قال الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن "نكبة حزيران عام 1967، أظهرت حجم الخلل في بنية الأنظمة العربية، وبيَنت أن إسرائيل تتمدد بسبب عدم امتلاك الرغبة والإرادة من العرب والمسلمين في مواجهتها، لذلك تعرض الفلسطينيون لنكبة جديدة وتهجير جديد ونزوح جديد وآلام جديدة."
وأوضح الشيخ عزام في تصريحات صحفية يوم السبت، أن "الأمور قد تغيرت بالنسبة للفلسطينيين وغيروا كثيراً في معادلة الصراع."
وأشار إلى أن "الظروف تحتاج إلى إعادة نظر من الأمة كلها، بعد أن نجح الفلسطينيون بإمكاناتهم البسيطة في فرض معادلة جديدة وأجبروا دولة الاحتلال على إعادة النظر في مواقفها واعتداءاتها تجاه فلسطين، متسائلا: كيف لو أن الأمة كلها تحركت في ذات السياق وتبنت البرامج من أجل إزالة آثار النكبة؟".
قال الشيخ عزام: لا زالت القدس محتلة و شعبنا الفلسطيني محتل و مهجر، نصفه يعيش حياة صعبة وقاسية في المنافي والشتات والنصف الآخر ليس أفضل حالاً".
وتابع بالقول: نحن أمام واقع جديد تغير فيه شيء مهم وهو أن الشعب الفلسطيني يقف بقوة وثبات وشجاعة في وجه إسرائيل، وهذا بلا شك حد من انتشارها وحتى من سيطرتها على المنطقة".
وأشار عضو المكتب السياسي للجهاد إلى أن الإنجازات التي تحققت في معركة سيف القدس، هي خطوة على طريق الوصول إلى النصر الذي يطمح فيه الفلسطينيون.
وزاد بالقول: الفلسطينيون يقومون بواجبهم و يدفعون ثمنا باهظا من أجل أن تبقى القضية حيه في ظل المحاولات المجنونة التي بذلت طوال السنوات والعقود الماضية لتصفية القضية الفلسطينية وإنهائها، ومن ضمنها محاولات دونالد ترامب الذي فعل ما لم يفعله أحد من الرؤساء السابقين لتعزيز سيطرة إسرائيل على أرض فلسطين، لكنه فشل وكل المحاولات الأخرى لم تنجح".
ولفت الشيخ عزام إلى أن العالم تنكر لحقوق الفلسطينيين في كافه أماكن تواجدهم، وتركهم يواجهون مصيرهم منفردين وسط مأساة ومعاناة، ووجود دول عربيه لم تقم بدورها في مواجهه هذه الأزمات والنكبات.
واستدرك بالقول: لكننا نستطيع القول إن روح شعبنا الفلسطيني لم تهزم ولن تنكسر، وظلت مثل حجر الرحى في استمرار المواجهة والصراع رغم كل ما تعرض له شعبنا من هجمات محمومة..شعبنا الفلسطيني لا زال ثابتاً صابرً وصامداً ومصراً على استكمال رحلة كفاحه وجهاده"، مؤكداً أن القدس لن تسقط وأن الأقصى لا يمكن أن يزال أو يتحول إلى هيكل كما يزعم الصهاينة.
واستطرد الشيخ عزام قائلا: المعركة الأخيرة أوصلت رسالة للعالم بأن القدس جوهر الصراع، وأمريكا باتت تقول هذا الكلام و تطلب من إسرائيل الكف عن إجراءاتها بالقدس والمسجد الأقصى والشيخ جراح، ولا يمكن لإسرائيل إلغاء الحضور العربي والإسلامي في المدينة المقدسة".
وشدد على أن الشعب الفلسطيني رغم الانقسام الحاصل، متمسك ومتوحد في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.
ووجه الشيخ عزام التحية للأشقاء في الدول العربية والإسلامية الذين تعالت أصواتهم دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته وتعالت في وجه اعتداءات الاحتلال الصهيوني، داعياً إلى عدم اقتصار الأمر عند حدود الصرخات والمسيرات والإدانات للمحتل، وترجمة ذلك من خلال برامج وسياسات وسلوك.
وأعرب الشيخ عزام عن أسفه وألمه لرؤية صور سفير دولة عربية يأخذ البركة من أحد الحاخامات الصهاينة، مضيفاً بالقول: هذا مشهد مؤلم يثير الأسى، ما هي البركة التي يمكن منحه إياها من حاخام يحتل أرضاً عربية؟ وما هي البركة التي يمكن أن ينالها من عدو يقتل أطفالنا؟".
ودعا عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، المطبعين مع دولة الاحتلال، إلى إعادة النظر في علاقتهم مع العدو قبل أن يفوت الوقت وقبل أن يشعروا بالندم من شعوبهم التي ستحاسبهم.