أن تُسلب من يديك ما يصون لك كرامة أمعائك ، فهنا ينسدل ستار العتمة على عينيك وتسير بلا عقل تحاول اعادة ما سُلب منك ، هكذا هي المعادلة في مواجهة حياة الذل بتشييد بروج الكرامة على أنقاض الماضي للوقوف مرة أخرى على ثغور الحياة.
يروي الحلاق محمد السيد تفاصيل قصته ويقول "كان عندي صالون حلاقة في عمارة أبو حطب الذي قصفها الاحتلال الإسرائيلي، ونتج عنها وقوع مجزرة كبيرة بحق الأطفال والنساء"، ولكنه الصالون تعرض للتدمير كليا ولم يتبقَ منه سوى الذكريات.
وأضاف، "احنا عايشين في بلد كلها حروب ودمار، ودائما حياتنا وأرزاقنا وأطفالنا معرضين للخطر"، موضحاً أنه منذ 14 سنة وهو يعمل بداخل محله المتواضع في عمارة أبو حطب، حيث أن هذا المحل مرت عليه ثلاثة حروب ولم يتم استهدافه ولكن في الحرب الأخيرة دُمر بالكامل.
وأكد السيد، أنه تعرض لصدمة كبيرة، بعد مشاهدته قصف محله بالكامل، خاصةً أنه كان مصدر رزقه الوحيد الذي كان يعيل أسرته المكونة من أربعة أفراد.
وبيّن أنه لم ييأس ولم يتوقف عند محطة القصف والدمار، بل تحدى ذلك وواصل في ممارسة مهنته فوق الركام بأدوات بسيطة، كي يرسل صوته للعالم بأن الاحتلال يقطع الأرزاق ويستهدف البيوت الآمنة المتواجد بها الأطفال والنساء.
وأشار السيد إلى أن "بعد ما انقصف محلي الحارة كلها وقفت معايا ودعموني وساندوني، وهذا الأمر يلي شجعني أنه أرجع أفتح محلي المتواضع فوق الركام وأستمر بتلك المهنة حتى لو بدخل بسيط".
ونوه إلى أن الحلاقة مهنة بسيطة ليست لها علاقة بالصواريخ ولا أي شيء، وعلى الرغم من ذلك "الا أن الاحتلال أعدمها، ودمر حلم حياته بالكامل."
وأكد السيد، أن "إصراره على مواصلة ممارسة مهنته فوق الركام، يدلل على صموده وتحديه في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل دائما الأطفال الأبرياء، ويقطع أرزاق الناس"، مطالبًا العالم والمجتمع الدولي وحقوق الإنسان بضرورة التدخل السريع بوقف الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني دائما بدون أي رحمة.