- سماك العبوشي
كلما ازداد طغيان وجبروت (يهود الخزر) في الأرض المحتلة، ومع كل صاروخ تُقصَف به مدن غزة العزة والشمم ويحمل في أحشائه وحشية العدو الحاقد، ومع كل هجمة بربرية لقطعان مستوطنيهم على مدن الضفة الصامدة المرابطة المحتسبة، ومع كل اجتياح وحشي لباحة الحرم القدسي الشريف، فإنني - والله وتالله وبالله وبكل أسماء الله الحسنى - لازداد يقينا وإيمانا بأن وعد الله الثاني لنا بالنصر عليهم لابد وأن يقع قريبا!!
أحبتي في الله ... هما وعدان قضاهما رب العزة والجلال بالذل والوعيد والويل والثبور لبني إسرائيل وذلك لإفسادهم وممارساتهم غير الاخلاقية والشيطانية، أما الوعد الاول فقد انقضى أجله وصار عبرة لمن اراد الاعتبار، وها نحن – في العقد الاخير من قرن الشيطان هذا - بانتظار وعد الله الثاني بعدما تمكن حاخامات يهود اصفهان عام 740 م من إقناع ملك مملكة الخزر الوثنية وعلية قومها باعتناق اليهودية، فانتشروا في اروبا والولايات المتحدة الامريكية وسيطروا على اقتصادياتها ومقدراتها، ثم تفتق دهاء كبارهم عن تأسيس منظمة صهيونية ماسونية قررت التوجه الى أرض فلسطين حيث مسرى الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) ومعراجه منها الى السماء، ليؤسسوا لهم هناك مملكة شيطانية يحكمون العالم من خلال هيكلهم الثالث المزعوم!!، ولقد تناسوا تماما وعد الله الثاني (وعد الآخرة) الذي كان قد وعدهم به، فلا حجر حينذاك سينجيهم، ولا حصون ستقيهم ، ولا قلاع ستأويهم ، ولا قبة حديدية ستكف الأذى عنهم بمشيئة الله تعالى!!.
قال تعالى في سورة الإسراء: "وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5)ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)".
ربما ستعتري الدهشة القارئ الكريم حين أعلن لكم عبر مقالي هذا بأن حالة من الفرح والغبطة والسرور تعتريني كلما أشاهد عبر شاشات القنوات الفضائية ممارساتهم ووحشيتهم ودمويتهم تجاه أشقائنا المرابطين في الأرض المحتلة، فأزداد يقينا وإدراكا بأن وعد الله الثاني قد أزف أوانه ولا مناص منه، فالله تعالى هو الحق ، وكلامه المجيد هو الحق، ووعده الألهي ناجز لا محالة من ذلك. ورب سائل يسأل في ظل هذه الوحشية والغطرسة والإفساد : ولكن متى وعد الله الثاني!؟ فأجيبه مطمئنا قائلا: أن وعد الحق الثاني لم تتحقق كل شروطه بعد برغم تحقق ووضوح إفساد الطرف الاول من المعادلة والمتعلق بيهود الخزر وغطرستهم، فهناك طرف ثان عليه واجبات الهية شرعية عليه تنفيذها وتحقيقها!! وتكملة وتوضيحا لما يتعلق بالطرف الثاني
أقول: بأن وعد الله الثاني سيتحقق بإذنه تعالى متى ما استحقت أمة محمد (عليه الصلاة والسلام) نصر الله لها، وهذا لن يكون الا بعد أن تستفيق من سباتها وغفوتها، أن تعود إلى حالة الإيمان الصادق الذي كانت عليه في عهدي النبوة والخلافة الراشدة، فلا نكتفي أن نكون مجرد مسلمين (بالهوية والجنسية وبطاقة التعريف)، فهذا تالله لا يكفي كي ينصرنا الله على عدونا ويبطش بطشته الثانية ويمكننا من أعدائه وأعدائنا. أجل أيها الإخوة الكرام ، لقد كان وعدا مفعولا من رب العزة والجلال بأن ينصرنا على عدونا المفسد المتغطرس، وهذا الوعد مرتبط ارتباطا وثيقا بأخلاقياتنا ومدى التزامنا تجاه رب العزة والجلال وتجاه بعضنا البعض. حين نعود كما وصفنا رب العزة: "كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"، وبخلاف ذلك فلا فرق بين أخلاقياتنا وما نمارسه هذه الأيام وبين اخلاقيات عدونا التي نستنكرها قولا وظاهرا، ونمارسها فعلا وباطنا!!! حين يختفي الفسق والفجور من حياتنا، حين نكسر شوكة الفساد والمفسدين، حين نقضي على سوء الخلق بالتعامل اليومي ، فلا كذب ولا رياء، حين يلتزم ولاة الأمر بأمور رعيتهم.
لا أغالي في القول بأننا الآن في مرحلة مخاض عسير لانبثاق وإتمام الاصطفاف بفسطاطين لا ثالث لهما: - فسطاط كفر ونفاق لا إيمان فيه متمثل بولاة أمر وحكام وملوك ورؤوساء وأمراء (إلا من رحم ربي) بعيدين تماما عن رب العزة ونواهيه، يطبل لهم ويمجد ويسبح في بلاطهم وعاظ سلاطين مرتبطون بهم ، يأتمرون بتوجيهاتهم، ويُفتون بما يملونه عليهم، ويتحدثون بما يشيرون إليهم!!. - وفسطاط إيمان لا نفاق فيه يأتمرون بأمر الله ورسوله وينصاعون لنواهي الشرع والخلق القويم!!. هذا غيض من فيض ما يعتمل في قرارة نفسي ويختلج في صدري ويكاد يخنقني ويكتم أنفاسي... وختاما ... أقول: "وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"...(هود:88).
والله من وراء القصد.
سماك العبوشي 13 مايس 2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت