أعلنت اللجنة العليا المنظمة للمسابقة البحثية الدولية "لا للتطبيع"، النتائج النهائية لمسابقتها التي شهدت مشاركة واسعة من باحثين من فلسطين وعدد كبير من الدول العربية، ونظمتها الهيئة العامة للشباب والثقافة، بالتعاون مع مركز الزيتونة للدراسات ببيروت، وأكاديمية المسيري للدراسات والتدريب، ومركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين ماليزيا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر المكتب الإعلامي الحكومي في مدينة غزة بحضور أعضاء اللجنة الدكتور محمد الشريف، والأستاذ وائل المبحوح، والأستاذ فواز السوسي، والدكتور إبراهيم الزعيم، والأستاذ رامي الزقزوق، بالإضافة إلى رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، ورئيس حملة المقاطعة فلسطين الدكتور باسم نعيم، ومدير مؤسسة أحباء غزة ماليزيا الأستاذ محمد نادر النوري قمر الزمان، وعبر شبكة الانترنت مدير عام مركز الزيتونة الدكتور محسن صالح، بالإضافة إلى عدد من المشاركين في المسابقة، وممثلو عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية.
وقالت اللجنة: "جاءت المسابقة استجابة لتسارعِ هجمة التطبيع، التي قادتها مع الأسف بعض الأنظمة العربية، خلال عام 2020، وأرادت أن تنال من عزيمة الشعوب العربية، التي كانت ولا زالت، ترفض التطبيع معَ الاحتلال الصهيوني، وتستمر في دعمها للشعب الفلسطيني معنويًا وماديًا، ونظرًا لخطورة هذه الهجمة، ومن أجل بيان مخاطر التطبيع وتهديداته الحالية والمستقبلية على القضية الفلسطينية".
وأضافت: "سعينا من خلال المسابقة إلى تعزيز الثقافة الفلسطينية، وإبراز دورها باعتبارها وسيلةً فعالةً ومؤثرةً في مقاومة الاحتلال، والتوعية بمخاطر التطبيع وضرورة محاربته بمختلف الوسائل والأدوات، ولفت الانتباه للمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، والمؤامرات الصهيونية حولها".
واستعرضت اللجنة المحاور التي جاءت عليها المسابقة؛ وهي المحور الأول: حكم التطبيع مع الاحتلال من الناحية الشرعية، فيما كان المحور الثاني حول أثر التطبيع على القضية الفلسطينية، وتناول المحور الثالث دور شعوب الأمّة ومؤسساتها في مواجهة التطبيع، بينما اختص المحور الرابعُ بمخاطر التطبيع على الدول والشعوبِ العربيةِ والإسلاميةِ، فيما ركز المحورُ الخامسُ على التطبيعِ مع الاحتلالِ وفقَ القانونِ الدوليِ والإنسانيِ، في ظلِّ جرائمِ الاحتلالِ تُجاهَ الشعبِ الفلسطيني.
وقالت: "تلقّت اللجنةُ (160) ملخصًا بحثيًا يرغبُ أصحابُها في المشاركةِ في المسابقةِ، وتنوّعت بلدانُ الباحثينَ الراغبينَ في المشاركةِ؛ فكان هناك الفلسطينيُّ والمصريُّ والعراقيُّ والتونسيُّ والجزائريُّ والأردنيُّ واللبنانيُّ والسودانيُّ والإيرانيُّ، فيما وصل إلى اللجنةِ المشرفةِ على المسابقةِ في الموعدِ الأخيرِ لتسلّمِ الأبحاثِ كاملةً (82) بحثًا من فلسطين ومصرَ والعراقِ والجزائر وتونس والأردن".
وأشارت اللجنة إلى أن ثلةً مميزةً من الأساتذةِ فلسطينيين وعربًا قد أشرفَوا على تحكيمِ الأبحاثِ المشاركة، وبلغ عددُ الأساتذةِ المحكمينَ (28) محكمًا، واستغرقت عمليةُ التحكيم أكثرَ من شهرين، مبينة أن اللجنة قد راعت كافّةَ الأسسِ والمعاييرِ التي تضمنُ سيرَ عمليةِ التحكيمِ بأعلى درجات النزاهةِ والشفافيةِ والموضوعيةِ، الأمر الذي اضطررنا إلى إعادةَ تحكيمِ بعضِ الأبحاثِ التي تَساوى أصحابُها في درجاتِ التقييم؛ للفصلِ بينها، أو تلك التي كان هناك فجوةٌ تحكيميةٌ في درجاتها.
وأكدت اللجنة أنها تمكنت من زيادة الجوائز المالية للمسابقة إلى (7550) دولار بدلًا من (4550) دولار وذلك بهدف توسيع قائمة الباحثين المستفيدين من جوائز المسابقة، وتقديرًا لجهودهم البحثية والعلمية، ودعمًا لمسيرة البحث العلمي في فلسطين والوطن العربي، خاصة المرتبطة بالقضية الفلسطينية، لافتة إلى أنها بصددِ تنظيمِ مؤتمرٍ دوليٍ حولَ التطبيعِ، تشاركُ فيه الأبحاثُ المميزةُ المشاركة في المسابقة، وغيرُها، بالإضافة إلى سعيها لنشر تلك الأبحاث في مجلات علمية محكمة.
وأعلنت اللجنة عن فوز الباحث الجزائري الدكتور بوناب كمال بالمركز الأول وجائزة مالية قيمتها 2000 دولار، وحصلت الباحثتان الفلسطينيتان الدكتورة إلهام شمالي والأستاذة جوان صالح على المركز الثاني وجائزة قيمتها 1500 دولار، فيما حصل الباحث الجزائري الدكتور لبيد عماد بن محمد على المركز الثالث وجائزة قيمتها 1000 دولار، وحصلت الباحثة الفلسطينية الأستاذة إيمان عطا الله على المركز الرابع وجائزة قيمتها 500 دولار، وحصل الباحثان عمر سعد من فلسطين وهاجر زايدي من تونس على المركز الخامس وجائزة قيمتها 500 دولار، وحصل الباحث الفلسطيني الدكتور محمود عساف على المركز السادس وجائزة قيمتها 500 دولار.
وكشفت اللجنة أنها ستمنح جوائز مالية بقيمة 150 دولار للباحثين الحاصلين على المراكز من السابعِ حتى الحادي عشر وجمعيهم من فلسطين، إضافة إلى جوائز تقديرية أخرى بقيمة 100 دولار لأبحاث متميزة أخرى.
ودعت اللجنة الباحثين الفلسطينيين والعرب كافة إلى تسخير جهودهم نحو مزيد العمل والجهد البحثي لخدمة القضية الفلسطينية والقضايا العربية والإسلامية.