مسلسل "بوابة السماء" تجربة إنتاجية مميزة تعتمد على أسلوب التشويق في المعالجة

بقلم: مصطفى النبيه

مسلسل بوابة السماء
  •  بقلم / مصطفى النبيه

مسلسل "بوابة السماء " تجربة إنتاجية مميزة تعتمد على أسلوب التشويق في المعالجة للمخرج المتألق " زهير الإفرنجي"، إشراف عام /الدكتور "محمد ثريا"

غزة تمضي واثقة الخطى، تزداد جمالا ووعيا، تتوج هذا الوعي بإنتاج ثلاثة أعمال فنية، وهي على النحو التالي مسلسل " بوابة السماء "، مسلسل " ميلاد الفجر "، والمسلسل الكوميدي "مأجرين كل الطوابق" . وهذه الحالة الصحية البصرية الجميلة تبشر بميلاد حالة فنية تسهم في تطوير الخبرات وإدراك دور الفن في صناعة إنسان ينتمي لوطنه ويحب الحياة.
 بعيدا عن أي ملاحظة فنية في هذه الأعمال، لقد سعدنا بوجودها وبما قدمته من الفنانين الشباب والشابات المبدعين، فنحن أمام فدائيين يعشقون العمل الدرامي ويدركون دوره في التعبير عن الإنسان الفلسطيني وعن قضيته العادلة، ولو تواصلت الحالة الفنية بهذه الطريقة وكان هناك غزارة في الإنتاج سيكون لهؤلاء الشباب والشابات شأنٌ عظيم وسنرتقي بالأعمال الدرامية الفلسطينية. قبل قراءة مسلسل " بوابة السماء " وبعيدا عن المجاملات أقولها وبصراحة: هناك مجهودات جيدة وواضحة في كل محاور العمل من لحظة الفكرة مرورا ببناء السيناريو واختيار المواقع واختيار الزوايا وحجم اللقطات، وإبداع طاقم التمثيل، وهناك إنتاج جيد بالنسبة لما يقدم من إنتاج في غزة. ولكي تزدهر الزهور ويفوح عطرها في الكون تحتاج للرعاية وللمزيد من النقاش.
 وهذا دور الناقد الحالم بتطور الحالة الفنية، عليه المسؤولية العظمى في أن يتناول نقاط الضعف ويسلط الضوء عليها ويبحث عن معالجة لها حتى لا تتكرر هذه السقطات في الأعمال القادمة، فأي عمل نشاهده في غزة يحمل جمالا مضاعفا عن الأعمال الأخرى مهما كانت جودتها، وهذا بسبب ظروف واقع الإنتاج وصناعة أعمال تعتمد على جيوش مبدعة لم تؤهل أكاديميا، تناضل وتجتهد لصناعة دراما. بصراحة تجارب الأعمال في غزة تحتاج أكثر من مقالة للحديث عنها وعن مزاياها. وبما أننا في مرحلة المحاولات الحسنة لصناعة فن يرتقي بالحالة الفنية، فهذه المرحلة تحتاج للقسوة وعدم المجاملة، وإذا اتفقنا على ذلك فعلينا أن نبدأ .. مأساتنا تكمن دوما في بناء السيناريو، مشكلة أعمالنا أننا نريد أن نحكي كل شيء دفعة واحدة ونتخيل أن الفلسطيني مارد، رجل المستحيل، لذا تتناسى الأعمال المحلية إنسانية الإنسان.. فتجردنا من الحديث عن يومياتنا، ونسقط في الخطابة ونتوه بين مفردات الأحداث ونكسر الإيقاع البصري والإيقاع بين الجمل فيصبح السيناريو فضفاضا والحوار الذي يلقيه الممثل يخرج برتابة، لذا علينا أن نتجرعه بقوة ونخفي عيوبه بموسيقى تسد الثغرات، مع أن الدراما تعتمد على تبسيط البسيط ومعايشة الواقع وذكاء الصانع بالإقناع.
