هكذا أنقذت مكالمة محمد الكولك ووالدته من تحت الأنقاض

تحت الأنقاض

 انتهت الحرب على غزة لكن جروح الشاب محمد فواز الكولك (24 عاماً) لم تنته بعد بسبب آلامه المستمرة.

عشت خمس ساعات من الرعب في مواجهة الموت تحت الأنقاض قال محمد الكولك وهو يتلقى العزاء في عائلته التي مات غالبية أفرادها في مجزرة كبيرة ارتكبتها قوات الاحتلال.

ووصف ما جرى قائلا: أغلقت بقالتي الصغيرة أسفل المنزل وصعدت إلى شقة العائلة عند منتصف الليل وبدأت في مداعبة ابن شقيقي قصي 8 شهور الذي جاء من حي الشيخ رضوان مع والديه هربا من القصف المتواصل هناك.

وتابع: قبل نحو خمس دقائق فقط أخذته والدته وشرعت في إطعامه، حين دوى صوت صاروخ بجوار المنزل وشعرت أنه يسقط فوق سطح البناية.

وبعد أن تطلع في وجوه أصدقائه الذين جاؤوا للوقوف معه في مصابه، قال: ما إن سمعت صوت القصف حتى أسرعت لاحتضان أمي وما إن وصلتها حتى سقط صاروخ آخر وبدأت الجدران والحجارة والكتل الإسمنتية تتهاوى فوقنا وسمعت صراخ عائلتي تحت الأنقاض لكن إرادة الله تركت لنا فراغا في الركام وبعد أن استفقت من هول الصدمة بدأت في محادثة أمي المريضة التي كانت تئن بعد أن سقطت كتلة إسمنتية كبيرة على جزء من جسدها.

وتابع، بدأت أحاول إزالة الركام عن جسدها قدر استطاعتي وبقيت أحادثها وأخفف عنها خاصة أنها تعاني من مرض السرطان.

بقيت هناك مدة من الزمن حتى تلقيت اتصالا من صديق فبدأت أصف له موقعنا طالبا منه إنقاذنا.

ويؤكد الشاب الكولك أنه أمضى خمس ساعات تحت الركام حتى وصل رجال الدفاع المدني وأخرجوه مع أمه إلى مستشفى الشفاء وهم يعانون من جروح غائرة في جميع أنحاء الجسد إضافة إلى رضوض شديدة.

وأشار الكولك إلى أنه مكث في المستشفى يومين قبل أن يعود إلى منزل أخته المتزوجة في مكان آخر قائلا، لا أعرف لماذا قصفوا بيتنا ونحن لا ننتمي إلى أي فصيل سياسي أو عسكري.

وكان الكولك افتتح قبل شهرين مع إخوته بقالة لمواجهة البطالة المنتشرة بين الشباب في غزة.

الكولك لم يستطع مواصلة الحديث عن تفاصيل الجريمة التي أصابت عائلته لكنه لن ينسى ما حدث طيلة حياته بعد أن عاد إلى الحياة ليروي قصته للناس وليعتني بأمه المريضة التي تبقت له وتحتاج إلى رعاية مستمرة.

خارج بيت العزاء، كان الناس منشغلين في مشاهدة بشاعة القصف الإسرائيلي للمكان لكن محمد واصل الصمت حزينا بعد أن سكت عن الكلام من هول الجريمة.حسب تقرير لصحيفة "الأيام".

المصدر: - كتب حسن جبر: