- قلم : د. غسان مصطفى الشامي
مر قطاع غزة الصامد على مدار السنوات العشر الأخيرة بأربعة حروب قاسية شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، هذا الشريط الساحلي التي لا تتجاوز مساحته عدد أيام العام بل يحيا حصار شديد منذ أكثر من 15 عاما رغم ذلك بقي قطاع غزة صامدا في وجه الحروب الإسرائيلي العاتية التي هدفت إلى تدميره كاملا ودفنه حيا حتى لا يقوى على البقاء ومواجهة الأعداء ومواجهة المؤامرات على فلسطين ومقدساتها والقضية الفلسطينية بأكملها .
لقد تحدى قطاع غزة أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط، وقد عاش قطاع غزة أيام قاسية ملؤها التحدي والصمود في وجه الترسانة العسكرية الإسرائيلية وفي وجه طائرات F35 التي قتلت الأطفال والنساء والأبرياء وهدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ولكن أطفال ونسائها خرجوا من وسط الركام يرفعون شارة النصر والتحدي، بل ولم يستطع رئيس الوزراء الصهيوني " نتنياهو" أن يرفع رأسه بين الصهاينة أو أن يسجل انتصارا في هذه المعركة التي فتحت عليه أبواب جهنم وكشفت عورة الكيان الصهيوني المسخ، بل أصبح مستقبل " نتياهو " السياسي في مهب الريح، ولم يكسب نتياهو شيئا من هذه الجولة الحربية المدمرة على قطاع .
إن قطاع غزة بوابة تحرير فلسطين ومقبرة الغزاة قدره عبر التاريخ أن يكون محطة جهادية للدفاع عن أرض فلسطين ومواجهة جرائم المحتلين، فهي ممر الغزاة ومقبرة الغزاة وعلى أرضها توقف الغزو التتري في بلاد الشام، وعبر غزة مرت جيوش صلاح الدين الأيوبي لتحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك من دنس الصليبيين، واليوم غزة تلبي نداء أهل القدس وأهل حي الشيخ جراح وتدافع عنهم بل وتوقف مخططات التهجير والتهويد لهذا الحي، وقد ألجمت غزة العدو الصهيوني عن مواصلة مخططات التهويد والتهجير التي تستهدف القدس والمسجد الأقصى المبارك .
إن قطاع غزة لقن العدو الصهيوني درسا قاسيا، بل إن غزة ومقاومتها الباسلة أجبرت العدو على وقف الحرب الفاشلة من طرف واحد لأنها لم تحقق أهدافها بل حركت العالم على الكيان الصهيوني ونبهت الأمة الإسلامية لما يحدث في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولن تترك غزة العدو الصهيوني في المضي قدما في جرائمه ومخططاته، بل ستقف بكل قوة حتى يندحر الاحتلال الصهيوني على أن القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتحرير كامل التراب الفلسطيني وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إلى الملتقى ،،
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت