنا مع مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ومؤسسات الصناعة وبراءات الاختراعات ونحوها .

 

هذا في مجال الطاقة المتجددة ، أما في مجال الصناعة ، وبعد سلسلة المتغيرات التي أعقبت كورونا والأزمات الاقتصادية ، فإننا نركز بشكل عملي على توطين الصناعة ، وبناء المشروعات الصناعية التي تنهض بالاقتصاد بعيدا عن الشعارات والعبارات المنمقة ، وفي خطتنا الاستراتيجية الكثير من المشروعات التي نسعى كفريق عمل لتحقيقها في أقرب فرصة ممكنة .

 

 

لديكم نشاط لافت في الإعلام مقروءاً ومرئياً ومسموعاً، ماذا يعني الإعلام لديك؟

 

الإعلام اليوم هو القوة الناعمة التي تؤثر في عقول وأفهام الناس ، ونحن قد اعتمدنا سياسة إعلامية إعلانية ثابتة حاولنا من خلالها أن نصل لأوسع شريحة ممكنة  من الجمهور المستهدف من خلال تعيين مجموعة من الخبراء في مجالات العلاقة العامة والدبلوماسية الشعبية وفنون الإعلام والإعلان العصري ، وقد ترجمنا ذلك من خلال  موقع الشركة الرسمي وصفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال رعاية عدد من البرامج الهادفة عبر مؤسسات الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية،ونحن نجري الدراسات بشكل دوري لنتائج الحملات الإعلامية والإعلانية التي نعتمدها ومدى توافقها مع سياستنا الاستراتيجية في نمو الشركة وتقدمها.

 

م. ضياء ، هناك كثير من الشباب لديهم قدرات مادية وعقلية لتأسيس شركات ومصانع ومشاغل ومشروعات اقتصادية منوعة ، ولكنهم ينتظرون تغير الظروف ، ماذا تقول لهم ؟

 

بداية ، أتمنى بالفعل أن تتغير الظروف القاسية التي تظللنا جميعا، ولكن عجلة الاقتصاد لا تقف بانتظار تغير الظروف ، أو أن تسمح لك ظروفك الخاصة بالانتشار ، فالسماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ، كما لا تمطر فرصاً.

ولكني أنصح الشباب بأن يبادروا بالعمل ، ويشمروا عن سواعد الجد والاجتهاد لصناعة واقع النجاح برغم التحديات ، فنجاحك في ظل الأزمات يعطيك دافعا قويا للنجاح في ظل الظروف الطبيعية ، والانتظار غير المدروس لتغير الظروف قد يقودك لانتظار سنوات تفقد فيها همتك وعزيمتك.

 

كلي أمل أن تكثر المشروعات الاقتصادية الشبابية في مجتمعنا ، وأن نرى التنافس الإيجابي بينهم ، فجمود وخمول الشباب يعني موت الاقتصاد وفناء المجتمع ، وحراكهم بالأمل والخبرة لبناء شركاتهم ومصانعهم ومشاغلهم سيترجم مشروع نجاحهم المستقبلي بصورة أسرع وأقوى .

الطاقة


 

IMG-20210101-WA0041

IMG-20210101-WA0014


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - حوار: د. نزار الحرباوي