- بقلم: شاكر فريد حسن
في محاولة أخيرة له لإنقاذ نفسه ومنع دخول السجن، وتفادي تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة، عرض نتنياهو على وزير الأمن الاسرائيلي بيني غانتس الانفصال عن حكومة "التغيير" التي ستصوت الهيئة العامة للكنيست غدًا الأحد، وتنصيبه رئيسًا للحكومة بشكل فوري لمدة 3 سنوات، فيما يكون نتنياهو رئيسًا لحكومة بديلة.
بنيامين نتنياهو لم ينجح في تشكيل حكومة بعد التوصية عليه، ولم يتحقق هدفه من وراء المواجهة العسكرية المفتعلة مع فصائل وقوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتجييرها لصالحه، للبقاء في سدة الحكم، وغدًا سنشهد سقوطه.
إن تمسك نتنياهو بالحكم فاق كل التوقعات والتصورات، إنه يتشبث بالسلطة بيديه وأظافره وأسنانه، ليس طمعًا في كرسي الوزارة فحسب، بل خوفًا من سوء المصير في محاكمته على ضوء ملفات وتهم الفساد المقدمة ضده وبحقه، والتي قد تفضي إلى سجنه وتحطم صورته في المجتمع الاسرائيلي والعالم.
ومهما كانت تداعيات الأزمة السياسية والحزبية في اسرائيل، حتى لو تشكلت حكومة بديلة، فنتنياهو سيعمل المستحيل ويسعى إلى ضمان بقائه في رئاسة حزب الليكود، وسوف يسارع إلى إجراء انتخابات تمهيدية مبكرة للحزب، قبل أن تتزايد وترتفع الأصوات المطالبة بتغييره وزواله، وقبل أن تترسخ وتستقر القناعات أن الليكود لن يعود للحكم ما دام نتنياهو في رئاسته، والدليل على ذلك أربع انتخابات متتالية بالنتائج نفسها.
وإذا كان أي معنى وأي بعد لنهاية عهد نتنياهو، إنه فعلًا سقط وولى، ولكن هذه النهاية لن تحل الأزمة السياسية في اسرائيل، بل ستعمقها وتزيدها تعقيدًا، لأن الحكومة الجديدة البديلة، التي سيتناوب على رئاستها بينيت ولبيد، هي غير متجانسه وغير متناغمة، وبلا رؤى وبرامج سياسية مختلفة ولا تختلف عن سياسة بنيامين نتنياهو.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت