تخليص الثورة من صدأ العدة والعتاد

بقلم: عدنان الصباح

عدنان الصباح
  • بقلم عدنان الصباح

 مضى على الرصاصة الاولى للثورة الفلسطينية المعاصرة 56 عاما ونيف ولا زلنا نراوح نفس المكان ونكرر نفس الكلام دون كلل او ملل ودون حتى ان نعود الى مناقشة ذواتنا او اعادة فحص عدتنا وعتادنا ... نفس العدة ونفس العتاد ...
نفس الشخوص ونفس الكلام وكان شيئا لا يجوز ان يتجدد وكان برامج هذه الفصائل منزلة من الله سبحانه وتعالى وان القادة لا ينطقون عن الهوى والأغرب حالة المصفقين التافهين الذي يذهبون بقياداتهم الى التهلكة وهم يصفقون ويطبلون ويزمرون للقائد ولعل ما شاهده العالم من فعل للمحافظ المصفق كذبا في غزة يثبت ان التصفيق نفسه بات كذبا وتمثيلا وان المصفقين انفسهم لم يعودوا يصدقون كذبهم ولا يخجلون من ممارسة هذا السلوك بمناسبة وغير مناسبة فلقد كان يمكن لهذا المحافظ ان يضع الرئيس بصورة الاوضاع للأهل في غزة بشكل رزين وصادق وواقعي حتى لو كان الحال صادم للرئيس والقيادة بدل مهرجان الأراكوزات الذي مارسه امام الكاميرا وكذا حال السفراء الذين دموا صورة مخجلة عن حال سفاراتنا لنكتشف ان السفير سفير وزوجة السفير سفيرة وابنة السفير دبلوماسية أي اننا لم نختار الاشخاص الخطأ فقط ولم نوزع الوظائف خطأ فقط بل يبدو اننا شتتنا شمل اسرة فلا ابقينا عليها كاسرة حقيقية ولا اخذنا منها ما يخدم القضية ولو على حساب وحدة الاسرة وبدل ان نشهد محاسبة واعادة ترتيب للأوراق شهدنا تعميما يسهل على الفاشلين فشلهم في الحرب على غزة
 انطلقت الاعمال الفردية والانشطة الشبابية الارتجالية في كل مكان ولم نجد دورا تنظيميا او تجذيريا للفعل الكفاحي الذي واكب حرب الفلسطينيين الاولى في كل فلسطين بل وفي العالم ففي الشتات إمتشقنا هزالة مؤسستنا الدبلوماسية وفي الوطن هزالة منظمة التحرير والقوى المنضوية تحت لوائها ولم ترتقي فصائل المنظمة الى مستوى الهبة الشعبية ولم تحاول ان تجعل منها فعلا متواصلا للمقاومة الشعبية مع ان رئيس السلطة والمنظمة والدولة قال لهم في احد الاجتماعات الاخيرة " ابوس ايديكم اعملوا مقاومة شعبية سلمية " لكن لا أيادي لهم للتقبيل ولا للفعل وهم لا يملكون الا افواها للقول وتقبيل الافواه لا يجوز بين الرجال الا في حالة السقوط في الشذوذ لا قدر الله
توقف اطلاق النار الساعة الثانية ليلا من يوم 22/5/2021 وخلال يومين وصل الى فلسطين وزير خارجية امريكا وعدد من سياسيي العالم ومن مصر والاردن ووحدها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لم تجد وقت فراغ مناسب للاجتماع الا بعد اكثر من اسبوعين وكل ما صدر عنها بيان لا يرتقي ابدا الى مستوى الاحداث وهو لم يأت ابدا على ذكر المقاومة لا من قريب ولا من بعيد ولو من باب المجاملة هذه المقاومة التي اجبرت بايدن على مخاطبة الرئيس عباس واعادة الحرارة لهاتفه واعيد فتح البسط الحمراء لتستقبل عديد الزوار بعد ان عم الصمت ارجاء المقاطعة منذ امد وهذه المقاومة لم تكن براي اللجنة التنفيذية تستحق التكريم او الاشارة حتى لا من قريب ولا من بعيد.
الذين يتنكرون لذواتهم لا يمكنهم يوما ان يقفوا موقف الند امام اعدائهم فما دام لدينا اسم ثورة تقبل بالانقسام والهوان وتختلف على مقاومة الاعداء ولا تلتفت للفعل الكفاحي يحن يصبح ثمنه الموت وتصحو حين يصبح الكفاح فلسو اعادة اعمار بيوت الشهداء والجرحى والفقراء في غزة مثل هذه الثورة باتت اسما دون فعل واذا ارادت ان تستعيد مكانتها فان عليها فورا ان تعود لعتدتها وعتادها وتخرجهم من مخازن اوسلو وبراداتها وتعبد نكشها وازالة الصدأ عنها ان امكنها والا فلا بديل عن الاستبدال فلا شيء يدوم الى الابد الا وجه الله سبحانه وتعالى.
 امران لا يجوز التنازل عنهم ولا باي حال من الاحوال ولا تفاوض عليهما مهما طال الزمن ان فلسطين التاريخية واحدة موحدة ديمقراطية وان الكفاح في سبيل ذلك لا شروط ولا حدود عليه او له وان حق شعبنا بكل فعل كفاحي ليس بإرادة احد سوى شعبنا ومن هنا فان على من لا يريدون ذلك او لا يستطيعون فعل ذلك والصمود على هذه الحدود ان يسلموا الراية لمن بإمكانهم ان يصمدوا هناك وان لا يترادعوا ابدا وكل حديث عن اقتسام او تقسيم للوطن مع أي جهة كانت من الاعداء او سواهم فهو ضرب من التنازل عن القضية والوطن ايا كانت المبررات والشروحات وفي سبيل الوصول لذلك فان مهمة اصحاب الراي ان يقولوا الحقيقة لأصحاب القرار وعلى اصحاب القرار ان يمنعوا التسحيج لهم مرة واحدة ليعرفوا الحقيقة والا فانهم لن يعرفوها الا كما عرفها عديد زعماء العرب في العقد الاخير.
ان اعلان مصر عن تأجيل المشاورات الفلسطينية حتى اشعار آخر يدل دلالة قطعية الى ان هناك بين الفلسطينيين من لا يريد للوحدة ان تكون ولا يريد للمقاومة ان تنتصر ولا يريد لشعبنا ان يسعى نحو التكامل والوحدة اداة وطريقا للتحرير ولا يريد لسقف مطالب شعبنا ان تخرج عن سيطرة من يريدون انهاء قضيتنا وعلى الجميع ان يلتفت ان خطاب إدارة بادين الجميل تحقق على الارض بزيادة مليار ونصف دولا للمساعدات الامريكية لإسرائيل لتطوير القبة الحديدة وان ما اشرت اليه قبل اسابيع عن مصلحة امريكا بتجريب وتطوير القب الحديدة اهم من ارواح الجميع في فلسطين ومن الجانبين وبالتالي فان فلسطين قضية اهلها وقضية الشعوب الحية واحرار العالم ولن تجد ابدا طريقا للحل بواسطة امريكا وادواتها وعلى ما بقي من ثورة ان يبادر لاستعادة ثورته قبل ان تطويه الرياح القادمة أيا كانت سلبا ام ايجابا.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت