أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الليلة عن مراسلة قناة الجزيرة جيفارا البديري بعد ساعات من اعتقالها بالقدس المحتلة، وقررت إبعادها 15 يوما عن حي الشيخ جراح، وقد أثار اعتقالها والاعتداء عليها ومصور القناة نبيل مزّاوي ردود فعل مستنكرة.
وبعيد الإفراج عنها ليلا من مركز للشرطة في القدس، روت مراسلة الجزيرة تعرضت له منذ لحظة اعتقالها أثناء تغطيتها وطاقم الجزيرة مظاهرات المتضامين مع حي الشيخ جراح بالذكرى الـ54 للنكسة، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، إضافة إلى قطاع غزة والجولان وسيناء.
وأوضحت أنها كانت بجانب زميلها المصور نبيل مزّاوي عندما استهدفها عناصر شرطة الاحتلال بشكل هجومي.
وقالت البديري إن عناصر شرطة الاحتلال طلبوا منها بطاقتها الصحفية، فطلبت منهم منحها 3 دقائق لإحضارها من السيارة، ولكنهم لم يمهلوها وشرعوا في ركلها قبل أن يضغوا الأغلال في يديها ويقتادوها بوحشية إلى سيارة الشرطة.
وأضافت أن التهمة التي اعتقلت على أساسها هي "الاعتداء على مجندة إسرائيلية"، مؤكدة أن التهمة لا أساس لها، مشيرة إلى أنها كانت تقول لهم حين اعتقلوها "ابتعدوا عني. أنا صحفية".
وأكدت مراسلة الجزيرة أنهم كانوا يعرفون هويتها لكنهم ادعوا عكس ذلك، مشيرة غلى أن ما جرى كان استهدافا مباشرا للجزيرة ولكل الصحفيين.
وأكدت أنها تعرضت لاعتداء أكثر حدة من قبل عنصرين من شرطة الاحتلال داخل سيارة الشرطة التي نقلتها إلى مركز أمني بالقدس، وأفادت بأنهم تعاملوا معها بعد اعتقالها كأنها مجرمة.
وقد أظهرت صور حصلت عليها الجزيرة لحظة اعتقال الزميلة جيفارا قبل الاعتداء عليها وتحطيم كاميرا الجزيرة، أثناء عمل الفريق في تغطية أحداث الشيخ جراح.
وقد أكد خلدون نجم محامي جيفارا البديري أن سلطات الاحتلال أفرجت عنها بعد تأكدها من بطلان التهمة التي وُجهت لها بالاعتداء على شرطية إسرائيلية، وذلك بعد فحص التسجيلات المصورة لواقعة الاعتقال.
وفي تصريحات للجزيرة قبل الإفراج عن مراسلة الجزيرة، أكد نجم أن شرطة الاحتلال اعتدت عليها بالضرب أثناء اعتقالها، ثم أثناء نقلها إلى مركز الشرطة بالقدس المحتلة.
وقال بعيد زيارته جيفارا في مقر اعتقالها بالقدس إن المحققين الإسرائيليين أخبروه في البداية أن التهمة الموجهة لها هي "الاعتداء على مجندة"، لكنهم غيّروا التهمة إلى "عدم الامتثال للشرطة" من خلال عدم إظهار بطاقة الهوية.
وأضاف أن شريط الفيديو الذي صوّرته كاميرا الجزيرة فنّد رواية الاحتلال مما دفعه لتغيير التهمة، مشيرا إلى أنه كان هناك توجه لتمديد الاعتقال حتى صباح يوم غد الأحد.
وعن حيثيات الاعتداء، قال مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري إنه تم احتجاز جيفارا في مركز لشرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين بالقدس، بعد اعتقالها والاعتداء عليها بالضرب في حي الشيخ جراح وتحطيم كاميرا التصوير التي كانت مع المصور.
وأضاف العمري أن الشرطة طلبت من المراسلة بطاقة هويتها، فقالت لهم إنها في السيارة وذهبت لإحضارها، لكنهم لم يسمعوا إلى ذلك، وسرعان ما انهالوا عليها بالضرب، وأخذوها إلى سيارة الشرطة، وقاموا باعتقالها بعد وضع القيود في يديها.
ووصف ما جرى بأنه كان اعتداء سافرا من دون سبب يذكر، حيث إن مراسلة الجزيرة كانت تغطي فعالية سلمية في حي الشيخ جراح، مشيرا إلى أن الاعتداء كان هدفه إفشال عملية التغطية التي كانت تقوم بها المراسلة.
وقبيل الإعلان عن إطلاق سراح جيفارا البديري، أصدرت شبكة الجزيرة مساء السبت بيانا نددت فيه باعتقال قوات الاحتلال مراسلتها بالقدس والاعتداء عليها وعلى مصور القناة نبيل مزاوي.
وطالب البيان بالإفراج الفوري عن الزميلة جيفارا البديري وجميع الصحفيين المحتجزين لدى سلطات الاحتلال.
ووصف الاعتداء على جيفارا واعتقالها بأنه تصرف مشين وحلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدا أنه يتعارض مع أبسط حقوق الصحفيين.
وشدد بيان شبكة الجزيرة على أن محاولات إسكات الصحفيين من خلال ترهيبهم واستهدافهم باتت تصرفا روتينيا من قبل القوات الإسرائيلية.
وقد أثار اعتقال مراسلة الجزيرة والاعتداء على طاقم القناة في القدس المحتلة ردود فعل منددة من قبل جهات رسمية فلسطينية، وهيئات وشخصيات إعلامية وحقوقية دولية.
فقد استنكرت وزارة الإعلام الفلسطينية اعتداء الاحتلال على جيفارا البديري أثناء أداء مهامها الصحفية.
كما استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة اعتقال المراسلة والاعتداء عليها وعلى مصور الجزيرة.
بدوره، أدان المعهد الدولي للصحافة اعتقال إسرائيل البديري وطالب بإطلاق سراحها فورا، مشيرا إلى أنها اعتقلت أثناء أداء عملها الصحفي في تغطية الاحتجاجات بحي الشيخ.
وقال المعهد إن على إسرائيل أن تحاسب جنودها الذين يعتدون على الصحفيين.
من جهته، قال رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية أيدن وايت إن الصحفيين في إسرائيل يُستَهدفون فقط لأنهم يقومون بنقل الحقيقة، مضيفا أن إسرائيل لا يمكنها تكذيب ما تظهره الفيديوهات، وهي مذنبة بإساءة معاملة الصحفيين.
وأكد وايت -في تصريحات للجزيرة- أنه لا بد من محاسبة إسرائيل على اعتداءاتها على الصحفيين.
كما ندد "حراك صحافيات ضد العنف" بالاعتداء على مراسلتي الجزيرة وتلفزيون فلسطين، جيفارا البديري وكريستين ريناوي، في حي الشيخ جراح، مطالبا بوقف كافة الاعتداءات على الصحفيين.
وفي السياق، شجب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اعتقال إسرائيل مراسلة الجزيرة والاعتداء عليها بالضرب.