فالدراما سيف بتار، لغة العصر.. قوة تُستغل للخير كما تُستغل للشر، تُحشد حولها الجماهير وتحركهم بناء على أفكار الجهة المنتجة، التي تفرض على المشاهد الكمية المحددة من المعرفة وأحيانا يساق إلى الخراب، وتحرّف الحقيقة ليعيش حالة التيه، فصانعو الدراما يتحكمون بمصائر المجتمعات بما ينتجونه من ثقافة تشد الأجيال إليها، وقد تفسد الذوق وتشوه الأفكار. وما يحدث مع القضية الفلسطينية عالميا أكبر دليل على ذلك، لليوم لم ندرك تأثير الإعلام على الرأي العام. دوما يضيع صاحب الحق إن كان عاجزا عن سرد روايته بصورة مقنعة.
منذ بدايات المحاولات الأولى لصناعة سينما فلسطينية والتي قام بها " إبراهيم نمر سرحان " عام 1935 أثناء تصوير زيارة الملك عبد العزيز آل سعود حتى يومنا هذا وصناعة السينما الفلسطينية توشحت بوشاح المقاومة بكافة أشكالها.
السينما الفلسطينية ولدت بظروف غير طبيعية نتيجة الاحتلال والتشرد والتهجير، حملت لواء المقاومة وكانت في الصفوف الأولى للتعبير عن القضية الفلسطينية، رفيقة البندقية، مرآتها الصادقة في سرد الرواية الفلسطينية بصريا.. وعلى مدار التاريخ والفنون أداة من أدوات المقاومة الناعمة. وبما أن السينما فن مقاوم بطبعه وهي الأقرب إلى الإنسان فصناعتها تحتاج لفن الإقناع وحِرفية كاتب الحوار وعبقرية المخرج الذي يدرك خيوط اللعبة ويدرس المجتمعات نفسيا واقتصاديا واجتماعيا ويصوغ معالجة فنية تتناسب مع الأذواق وتسير بانسيابية وتجعل المشاهد مشاركا وجزءا من الحدث يستنبط الأفكار وينتصر لها.
مسلسل "بوابة السماء " قام بكتابته مجموعة من المبدعين "قصة وسيناريو وحوارا" ، وهم على النحو التالي: الأستاذ "حافظ فارس "، والأستاذ "سامح القطاع " والأستاذة "تسنيم المحروق" ، والكاتب والمخرج المبدع "زهير الإفرنجي" . نتوقف عند العتبة الأولى وهي العنوان " بوابة السماء " وهو يجسد الجانب الديني لمدينة القدس.. وطن السلام والمحبة، بوابة الأرض إلى السماء، وبوابة السماء إلى الأرض، هذا الاسم منذ البداية يحمل في مضمونه الصراع الديني الذي يحرك الجمهور نحو رؤية معينة أعدت سلفا وستُبنى عليه الأحداث. بعد الانتهاء من مشاهدة الحلقة الأخيرة من العمل لفت انتباهي الإمكانيات الإنتاجية، مقارنة بالأعمال الأخرى التي أنتجت بغزة. وهنا لا أقارن بين الإنتاج عربيا ومحليا، فالمبلغ المرصود لإنتاج مجمل العمل في غزة بشكل عام لا يستطيع إنتاج حلقة في الدول العربية، مع ذلك أقول: هذا المبادرات الحسنة أسهمت بإنتاج أعمال في غزة إن دلت على شيء فهي تدل على ما قلته سابقا، إننا بدأنا نسترجع الوعي الذي فقدناه وندرك تأثير الفنون والثقافة على المجتمعات.

ملخص فكرة العمل
 يتناول العمل الصراع بين فلسطينيي مدينة القدس واستبسالهم للحفاظ على الهوية الفلسطينية والأماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى من خلال المرابطين بالإضافة للمقاومة المسلحة وصراع العقول وحرب التكنولوجيا التي تنفذها "خلية المرابط". بالطرف المقابل تقف "منظمة إحياء الهيكل " المتطرفة المدعومة من الحكومة الإسرائيلية لتدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، حيث تقوم بأبشع الجرائم من ترويج مخدرات وتزوير عقود ملكية البيوت العربية والتطبيع من خلال المناهج الدراسية وزرع آثار مزيفة تسهم في بناء الهيكل.

بناء القصة
يبدأ المسلسل " بوابة السماء" بقصة "عابد" الشاب المقدسي الذي يتاجر بالمخدرات من قبل الاحتلال وأثناء عمله يكتشف معلومات خطيرة لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل، فيسرق "الملف" ويفر هاربا وبعد إخفاء الملف يتم حصاره وإعدامه، وأثناء الاغتيال يتم تصويره من الشاب "حسام "الذي يفتضح أمره ويتم مطاردته وإصابته واعتقاله. وتتوالى الأحداث ونشاهد صراع عقول بين "خليه المرابط" "ومنظمة إحياء الهيكل"، وتتضح خيوط المؤامرة بعد أن تكتشف "خلية المرابط" سر موت عابد وهو الإعداد لهدم الأقصى وإقامة الهيكل والحديث عن الميلودي "البقرة الحمراء" الصغيرة التي تعالج جينيا بعد اكتشاف شعيرات سوداء في ذيلها وخشيتهم أن ينفضح أمرهم بعد ادعائهم أمام وسائل الإعلام بأنها ولدت في حقل صغير في قرية "كفار حسيديم " والتي تقع بجوار مدينة حيفا وأطلقوا عليها " ميلودي "، وللبقرة طقوس وأدوات معينة تم تجهيزها من قبل "منظمة إحياء الهيكل "، والهدف من "البقرة الحمراء" بمعتقدات اليهود بأن رمادها يستخدم في تطهير اليهود التي تدنست بملامسة جثث الموتى ، وجودها يؤكد على اقتراب هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم. وتتوالى الأحداث ونشاهد "خلية المرابط" التي تعتمد في المواجهة على تدمير الأدوات التي أعدت سلفا لإجراء الطقوس قبل ذبح "البقرة الحمراء ". وخلال حلقات المسلسل نشاهد صراع عقول غير متوازي بين "خلية المرابط" و"منظمة إحياء الهيكل". فخلية المرابط" الصغيرة تقتل وتخطف وتحرر أسرى، وفي المقابل "منظمة إحياء الهيكل" مخترَقة تتعرض للعديد من العمليات البطولية النضالية التي تنفذها "خلية المرابط". وعندما يسقط الشهيد الفدائي " أبو مجاهد" والذي قام بأداء هذا الدور الفنان الجميل " وليد أبو جياب"، وبعد استشهاده في الحلقات الأخيرة تخفت حدة الصراع تدريجيا، فهو العقل الإلكتروني الذي يحارب الاحتلال تكنولوجيا وينتصر عليه. وهنا تتضح بعض الهفوات في بناء المسلسل. فهل يعقل أن مقاومة تقدم عمليات نوعية طيلة حلقات المسلسل، مبنية على جهد فرد ومع استشهاده تتوقف المقاومة إلكترونيا ؟ فلقد علمتنا الثورة عندما يرحل قائد يولد عشرات القادة الأكثر صلابة من الذين قبلهم. في معركة أبو مجاهد استعان بالهاكر الجزائري في تعطيل الحشرات الإلكترونية للجانب الإسرائيلي.. وهذا جميل جدا، والأجمل لو استمرت المقاومة الإلكترونية بعد استشهاده، فتصور للعالم أن المقاومة لا ترتبط بأفراد. ولكن للأسف اختفى كل شيء حتى ظهور الهاكر العربي في الحلقة الأخيرة، هذا ما نعاني منه دوما، البطولة الفردية المطلقة التي نمنحها للأفراد وكأن مع نهايتهم ينتهي الكون، علينا أن نقتنع أن الفلسطيني مقاتل شرس، لكنه إنسان ولن ترتبط الثورة بأفراد، وأكبر دليل واقعنا النضالي، لم تنته الثورة مع رحيل أجمل ما فينا.. يرحل الثائر فيولد مليون ثائر..

السيناريو بناؤه يعتمد على تحقيق التوازن في العمل ما بين كل المفردات، عنصر الخير والشر وتطور الشخصيات ولغة الحوار وانسيابية الأحداث لتحظى باهتمام المتفرج ومتابعة جميع الشخصيات، فالمعلومات التي تضخ في العمل لابد أن تسهم في المعرفة وتأتي في سياقها الطبيعي، فلا يوجد أيُّ شيء يخضع للصدفة في بناء السيناريو، فهو جسم مكتمل يشد بعضه بعضا، فهناك الخط الرئيسي يتناول رسالة العمل، وهناك الخطوط الفرعية والتي تعتبر مفاتيح التشويق والتغيير، وهي التي تمنحنا معلومات أكثر عن الشخصية وطبيعة المكان والجو العام لتسهم في نقل وتطور الأحداث، وتقديم المفاجأة وتغيير اتجاه الأحداث حسب الشكل الهندسي المعد سلفا والذي سيأخذنا بانسيابية حتى نصل إلى ذروة العمل. وعند الحديث عن الخط الرئيسي في مسلسل "بوابة السماء" والذي اعتمد على المونتاج المتوازي للحالتين المتصارعتين،

نستعرض الخط الأول والذي يعبر عن مقاومة، يصطف حولها أهالي القدس للدفاع عن هويتهم وحياتهم وبيوتهم وحماية مدينتهم من التهويد وإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.

الخط الثاني: "منظمة إحياء الهيكل " والتي تمثل دولة الاحتلال وأساليبهم الخبيثة بقتل الإنسان الفلسطيني بالمخدِّرات والسيطرة على التعليم وتزوير عقود البيوت والممتلكات لطرد الفلسطينيين من القدس وزرع الآثار في الأماكن الفلسطينية لإثبات حق اليهود في الأرض والحديث عن ميلاد البقرة الحمراء، "ميلودي " للإعلان عن هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل.
 

تفرع من الخط الرئيسي خطوط فرعية تتناول حكايات، ونموذج من هذه الحكايات :

أولا: عائلة أبو حيفا
 الأب يعاني من فقدان الذاكرة أحيانا، جسد هذا الدور الفنان القدير "حامد حسونة " بجدارة عالية.
 كما قامت الفنانة المجتهدة " ريم كمال " بدور حيفا، الأخت الكبرى زوجة الأسير المحرر. وتمثل دور فتاة تقيه بارة بوالدها، مرابطة في المسجد الأقصى تحافظ على دينها، يتم اعتقالها وتجريدها من ملابس الحشمة ولكنها تبقى صامدة.. يتم اتهامها بعلاقات غير شرعية من قبل أختها ولكنها تلتزم الصمت حفاظا على زوجها الأسير المحرر، الذي تم تحريره بعملية بطولية نفذتها "خلية المرابط".

الأخت الأصغر "أمل " قامت الفنانة الصاعدة الواعدة "صفاء حسني " بهذا الدور وهي نقيض لشخصية أختها حيفا ، "أمل" متزوجة من المناضل "إسماعيل أبو البراء "، أخ الأسير المحرر" زوج أختها حيفا ، "أمل" إنسانة أنانية متسلطة جاحدة تحجر على والدها ، تريد أن تبيع نصف بيتها وتترك القدس وتتمتع بالحياة ، قاتلة تجهض نفسها وتقتل جنينها وتحرم ابنها الوحيد "براء "من حلمه أن يكون له أخ. وعندما تشعر أنها ستخسر قضية الحجر والميراث وبأن البيت مكتوب باسم "حيفا" ، تراقب أختها وتكتشف لقاءها بزوجها الأسير المحرر، فتهدد بأنها ستفضح أمره، وتهرب من البيت بعد تهديدها ، تختفى في الحلقة 17 فيبحث عنها زوجها "إسماعيل"، وأثناء البحث يسمع بكاءها ويتجه صوب الصوت فنشاهدها تجلس على باب بيت تبكي وعندما يسألها "إسماعيل" هل أخبرتْ أحدا عن أخيه بعد أن حررته المقاومة من خلال عملية عسكرية، فتنظر إليه وتنفجر باكية. وبهذا المشهد توحي للجمهور أنها نفذت خيانتها. وفي الحلقة 18 يتم استكمال المشهد من خلال لقاء بينها وبين أختها "حيفا "، تنظر إليها "حيفا" لتستوضح هل قامت بالوشاية عن زوجها كما توعدت ولكن "أمل " تقول: " ضميري غلب غضبي وما حكيت لحد عن أي شيء ،على قد ما عانيت ولسه بعاني ، وقد ما تكون الخلافات اللي بيننا ،اطمئنوا أنا مستحيل في يوم من الأيام أفكر بخيانة القدس وأهلها ".

رغم التوازن الجميل والتناقض بين شخصية حيفا وأمل إلا أن هناك خللا واضحا في بناء شخصية " أمل " فليس طبيعيا ما حدث، شخصية سلبية انتهازية قاتلة تتحول فجأة لإنسانة خلوقة وطنية وهي التي ستبيع بيتها وتحجر على والدها، رغم تحذير أختها حيفا لها عندما قالت "ربما يصل البيت للإسرائيليين" ولم تهتم بكلام "حيفا. كانت تبحث عن مكاسب حتى ولو على حساب الجميع ، فنحن أمام شخصية غير سوية، تم تجميد تطورها، رغم أنها مفتاح لنسيج العديد من الحكايات.. مثلا لو قامت بالوشاية عن زوج أختها وتم محاصرته وفراره و مطاردته وهروبها من المكان ثم تلجأ للمحكمة الإسرائيلية لبيع نصف بيتها وتدعي أن العقد الذي بحوزة أختها " حيفا " مزور وتقاضيها. وفي النهاية هناك أكثر من اتجاه لشخصية "أمل" في المسلسل، فهي غير سوية ولابد أن يصدر منها الكثير، فهي عنصر الشر، قاتلة لجنينها ومخالفة للشريعة الإسلامية ، فمن يهون عليها جنينها ووالدها من الطبيعي ألا تفكر إلا بنفسها، وهذه مساحة مفتوحة، كان بالإمكان استغلالها في بناء السيناريو ، علينا أن نتحرر من الرومانسية المفرطة، فهناك مقومات تسهم في الخيانة وشخصية "أمل" وتطورها تأخذها لهذا المنحى.

ثانيا: الصحفي "حسام" الذي قام بتصوير اغتيال "عابد " وتعرض للإصابة واختفى أثره، قصته تمنحنا مساحة لنسج خيوط دراما إنسانية تعبر عن المجتمع الفلسطيني بشكل أعمق، مثل علاقة الأب بابنه، العرس الفلسطيني وإحياء التراث.. سنجد في هذه الشخصية الفرح الذي افتقدناه طيلة العمل. وبهذا نخرج من حالة الشحنات الانفعالية الزائدة وحالة التوتر التي فُرضت على المشاهد خلال حلقات المسلسل، فهذه الشخصية لم يتم استغلالها مطلقا. وقد بنيت تصوري في تطويرها من خلال حوار الفنان التلقائي الجميل " أحمد الحداد " والد حسام. فبعد إصابة حسام في الحلقة الأولى.. يسرد هذا النص " حسام يابا وين حسام؟ وين العريس؟" جبتلك جهاز التنفس يابا ، حسام يا حسام! " ثم ينتقل لصورة من الماضي وحسام يرتدي بدلة الزفاف ووالده يقبّله.. هذه الشخصية النامية لم تستغل، كان بالإمكان الاستفادة منها، فمثلا أن يُهرب الدكتور "محمد"، "حسام " ويعالجه خلال الحلقات ويتنقل به من مكان إلى آخر، وبعد ذلك نشاهد "حسام "وهو يلتقي بخطيبته ونعيش معهما طقوس الأفراح الفلسطينية ونرى بشاعة الاحتلال وهو يعكر صفو الأهالي أثناء الفرح، حيث يقتحم عرس حسام للقبض عليه ولا يجده، فيتفاجأ بوجود شخص آخر يمثل دوره فيصاب الاحتلال بخيبة. وبعد ذلك يتابع "حسام "عمله كصحفي مطارد يوثق جرائم الاحتلال وينشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبهذا نقدم الصحفي المنتمي، ونبرز دور الطبيب الحقيقي الصحيح في النضال. فلكل منا دوره في الحياة وباستطاعته العطاء وخدمة الوطن بأكثر من لون.

 ثالثا: قصة التنمر التي يتعرض لها الفتي "مهند " لأن والده من ضحايا الثورة، وهذه قضية مهمة وتحسب للكتاب الأفاضل، ولكن للأسف لم يتم معالجتها بشكل صحيح ولم تمنح مساحة، فكانت مقحمة على هامش الحكاية، فنحن نرى "مهندا" يتعرض للنبذ والتنمر رغم أنه إنسان طيب، مسلكياته جميلة. أحيانا يتعاطف معه المدرس " إسماعيل " إلا أن مهندا يشعر بالنبذ من المجتمع. ومع الضغط يقرر أن يترك المدرسة ليعمل ثم يتجه لتعاطي المخدرات.. يختفي من المسلسل في عدة حلقات وبعد ذلك يأتي "إسماعيل" به إلى المدرسة ليعيده للدراسة ويخطب خطبة عن دور التعليم في بناء الإنسان المقاوم المنتمي لوطنه. هناك سؤال.. بخصوص الأحداث التي شاهدناها لم نرَ أي تغير بحياة "مهند "وبالمجتمع، وهنا السؤال.. لماذا ترك المدرسة؟ ولماذا تعاطى المخدرات، وكيف تركها؟ وما السبب وراء عودته وانخراطه في المجتمع؟! المعالجة كانت ضعيفة جدا وتحتاج لإعادة بناء، فنحن نرى الضحية "مهندا" طيلة العمل يبادر ليقترب من الآخرين ولم نجد تثقيفا للمجتمع...! ما شاهدناه كان مجرد عرض حالة وتعاطف من قبل المقاومة المتمثلة بالمدرس " إسماعيل ".

 رابعا: بخصوص المتضامن الأوروبي "طوني" والذي قام بالدور الفنان النجم " جواد حرودة ".. بعد متابعة الأحداث نتوصل إلى أن شخصية " طوني " هي نفس شخصية رئيس "منظمة إحياء الهيكل ". وهنا لنا وقفة ، إن كنتم تريدون تقديم مسلسل بوليسي لجلب شريحة الفتيان والشباب والاهتمام بعنصر التشويق على حساب المضمون فقد نجحتم والحمد لله ، يوجد كتّاب لهذا العمل لهم قدرات خارقة لصناعة مشاهد " الأكشن " والتشويق وبحرفية عالية. ولكن إن كنا نسعى أن ننتقل من المحلية ونقدم الرواية الفلسطينية عربيا وعالميا، فالدراما تحتاج للوعي والمعرفة، وليس كل ما نبصره أو نسمعه يتناسب مع صناعة الدراما ، فأي خطأ يعود علينا بمردود سلبي ، فأي لقطة وأي كلمة، إن لم تخدم العمل، فبدون أي تفكير علينا أن نلقيها في القمامة . فمثلا تصوير المتضامن الأوروبي على أنه خائن، سيعود علينا بالعزلة ونحن نعاني منها اليوم، فإن كان الهدف التشويق، فبكل سهولة كان علينا أن نخفى "طوني" بشخصية بائع كعك، عامل نظافة أو نادل. في الأعمال الفنية التي تحمل طابع المقاومة، العشوائية والعاطفة المَرضية غير مقبولة، أعمالنا الدرامية يجب أن تترك بصمة وهي تروي الرواية الفلسطينية بشكلها الصحيح، كما عليها أن تسهم بحشد متضامنين لقضيتنا العادلة وألا تجعلنا نخسرهم. ملاحظة مهمة.. هناك فرق بين الأعمال التوثيقية وصناعة الدراما، فليس كل ما نراه بالحياة مهما كان مؤثرا يمكن أن يخدم العمل. ولغة الشارع غير لغة الحوار، علينا فلترتها. بصراحة.. عندما شاهدت مسلسل "بوابة السماء “، قلت: "جميل.."
وتخيلت أن هناك تطورا فكريا وتمردا على الانقسام، فهناك عمل جماعي يضم مجموعة من الفنانين التي تحمل توجهات مختلفة، وهذا يبشر بميلاد دراما، فالشكل الخارجي لا يحمل النعرات الحزبية ولكن عندما خضت في المضمون، كان التشكيك في الآخرين عنصرا رئيسيا ليقول صناع المسلسل نحن الأفضل، وهذا غير محبب وسيعود على المجتمع الفلسطيني بالعزلة والعداء، فجميل لوكان الخطاب يحتوي على مضمون "نحن". بالأعمال الفنية نستطيع أن نحكي ما نريد، المهم أن نجيد فن الحياكة والمعالجة الفنية الجيدة التي تخدم المجتمع، فإضعاف الآخرين لا يعني نجاحك، علينا قبل كتابة أي عمل نضالي أن نجري مسحا تاما للفكرة ونختار الكلمة التي تخدم العمل، فالعمل إن كان جزءا أول أو ثانيا عليه أن يعبر عن ذاته برسالة واضحة. للأعمال الفنية مواصفات خاصة، علينا أن نفكر بالنتائج على المستوى القريب والبعيد، وتكون لنا فلسفتنا السهلة الواضحة بالمعالجة حتى نؤثر على المستوى المحلي والعربي والدولي. سر نجاحنا لا يكمن في قوتنا الخارقة أو لأننا خلقنا ملائكة على هذه الأرض بل يكمن بقدرتنا على توصيل روايتنا العادلة ببساطتها ونفض الغبار عنها، بعيدا عن ردات الفعل غير مدروسة، فنحن أولا وأخيرا بشر ضعفاء، وما يميزنا عن الآخرين، عدالة قضيتنا وصبرنا وإيماننا بأننا حتما منتصرون نخرج من الموت أقوى.

 خامسا: بخصوص المجرم " شمبانيا " والذي جسده بحرفية الفنان “محمد خروات “، شخصية إرهابية قاتلة تتغذى على دماء الأبرياء. فما الهدف من وراء تقديمه مريضا نفسيا، ضحية الاغتصاب منذ طفولته؟! وما المغزى من طرح قضية اغتصاب طفل من كل خمسة أطفال إسرائيليين من قبل المتدينين اليهود. حتى لو كان الهدف تصوير هشاشة المجتمع الإسرائيلي إلا أن الناتج سيعود علينا بالنقيض. فنحن وبدون قصد نبرّئ المجتمع الإسرائيلي من الجرائم التي يقترفها، فهم يعانون من أمراض نفسية، لذا يسقطون أمراضهم علينا وهذا الطرح يحميهم.
 العالم يحتاج أن يشاهد يوميات الإنسان الفلسطيني ويعيش تفاصيلها، فلنا حياة وحكاية اجتماعية بجانب المقاومة علينا إظهارها. جسدت الحلقة الأخيرة نموذجا حيا للوحدة والتعاون محليا وعربيا، فها نحن نتابع عشرات المقاومين الإلكترونيين العرب، يتصدرون شاشات الاحتلال منتصرين للمقدسات الدينية وللقضية الوطنية الفلسطينية وتعرية الشرذمة القليلة المنساقة كالقطيع مع دولة الاحتلال للتطبيع، وهذه المقارنة حسنة، وُجدت في مكانها الطبيعي، ومنحت المشاهد العربي فضاءات من التحليل والمقارنة. كما شاهدنا في هذه الحلقة العرس الفلسطيني وأغاني التراث الخاصة بالأفراح والأغاني الشعبية الخاصة باستقبال الأسرى، وهذا إن دل فهو يدل على أن الشعب الفلسطيني له تاريخ وحضارة تتجذر في الأرض وتمتد إلى السماء. أما ما يتلخص باعتقال "شلوميت ودرعي"، بعد أن يُفتضح أمرهما وينكشف مخطط تفجير المسجد الأقصى وقتل السفير الأمريكي والأطفال الإسرائيليين وإلصاقها في الفلسطينيين لتبرير جرائمهم الوحشية، الفكرة مقبولة عاطفياً ولكنها غير ناضجة على المدى البعيد، فهذا الطرح يصورهم على أنهم دولة قانون أمام العالم، رغم أن تاريخهم الأسود مخالف لذلك. حتى تبرير "الفنان القدير" أحمد حسين" بما مضمونه بأن الحكومة منحتهم كل شيء لتنفيذ مأربهم هدم المسجد الأقصى لكنهم فشلوا ولم يستغلوا الفرصة جيدا، لذا سيكونون كبش الفدا وسيتم اعتقالهم وسيقومون بتفكيك "منظمة إحياء الهيكل" حتى يغلقوا هذا الملف أمام العالم. هذه النهاية غير مقنعة، مجرد حل سريع لتقديم نهاية مفرحة للمتفرج ". "فمنظمة إحياء الهيكل" وأفرادها طيلة المسلسل يمثلون السلطة العليا لدولة الاحتلال، فالمسلسل يتناول أدعياء الدين اليهودي ورمزهم " منظمة إحياء الهيكل"، وحكاية البقرة الحمراء الصغيرة التي قدمها المسلسل، وهذا مرتبط بمعتقداتهم الدينية وبقوة سلطة الحاخامات المؤثرة بقوة على المجتمع الإسرائيلي.
 مسلسل "بوابة السماء" مشكلته الرئيسية أنه يحمل الكثير من المعلومات المهمة، تحتاج أكثر من عمل وخاصة قضية "البقرة الحمراء "ميلودي ". كانت حكاية عابرة رغم أنها الركن الأساس وجوهر العمل، لم تأخذ نصيبها في الطرح، انشغلنا في قضية المخدرات والتزوير والسيطرة على التعليم والرباط داخل المسجد الأقصى والعمليات البطولية وتناسينا مركز الحكاية، فكل المفردات السابقة عليها أن تسهم في تسليط الضوء على القضية الرئيسية، ميلاد "البقرة الحمراء" حتى يتسنى لهم حسب الخطة في العمل الشروع في هدم الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم ، يبدو أن الكتّاب انجرفوا تجاه التشويق في العمليات العسكرية وتناسَوا الموضوع الرئيسي، لذا فقدوا السيطرة والتوازن في بناء المشاهد ، احترفوا صناعة مشاهد انفعالية تجذب مشاعر الجيل الجديد. فلا يُعقل أن خلية بإمكاناتها المحدودة وعددها القليل تتفوق على دولة الاحتلال التي يسخّر لها كل الإمكانيات الهائلة لتستخدم كل وسائل القمع، فكيف سنقنع المشاهد بأننا ضحايا الاحتلال ونحن متطورون تكنولوجيا وقدراتنا القتالية خارقة وتتفوق على العدو، فما دمنا نمتلك هذه العناصر فلماذا لم نتحرر إلى اليوم؟! المشكلة أننا نتخيل أن الفلسطيني عملاق، ونعتقد أنه عندما نضخم الحدث ستكون النتائج إيجابية، ولكن للأسف دوما ندور في دائرة مغلقة ولن تحلق أعمالنا لا عربيا ولا دوليا، وسنبقى نصنع دراما لأنفسنا ونتعاطف معها، فمثلا كيف سنقنع المشاهد العربي والعالمي أن فدائيا يُحتضر وينزف دما ينتصر على أوجاعه ويحمل المسدس ليطلق الرصاص على الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح والذي أصابه ويقف أمامه ويرديه قتيلا ..؟ لو وافقنا على ذلك جدلا، فهل يستوعب العقل أن ينهض نفس الفدائي المصاب ويحمل القذيفة وهو ينزف ويصوبها بالاتجاه الصحيح ثم يموت..! الدراما تحتاج لفن الإقناع وصدق البناء، يقول المثل: "لكي تطاع اطلب المستطاع". كان بالأحرى على طاقم العمل أن يختصروا العمليات البطولية ويعطوا مساحة من الوقت للتخطيط والتنفيذ، حتى يكون الأمر مقنعا. كان هناك حاجزٌ واضح بين الشعب والمقاومة، فدور الشعب في المسلسل كان مجرد متلقٍ للحدث وغير مشارك، فطيلة المسلسل نراهم يتابعون أحداث المقاومة وهم جالسون يراقبون التلفاز، وعندما يتم مطاردة أي من المقاومين في شوارع القدس يمر من بين الناس وقليلا ما كانوا ينظرون إليه، وهذا ليس من طبيعة الشخصية الفلسطينية، رغم محاولة المخرج إظهار التفاعلات الجماهيرية التي تكررت من ثلاث إلى أربع مرات دفاعا عن المسجد الأقصى والبيوت التي ستصادر، إلا أن الفجوة كبيرة بين الشكل والمضمون. الفلسطيني في المجتمع المقدسي خلال العمل مراقب للأحداث أكثر من كونه مشاركاً.. حتى في الحلقة الأخيرة بعد اكتشاف العبوات الناسفة أسفل المسجد لم يتحرك سوى المقاوم " إسماعيل، الفنان " محمد مدوخ " والنجم وائل معروف، لذا كان هناك إخفاقٌ في نقل الصورة الحقيقية والتفاعل الطبيعي للجمهور أثناء تتابع الأحداث.

سادسا: مشهد الدكتور "محمد "وهو ينقذ طفلا إسرائيليا سقط من فوق جدار. بالمقابل نرى جنود الاحتلال يقتلون شابا معاقا عقليا.. مشهد أكثر من رائع ومؤثر إنسانيا ويتفاعل معه الجمهور ولكنه لن يعطي ثماره لأنه صنع للمقارنة بين الفلسطيني والإسرائيلي وبشكل فج، لم يُبنَ نتيجة حدث طبيعي.. حتى التقطيع بين المشاهد لم يرتقِ للحدث..!

الحوار في الدراما ليست وظيفته نقل المعلومات والتنظير أو الخطابة والتلقين، بل خلق ليكمل الصورة ويعطي معلومات تكمل الصورة من خلال لغة تظل عالقة بذهن المتلقي. هناك اختلاف بين شخص وآخر في المفردات اللغوية، فلشخصية الطبيب لغة وللبائع لغة وللمدرس لغة وداخل البيت هناك لغة مختلفة. الحوار في مسلسل بوابة السماء اعتمد على الحوارات الإنشائية الخطابية الوعظية وكأننا تلاميذُ نحشى بالمعلومات، ما أثقل على المتلقي وحرمه من المتعة وأفقد العمل بريقه.

 بخصوص اللهجة، لقد اختلطت لهجة أهل القدس مع اللهجة الغزاوية بشكل واضح، حتى شخصيات " منظمة إحياء الهيكل " والمفروض أنهم يهود، اختلطت لهجتهم باللهجة الغزاوية. بخصوص جغرافية المكان.. استطاع المخرج في غالبية المشاهد أن يوحي أن التصوير داخل مدينة القدس وهذا أكثر من رائع إلا أن تصوير بعض البيوت من الخارج كانت نشازا بالنسبة للعمل فهي لا تتناسب مع جغرافية مدينة القدس وطبيعة البناء.

 بناء الشخصية يعتمد على الشكل الداخلي والخارجي، لذا بخصوص اختيار ملابس المتدينات والمجندات اليهوديات وطريقة وضع الغطاء على الرأس لم يتناسب مع العمل، كان يحتاج هذا الجانب للبحث والتقصي أكثر.

 مسلسل "بوابة السماء" يحمل قيمة إنسانية ومجهودا مقدَّرا من طاقم العمل وعلى رأسهم المخرج المجتهد " زهير الإفرنجي " الذي استطاع بهذه الفترة القصيرة أن يقدم لنا معالجات أكثر من رائعة في العديد من المشاهد وينجز هذا العمل ، شاركه مجموعة من المبدعين المحترفين، فقد أبهرني أداء الفنان " محمد مدوخ " والنجم وائل معروف ببساطته، والفنان وليد أبو جياب بحضوره الطاغي. نحن أمام كوكبة من الفنانين المميزين، على سبيل المثال، الفنان المخضرم" زهير البلبيسي" ، الفنان القدير "جواد حرودة "، الفنان "ناهض أبو عبيد "، الفنان "أحمد فياض"، الفنان "يوسف أبو الخير" ، الفنان "علاء قدوحة"، الفنان "حامد حسونة "، الفنان "محمد خروات"، الفنان "إسماعيل دحلان" ، الفنان "محمد فيصل" ، والفنان القدير "صالح السلحوب"، والفنان القدير "محمد أبو الروس "والفنان القدير "أحمد الحداد "، وكذلك ضيف الشرف الفنان القدير "أحمد حسين "، والفنان الواعد "زهدي ثريا" ، والفنان "وسيم الهندي".

كما تميز هذا العمل بإبداع العنصر النسائي، بداية من الفنانة القديرة "كاميليا فاضل"، "والفنانة "مادلين الأحمد " والفنانة "صفاء حسني" والفنانة "ريم كمال"، والعديد من المبدعات.

رغم الطاقات الهائلة لدى الممثلين إلا أن انفعالات بعضهم الزائدة كانت واضحة في الكثير من المشاهد.. كانوا متحمسين وكأنهم يخوضون معركة حقيقية، فهم لا يمثلون بل يعيشون الحالة القتالية، وهنا أتحدث عن غالبية من قاموا بتمثيل الشخصيات الفلسطينية والشخصيات الإسرائيلية، فالانفعالات الزائدة والتوتر تجعل المتفرج في حالة ضغط، فأقترح أن تكون هناك ورشة تمثيل في المستقبل قبل التصوير حتى يخرجوا من تمثيل القالب ويهذبوا المشاعر. وأخيرا أقول: أمامنا عمل جماعي جميل يحمل محتوىً وطنيا، توفرت له إمكانيات رائعة تبشر بصناعة جيدة، فأتمنى أن نرى في المستقبل القريب أعمالا تنتصر للعقل أكثر من العاطفة. فكل الشكر لطاقم العمل وللمخرج المبدع المميز "زهير الإفرنجي "وللمشرف العام " د. محمد أبو ثريا " الذين صنعوا عملا جميلا هادفا في مدة قصيرة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت