حين بدأت مواجهة (سيف القدس) المباركة بين فصائل المقاومة الفلسطينية المجاهدة والشريفة في قطاع غزة الشمم والعز والكبرياء، يساندهم في ذلك أبناء الرباط في مدن الضفة وأبناء فلسطين ( عرب 48) من جانب، وبين قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم من جانب آخر، والتي سطر فيها الفصيل الفلسطيني المؤمن المرابط المحتسب بالله اروع صور المقاومة والبذل ، وقدم أبناء غزة قوافل الشهداء ومئات الجرحى، ونال القصف الصهيوني الاهوج كثيرا من بنايات المؤسسات الفلسطينية ذات الطابع المدني وعشرات المنازل السكنية مع ابراج سكنية وتجارية بذريعة ما ادعاه امتلاكه لـ ( بنك معلومات !!) ثبت بالتالي كذبه وبطلانه من خلال عدد الاطفال والنساء الشهداء والجرحى!!، حتى شمر كالعادة دوما الشرفاء من مثقفي أمتنا العربية الأصلاء عن سواعدهم وشحذوا هممهم فسطروا بأقلامهم الشريفة ما اعتمل في صدورهم من مشاعر وطنية جياشة تجاه فلسطين وما قام به المجاهدون على أرض فلسطين من جهاد وبذل وعطاء وتضحية.
لقد انتشرت مقاطع هذه المعركة الخالدة في اليوتيوب وغيرها من وسائط نقل المعلومة المرئية والمقروءة والمسموعة، فقمنا بمتابعة ما تنشره القنوات الاعلامية في اليوتيوب، وبدورنا قمنا بنقل بعض المقاطع المصورة لهذه المعركة الخالدة وما اعقبها من تقارير إخبارية تتحدث عن نتائجها وتداعياتها عبر الواتساب والفايبر والفيسبوك ، وصادف أثناء تصفحي في اليوتيوب ان عثرت على مقطع لقناة RT بالعربي الروسية كانت قد نشرته قبل سنوات يتحدث عن الشاب (أندريه) المجند "الإسرائيلي" من أصل روسي والذي كان قد وصل للكيان الصهيوني مهاجرا من روسيا وهو بعمر الثالثة عشر، ثم التحق الى القوات الصهيونية مجندا ما ان بلغ الرشد، ويشير التقرير المصور بان اندريه هذا قد شاهد ما شاهده من جرائم الاحتلال الصهيوني ووحشيته في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتجمعت لديه جملة تساؤلات تدور كلها عن وحشية هذا الكيان الغاصب وعنجهيته ، فقرر حينها ان يتنازل عن جنسيته "الاسرائيلية" ثم يهاجر الى غزة ليعيش بين الفلسطينيين ، وفعلا زار السفارة الاسرائيلية في موسكو وقدم هناك طلبا بالتنازل عن جنسيته!! ما أن قمت بنشر هذا المقطع المصور في صفحتي على الفيسبوك تحت عنوان رئيسي (الى المطبعين والمتصهينين العرب: مجند إسرائيلي ينضم إلى الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل!!)، وما هي الا ساعات معدودة حتى وردتني رسالة من ادارة الفيسبوك تنبئني بأنني محظور عن الكتابة والنشر والتعليق في صفحات الفيسبوك ولمدة سبعة أيام!!، وكان ان تم حظري مرات عدة قبل الحظر الاخير!!
وأتساءل : ما علاقة الفيسبوك بالكيان الصهيوني الغاصب حتى تصطف لجانبه!!؟ أي انحياز هذا من إدارة الفيسبوك لدولة العدوان والغطرسة !؟ أي صفاقة مهنية وعدم حيادية تنتهجها إدارة الفيسبوك ضد من لديه وجهة نظر حيال ما يجري في الأراضي العربية المحتلة!!؟. أين حرية الكلمة والرأي والتعبير التي يتبجح بها الغرب ليل نهار!!؟.
وأي دليل أكثر وضوحا من هذا التصرف الغاشم ليثبت لنا بأن الفيسبوك ما هي الا واجهة صهيونية ماسونية، تتحكم بها هاتان المنظمتان وتوجه الاخبار والاحداث وفق ما يرتأيه ويخططه ويقرره الكيان الصهيوني!! ثم ...
وبالمقابل ، فإنني أقول: ليس اللوم على الغرب ومؤسساته الاعلامية والثقافية ذات التوجهات الماسونية والصهيونية إزاء ما يجري لنا من تكميم للأفواه وتشويه للحقيقة ، وعدم تمكننا من الادلاء بوجهات نظرنا وتوجيه المعركة لصالح الكيان الصهيوني، إنما هي أسست لخدمة أهداف وأجندة الكيان الصهيوني، بل اللوم والعتب كله إنما يقع على دولنا الاسلامية والعربية الموقرة ذات الامكانيات المالية والعلمية العالية التي لم تحرك ساكنا فتقوم بتأسيس منصات إعلامية اجتماعية تضاهي ( الفيسبوك ويوتيوب ) وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، فتجعلنا نلجأ لمنصاتنا العربية والاسلامية ولا نلجأ مكرهين مجبرين لهذه المنصات الغربية المشبوهة ذات التوجهات الماسونية والصهيونية!!.
ألم تقم بعض دول الخليج العربي باقتباس برامج ترفيهية نقلا عن برامج غربية مشهورة كـ (Arab Idol) و(Arab Voice) و(Arabs Got Talent )، إلى آخره من البرامج العربية الترفيهية غير البريئة!!، فلماذا لا تقم هذه الدول الموقرة بتأسيس فيسبوك عربي يخدمها ويلبي متطلبات شعبها العربي في عموم دول العالم!؟.
ختاما أقول: بقدر ما أزعجني قرار إدارة الفيسبوك بحظري عن النشر في صفحات الفيسبوك، فإنه والله وتالله وبالله قد أثلج لي صدري وذلك لأنني أدركت يقينا بأنني على الطريق الصحيح الذي يخدم أمتي، وبأنني منضو ضمن فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه ، حيث أرضي رب العباد سبحانه وتعالى أولا ثم ضميري ثانيا. عهدا علي يا إدارة الفيسبوك بأنني – كلما سنحت لي الفرصة – فإنني سأتشبث بفسطاط الإيمان هذا وسأنشر ما يفضح ممارسات ويدين وحشية الكيان الصهيوني الذي ثبت أنه نمر من ورق!! والله من وراء القصد.
سماك العبوشي 25 مايس 2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت