أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال نفذت حملات اعتقال واسعة في المدن والقرى الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 48، منذ بداية العدوان على قطاع غزة في العاشر من الشهر الجاري ، حيث رصد (1100) حالة اعتقال .
الباحث رياض الأشقر مدير المركز أشار الى ان الاحتلال تفاجأ بحجم الاسناد الواسع من الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة تضامناً مع أهالي قطاع غزة وقبلها احتجاجاً على ما يجري في القدس من اقتحام للمسجد الاقصى، و تهجير أهالي الشيخ جراح ، وواجه هذا التضامن بحملات اعتقال واسعة كان أشرسها في حيفا واللد وام الفحم والطيرة والناصرة.
وأوضح ان الاعتقالات طالت الأطفال والنساء وكبار السن والصحافيين والنشطاء وقياديين من مختلف الأحزاب والحركات الفاعلة على الساحة العربية في الداخل، كما طالت الشيخ "كمال الخطيب" نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، والذى لا يزال معتقلاً وتم تمديده عدة مرات .
وطالت الاعتقالات كذلك عدد من الصحفيين منهم الصحافي الحيفاوي، "رشاد العمري"، والصحافي "أحمد عزايزة " ووجهت لهم تهم التحريض على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك حيث استحضرت النيابة مقاطع بثوها على صفحاتهم الشخصية، بينما اعتقلت المحامي "وسام عريض" في جديدة-المكر لدفاعه عن المعتقلين خلال الهبة.
وأضاف الأشقر بان غالبية المعتقلين تعرضوا للضرب والاهانة حين الاعتقال وفى مراكز الشرطة التي نقلوا اليها، حيث اصيب عدد منهم بكسور ورضوض وتم نقلهم الى المستشفيات للعلاج، وقد أطلق سراح غالبيتهم عقب التحقيق معهم، بعد فرض غرامات مالية بحقهم، أو الابتعاد عن أماكن سكناهم لأسابيع، بينما لا يزال أكثر من 200 منهم رهن الاعتقال .
وكشف الأشقر ان النيابة العسكرية للاحتلال وجهت لغالبية المعتقلين تهم تتعلق بالإخلال بالنظام والتحريض على أعمال شغب، وإشعال إطارات مطاطية، والاعتداء على الشرطة، او التحريض عبر الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قدمت المئات من لوائح الاتهام بحقهم بهدف إصدار أحكام بالسجن ، فيما هدد قادة الاحتلال بتفعيل قانون الاعتقال الإداري للمعتقلين .
وبين الأشقر ان من المعتقلين ما يزيد عن (240) طفل لا تجاوز اعمارهم 18 عاماً ، بشكل غير قانوني ، وتم اعتقالهم في ظروف قاسية والاعتداء عليهم بالضرب، وحقق معهم دون حضور أحد من أفراد العائلة أو وجود محامي، كما فرضت شرطة الاحتلال الحبس المنزلي على عدد كبير منهم بعد الافراج عنه بغرامة مالية .
ومن بين الأطفال المعتقلين الطفل "محمد سعدي" (13) عامًا من أم الفحم حيث اختطف من قبل قوة مستعربين ملثمين واعتدت عليه بالضرب بشكل عنيف تحت تهديد السلاح بالإضافة إلى ربط يديه بأسلاك حديد لمدة 3 ساعات قبل الوصول إلى مركز الشرطة غير مبالين بصغر سنه، وبكائه المستمر، وتم التحقيق معه لأكثر من 6 ساعات بهدف إرغامه على الاعتراف بإلقاء الحجارة على عناصر الشرطة .
كذلك بلغت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات ما يقارب من 22 حالة اعتقال تم الاعتداء على بعضهن بالضرب منهم قاصرات، و ناشطات ابرزهم الناشطة "حمامة جربان" من قرية جسر الزرقاء، واستمر اعتقالها 5 أيام .
وحيَّا مركز فلسطين أهالي الداخل الفلسطيني، الذين اكدوا على وطنيتهم وفلسطينيتهم في هذا الحراك التضامني مع اخوانهم في القدس وغزة ، مطالباً بإسناد المعتقلين وتشكيل لجنة دعم قانونى للدفاع عنهم ، ومنع الاحتلال من الاستفراد بهم ، وتقديمهم للمحاكم التعسفية .