وقعت كلا من جمعية نوى للثقافة والفنون في دير البلح/غزة ممثلة بمديرتها التنفيذية ريم أبو جبر وجفرا للإنتاج الموسيقي ممثلة بمديرها العام سامر جرادات اتفاقية تعاون لإنتاج البوم غنائي فلكلوري يقدم مختارات من أغاني النساء في غزة حيث تركز تلك الأغاني على مناسبات أفراح الغزيين في فلسطين، والتي تعكس تراث وعادات وتقاليد مدينة دير البلح الساحلية على وجه الخصوص، بما يحمل إرثها التاريخي الغني من تنوع ثقافي ومجتمعي تأثر بمحيطه الحضاري والجغرافي على مر الزمن.
منذ عام 2018 قامت النوى- بالتعاون مع وكالة التنمية السويسرية- بجمع وتوثيق عدد من الأغنيات الأصلية من خلال تسجيلها مع الجيل الأول من نساء دير البلح، اللواتي وثقن بذاكرتهن العادات والتقاليد المتناقلة جيل بعد جيل للعديد من المناسبات والأفراح والطقوس وخاصة طقوس الزواج الامر الذي شكل نقطة بداية لإنتاج الالبوم.
من ناحيتها قالت ريم أبو جبر " كنت وما زلت أشعر بسحر وقع هذه الأغنيات التي تناقلتها النساء في دير البلح بكل فرح ومشاعر فياضة. بعض هذه الأغنيات التي جمعناها من جداتنا تعود لمئات السنين وعكست الكثير من مظاهر الحياة اليومية والشخصيات المؤثرة في ذلك الوقت. بعض هذه الأغنيات مثلت فلسطين الجميلة قبل النكبة والتي للأسف الشديد لم توثق أحوالها اليومية بأي شكل من الأشكال كما وعكست مشاعر الحب والفقد والفخر والقوة لدى النساء. آمل أن يكون هذا الألبوم بداية لتوثيق أغان أخرى في المستقبل.
بدوره، أكد جرادات أن جفرا للإنتاج الموسيقي وجدت هذا العمل إضافة مهمة لمكتبة الموسيقى الفلسطينية نتيجة ما تضمنه هذا الألبوم من خصوصية في اللحن والكلمة بحكم الموقع الجغرافي وعوامل أخرى حيث شكلت دير البلح على مر الحقب والعصور والدول موقعاً استراتيجيا حصيناً، ونقطة صراع دائم لأهميتها الكبيرة على طريق البريد والمواصلات، إضافة لمكانتها الدينية وان موقعها في وسط قطاع غزة وقربها من مدن القطاع، وتنوع نسيج دير البلح الاجتماعي-تاريخياً- بين مسلمين ومسيحيين ومهاجرين من لواء غزة واللد ويافا بعد النكبة، إضافة لقربها من مصر، جعلها تتأثر باللهجات والعادات المحيطة، مما ميز موروثها الثقافي.
من هنا قال يعقوب حمودة الموزع الموسيقي للعمل بان هذا النوع من الاعمال حساس وبحاجة الى فهم عميق لإخراجه موسيقيا خصوصا انه يشكل مرحلة توثيق للحن والكلمة التي يجب ان تكون مشابهة تماما للأصل لكي يتمكن من بعدها الفنانين والموسيقيين من التعامل معها بأنماط واشكال مختلفة.
يأتي هذا العمل بدعم من مؤسسة دروسوس والتي تؤمن بأهمية صناعة وعي جديد للجيل القادم قادر على بناء المستقبل ومحافظا على الأصالة من خلال التفاعل والنمو ما بين اليافعين وذويهم. وأكدت خليل – المديرة الإقليمية للمؤسسة بأن إنتاج هذا الألبوم الغنائي يسهم بالحفاظ على الرواية التي تحكي هوية نساء دير البلح وفي دراسة موسيقى هذه المنطقة وتأثيرات الموقع الجغرافي على تشكّلها، وتأثيرات مثل هذه الأغاني في تسجيل التاريخ الشفهي من خلال الأغاني الشعبية وتداولها من قبَل الأطفال واليافعين.
من المتوقع ان يتم اصدار العمل على جميع منصات الموسيقى في العالم من خلال جفرا للإنتاج الموسيقي قريبا، بالإضافة الى عرض العمل في أماكن ومسارح مختلفة.