قراءة في انتصار الملحمة الفلسطينية 2 / 4

بقلم: رامز مصطفى

رامز مصطفى
  • رامز مصطفى كاتب فلسطيني

ثانياً مستوى أراضينا المحتلة عام 48 بعد 73 عاماً على قيام الكيان الصهيوني ، وما عمل عليه على مدار العقود الماضية من فرض سياسات عنصرية عبر سنه لقوانين تهدف إلى تذويب النسيج الوطني الفلسطيني ، في بوتقة مجتمع المستوطنين ، وأخره " قانون القومية للشعب اليهودي " ، بعد أن يتم كي الوعي الفلسطيني ، وثقب ذاكرته من خلال فرض روايته الزائفة بأن فلسطين أرض من دون شعب ، لشعب من دون أرض . وبالتالي ممارسة سياسة فرق تسد ، وقيامه بتوزيع السلاح حتى يحترب الفلسطينيون فيما بينهم . فقد اكتشف وعلى وقع ما شهدته أراضينا المحتلة من تحرك الشباب الفلسطيني في عموم مدننا ، في حيفا واللد ويافا وعكا والناصرة وكفر كنا وغيرهم ، من حراك واسع ضد المستوطنين الصهاينة الذين أقروا بالصدمة وبأن كل ما عملوا عليه ذهب أدراج الرياح .
وقد كان لهذا الحراك مقدماته ، حيث نفذ العديد من الشباب الفلسطيني عمليات مقاومة مسلحة ، ولعلّ من أشهرها عملية في القدس استشهد على أثرها 3 شبان من عائلة واحدة من آل الجبارين من أم الفحم .
وفي سياق هذا المستوى نسجل الآتي :
1. لا يزال الفلسطينيون متمسكون بوطنهم على الرغم من مرور 73 عام على اغتصابه من قبل الصهاينة .
 2. التأكيد على عروبة فلسطين ، وانتمائهم الوطني والقومي رغم كل محاولات الأسرلة التي مارسها الكيان .
 3. أوصل رسالة واضحة لقادة العدو بأن عليكم الرحيل عن أرضنا ، ونحن متمسكون بالقدس ونصرتها .
 4. ورسالة ثانية ، بأن من تنازل بموجب اتفاقات " أوسلو " عن 78 بالمائة من أرض فلسطين التاريخية المحتلة عام 48 ، ليس لديه الحق في التنازل ، وهو لا يعنينا لا من قريب أو بعيد .
 5. التأكيد على أنّ ما شهدته أراضينا المحتلة عام 48 جزء أساسي من معادلة الصراع مع الكيان ومستوطنيه ، وليس كما يحاول قادة العدو من تصويره على أنها حرب أهلية ، بهدف تقزيم هذه المواجهة وهذا الصراع . ومشهد الزحف الشعبي للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ، إلاّ تأكيد على التشبيك مع سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والتشبيك على أنّ الصراع مع الكيان واحد أينما تواجد شعبنا الفلسطيني .
 6. وضعت الكيان ومستقبله أمام سؤال ، إلى أين ؟ ، بعد بداية هزيمته على يد المقاومة . ثالثاً مستوى هبة القدس باعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ، بأنّ القدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني ، وبالتالي تأكيد إدارة الرئيس بايدن على هذا الاعترف ، وضع الشعب الفلسطيني في القدس أمام خيارين ، أما أو ، أما الإذعان والتسليم بذاك الاعتراف ، أو خوض المقاومة بأشكالها المتاحة .
وما الهبات المقدسية المتواصلة دفاعاً عن المدينة ومقدساتها ، إلاّ تعبير واضح على عدم الخضوع أو الاستسلام ، حيث أتت الهبة الأخيرة في شموليتها وقوتها وانخراط شبانها ورجالها ونسائها ، ومرابطتهم في المسجد الأقصى ودفاعهم عن حيي رأس العامود والشيخ جراح ، لتضع الكيان الصهيوني وقادته أمام مأزق كبير ، خصوصاً عندما تحركت المقاومة بعنوان القدس ، من خلال التأكيد على أنّها قضية أولوية في الصراع مع الكيان ، الذي يسعى ويعمل على حسم الصراع على القدس ، بالمعنى السياسي والديمغرافي والديني والثقافي والتاريخي ، بعد أن يحقق وحتى العام 2030 تقليص عدد الفلسطينيين من 350 ألف إلى 35 ألف بأحسن الأحوال ، ليصبح عدد المستوطنين فيها مليون ومئتي ألف مستوطن . وهو أي الكيان لتحقيق هدف التهويد ، يصرف على ذلك أكثر من 3 مليارات دولار سنوياً ، بينما السلطة في القدس تصرف 0,02 بالمائة فقط .
اليوم ومع هذه المواجهة المفتوحة مع الكيان لم يعد من إمكانية لدى العدو الاستفراد في القدس التي بدأ العدوان عليها ويجب أن ينتهي العدوان من هناك ، إذا ما أراد إنهاء المواجهة التي قد تتجدد إذا ما استمر هذا العدوان وتلك الاقتحامات من قبل قطعان المستوطنين .
وهنا لابد من التأكيد على أنّ المقدسيين منحازون إلى المقاومة التي استجابت لنصرتها ، وعملية الدهس الأخيرة التي نفذها شاب مقدسي من حي الشيخ جراح ضد حاجز لجنود العدو في القدس ، إلاّ دليلاً على أنّ شعبنا في القدس اختار المقاومة على الاستسلام . رابعاً مستوى الضفة الغربية بعد أن أُرغمت الضفة الغربية خلال الحروب السابقة على قطاع غزة ، الوقوف على الحياد وكأن ما يجري في دولة وبلد أخر . وذلك بسبب القبضة الأمنية الشديدة التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية المتعاونة مع أجهزة أمن العدو الصهيوني ، والتنسيق اللصيق معه . مع مشهد المواجهة المفتوحة مع الكيان لم يعد من الممكن الوقوف على الحياد أمام مشهد المجازر التي يرتكبها الكيان أولاً ، وتلك الانجازات التي حققتها المقاومة في مواجهتها ثانياً . لذلك تحركت الضفة الغربية انتصاراً ونصرة للقدس وغزة ، حيث شهدت مواجهات في معظم المدن التي ترابط أمامها الحواجز العسكرية ، فسقط 15 شهيد من أبناء شعبنا .
 وبذلك التحمت الضفة مع بقية أخواتها وإخوانها من جغرافية وشعب . وهذا ما كنا نتطلع إليه ليشكل بداية صحيحة لإسقاط رؤية الجنرال الأمريكي دايتون الذي عمل على خلق الفلسطيني الجديد ، ليأتي الرد بأنّ الفلسطيني الجديد ، هو الفلسطيني المقاوم والمنتفض والمنتصر لقضيته وعناوينها الوطنية .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت