- علي بدوان
شكّل مخيم اليرموك، وبشوارعه الرئيسية، وخاصة شارعي صفد وحيفا إضافة للشارع الأشهر (شارع لوبية) السوق التجاري المرموق بدمشق، بعد الأسواق التقليدية المقامة وسط المدينة. وكان سوق الكهربائيات، واحداً من تلك الأسواق التي جرى افتتاحها في اليرموك منذ ستينيات القرن الماضي، والتي سبقت سوق السيراميك الأساسي بدمشق والمقام في شارع الناصرة أو (شارع راما، نسبة لمحل راما) على مدخل اليرموك الغربي، مكان البستان الذي كان يعود لعائلة (قاروط) وكبيرها المرحوم أبو علي، وذلك قبل أن يتم ادخال أراضي تلك المنطقة في الخريطة العقارية النظامية للمخيم، وعلى العكس من ادعاءات البعض من الذين يروجون لما يسمى ـــ عدم نظامية بناء اليرموك ــ وهو المكان العقاري القائم بطريقة نظامية، وبأراضٍ مدفوعة الثمن قرشاً قرشاً (كاتب عدل، أو حكم محكمة، وعلى الطريق الى سجلات الطابو وفق ماهو مقرر قبل نكبة اليرموك)، ووفق الخريطة العقارية التي جرى وضعها من قبل خبراء ومهندسين، وتم اعتمادها نهائياً من قبل وزارة الإدارة المحلية، والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا بعد إقرارها من قبل بلدية اليرموك، ودفع الرسوم المترتبة على كل بناء وفق مساحة الخريطة العقارية ومساحة المنزل. علماً أن نحو 65% من سكان مخيم اليرموك وقاطنيه من أبناء البلد من سوريا، ولاتتجاوز نسبة الفلسطينيين نحو 35% من قاطنيه. والكتلة الأساسية في (لب اليرموك) هي فلسطينية سورية، وتُشكّل عملياً مخيم اليرموك الأساسي قبل التوسع العمراني المدروس والذي تم اقراره على مستوى المحافظة (محافظة دمشق).
وبالعودة لمحلات الكهربائيات في اليرموك، وهي أولى المحلات التي تقام خارج أسواق دمشق التقليدية، كان المحل الأول (البيت السعيد) ويعود الى : عائلة عوض عبد عيد السورية. ومحلات عدة، منها محلات كرزون (من لوبية)، والخالد (من لوبية)، وأبو صالح باكير (من طبريا)، والعلو (من طيرة حيفا) ...الخ. وبالتالي بات المخيم يزخر بتلك المحلات، وبأسعار الكهربائيات المقبولة قياساً لباقي المحلات خارج اليرموك، مع التقسيط المريح، وكذا الحال بشأن باقي المواد والبضائع التي يجري عرضها في أسواق اليرموك. حتى بات المخيم النبع الكبير لرفد الضرائب النظامية للجهات المعنية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت