التلفزيون الإسرائيلي يبث فيلما عن الأسير ابراهيم حامد

الأسير ابراهيم حامد

بث التلفزيون الرسمي الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، فيلما وثائقيا- استقصائيا، حول الأسير إبراهيم حامد، من إعداد اثنين من كبار الخبراء الإسرائيليين في الشؤون العسكرية والفلسطينية، عاموس هرئيل وآفي يسخاروف.

 ويعترف في الفيلم قياداتٌ في جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، أن "الأسير الشبح" إبراهيم حامد يملك شخصية كاريزماتية، وذكاء وحسا أمنيا قويا، وأن هذه الصفات ساعدته في التخطيط على المستوى الاستراتيجي من قيادة كتائب القسام خلال الانتفاضة الثانية، وإفشال الجهود الضخمة لاغتياله أو اعتقاله على مدار سنوات.

وفي الفيلم، يظهر أحد ضباط "الشاباك" هو الضابط الذي يُلقبه الجهاز "ع"، أو "عاهد"، وكان المسؤول عن بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة، ويستذكر لقاءه الأول مع حامد بعد استدعائه لمقر جيش الاحتلال، قائلاً إنه "بمجرد لقائه شعر أنه أمام رجل صاحب كاريزما، وأنه يجب أن يظل محل متابعة جهازه ورقابته".

ويكشف جهاز "الشاباك" أنه تأكد بأن حامد هو المسؤول التنفيذي لخلايا كتائب القسام قبل اندلاع الانتفاضة الثانية، بعد مداهمة مخبأ الشقيقين القساميين عادل وعماد عوض الله.

وأوضح أن حامد، خلال الانتفاضة الثانية، أشرف على هجمات أسفرت عن مقتل 75 مستوطنًا وجنديًا.

وتحدث قائد جيش الاحتلال في رام الله، اللواء روني نويما، إن حامد "نجح في الإفلات من أفضل المنظومات الأمنية في العالم".

أما قائد "الشاباك" المسؤول عن رام الله غنون بن يتسحاك فقال: "حامد لم يكن شبحًا فقط، ولكنه تحول بالنسبة لي إلى حالة هوس وصلت لدرجة أن يطاردني في أحلامي".

ويكشف الفيلم عن هجوم "لم يُكتب له النجاح بسبب الحظ فقط"، وفق وصف أحد ضباط "الشاباك"، وهو تفجير مجمع لتخزين الوقود في والغاز في "تل أبيب"، يعرف باسم "مجمع بي غليلوت".

وفي ذلك الهجوم، وفق رئيس "الشاباك" يورم كوهين، نجح في إدخال عبوة ناسفة إلى أحد أكثر المنشآت خضوعًا للإجراءات الأمنية الوقائية.

وقال إن "خلية سلوان" بإشراف حامد زرعت العبوة في شاحنة تحمل خزانًا للوقود، وبعد أن دخلت الشاحنة تم تفجيرها، لكن طواقم الطوارئ حالت دون وقوع كارثة. ويؤكد أن المحاولة تكررت بعد أقل من شهر بالطريقة ذاتها.

وقال: "لو نجحت تلك المحاولة لأدى ذلك لمقتل 6 آلاف إسرائيلي بحسب أقل تقدير، نتيجة أطنان الغاز والأمونيا في المنشأة".

وأكد أن مقري "الشاباك" و"الموساد" كانا ضمن الدائرة التي سيضربها وميض الانفجارات لو نجحت العملية.

واعتقلت قوات الاحتلال "خلية سلوان"، حيث كانت قد نفذت حتى ذلك الوقت هجمات أسفرت عن مقتل 35 إسرائيليًا. لكن حامد بقي حُرًا، وبدأ العمل مع خلية جديدة، وفق ما جاء في الفيلم.

وأورد الفيلم، أن حركة حماس في عهد حامد كان لديها على الأقل 100 "خلية نائمة"، تنتظر التعليمات من أجل الانطلاق ومزاولة عملها.

واهتم الفيلم بشكل كبير بمحاولة تشخيص أسرار نجاح حامد في الإفلات من قضبة "الشاباك".

وأفاد بأن حامد كان يلتقي بشخص أو شخصين فقط، ولم تكن اللقاءات تحدث في مكان سكنه، ولا في مكان يُمكن أن يقود لاعتقاله إذا كان الشخص الذي سيلتقيه مراقبًا من الاحتلال أو أجهزة السلطة، لم يستخدم الاتصالات الهاتفية، والذين التقوه لم يكونوا يعرفوا أنهم سيلتقون معه.

وأكد قسم "السايبر" في "الشاباك"، أن حامد كان يتصرف بناءً على نمط عمل يخص رجال حماس من الجيل القديم، "هذا الجيل الذي درس في الخارج.

وقال: "لقد كانوا رجالاً أذكياء".

ودفع الفشل المتلاحق في الوصول إلى حامد، "الشاباك"، إلى استدعاء عدد من الأخصائيين.

وأعلن ديوان رئيس حكومة الاحتلال أسر حامد، في 23 أيار/ مايو 2006، في عملية مشتركة بين جيش الاحتلال وشرطته وجهاز "الشاباك".

ويكشف الفيلم أن قادة جيش الاحتلال و"الشاباك" كانوا يلقبون حامد "بطائر الفينيق"، وهو الطائر الذي تقول الأسطورة إنه ينهض من الرمال بعد موته، وذلك لأنه كان ينهض دائمًا بعد اعتقال مساعديه والخلايا التي تعمل تحت إمرته.

ويتوصل الفيلم إلى أن اعتقال حامد كان نهاية الانتفاضة الثانية، وتصفية الجناح العسكري لحماس في الضفة.

وقال: "أمهات المستوطنين لم يعدن يخفن من إرسال أبنائهن لركوب الحافلات، وعادت المطاعم والمقاهي للعمل في إسرائيل بعد اعتقال حامد".

وفي نهاية الفيلم، يتحدث أحد معدي التحقيق، عاموس هرئيل، فيكشف أن حركة حماس تُطالب في المفاوضات الجارية لإبرام صفقة تبادل أسرى بأن يكون حامد أحد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، لكن "الشاباك" يواصل الرفض، حتى اللحظة.

وسبق أن رفض الاحتلال في صفقة "وفاء الأحرار"، أن تشمل حامد لأنه يرى فيه "تهديدا مستقبليا".

وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الاحتلال بعمل فيلم عن الأسير ابراهيم حامد، إذ سبق أن بث فيلم "فوضى" عن حياته.حسب تقرر لموقع "عربي21"

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات