"سحب الجحيم" كتاب جديد عن تجربة العمل الفدائي للجبهة الشعبية بالمنطقة الوسطى بقطاع غزة

سحب الجحيم

صدر حديثاً عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة دراسة توثيقية لتجربة العمل الفدائي في القطاع في الفترة ( 1967 – 1973 ) ، ركزت على تجربة الفدائيين في المنطقة الوسطى بالقطاع ، من إعداد القياديين في الجبهة خليل خليل، وقاسم بركات، وتقديم الأمين العام للجبهة الشعبية القائد أحمد سعدات.

يستعرض هذا الكتاب بطولات ومواقف وأسماء لفدائيين غالبيتهم رحلوا إما شهداء أو غادرونا بسبب السنوات الطوال التي عاشوها خلال القضبان في أقبية السجون، لما أورثتهم من أمراض أخذت تنهش في أجسادهم حتى رحلوا، وقليل منهم ما زالوا أحياء إلى يومنا هذا، والذين شَكلّوا لنا المصدر الأساس في توثيق التجربة والخروج بهذا الكتاب.
وقد احتوت الدراسة على ثلاثة فصول يسبقها تقديم وتوطئة، ويعقبها خاتمة.

الفصل الأول يتضمن حياة اللجوء والتشرد في المخيمات، وكيف استنهض الشباب طاقاتهم لمجابهة الاحتلال، واسهامات حركة القوميين العرب ووليدتها الجبهة الشعبية في الرد على الهزيمة.

أما الفصل الثاني تم التطرق خلاله لتجارب عدد من المقاتلين القدامى، وكيف التحقوا بالجبهة الشعبية، وأصبحوا مقاتلين، كما يستعرض بعض المواقف التي عايشوها، وهي كثيرة ومشوقة، وجاءت تحت عناوين متنوعة.

أما الفصل الثالث والأخير، تناول العمليات العسكرية التي استطاعا توثيقها، مرتبة حسب تسلسلها التاريخي.

وأشار الأمين العام في تقديمه للدراسة أنها "توثق فصول ملحمة بطولية سطرها مقاتلو الجبهة في مقاومة الاحتلال الاستعماري الاستيطاني في قطاع غزة، في الفترة ما بين 1976-1973، " وسحب الجحيم" هي الاسم الذي أطلقه القائد العسكري لمقاتلي الجبهة الشعبية محمد أبو النصر عام 1969، على الخطة الكفاحية التي احتوت على تجارب وأحداث هذه الملحمة التي كُتبت بالنار والدم، معارك وجولات مواجهة بطولية ألهبت الأرض تحت أقدام قوات العدو.
وأضاف سعدات "أن غزة المنبسطة الخالية من التلال والجبال والغابات، كانت مسرحاً لمواجهة ساخنة، استنزفت جيش العدو الذي تبجح قادته بجبروته وقوته ومناعته " التي لا تقهر"، وتمكنت المقاومة من توفير الحد الأدنى لشروط حرب العصابات سياسياً وتنظيمياً وأمنياً وميدانياً، وقد أسست هذه المحطة النوعية لتجديد الفعل المقاوم وبتنوع أشكاله وأساليبه في حلقات متتالية، واشعلت جمراتها فتيل الغضب الشعبي المتراكم وفجرت شرارة الانتفاضات".

وأوضح خليل وبركات اللذان قاما بإعداد وتوثيق الدراسة "أنه قد صدر أكثر من كتاب يتحدث عن ولادة الجبهة الشعبية وعن تجربة العمل الفدائي في قطاع غزة في فترة ما بعد الهزيمة، إلا أن جميع الإصدارات لم تعطِ التجربة حقها، وتحديداً العمل الفدائي في المخيمات، وفي المنطقة الوسطى على وجه الخصوص، ففي هذه المنطقة بزغ نجم مجموعة من الفدائيين القادة أمثال محمد مصلح أبو النصر، جلال حافظ عزيزة، وأحمد عمران، ومحمد أبو عتيق " شيبوب"، وداوود خلف، وآخرين كثر، ستأتي الدراسة على ذكر بطولاتهم وأمجادهم، وستسلط الضوء على بعض العمليات النوعية التي نفذوها في تلك الفترة.

وأضافا " حرصنا على انجاز هذا العمل لنحمي ما تبقى من ذاكرة من خطر النسيان، ولنسلط الضوء على حقبة زمنية مهمة وزاخرة بالبطولات، ولنعيد الاعتبار لعدد من الأسماء، ونعطيها قدرها الذي تستحق بعد أن عشعش في أذهان البعض افتراءات واشاعات حرص الاحتلال وعملائه على إشاعتها وترسيخها لتشويه صورة الفدائي البطل الذي قضى شهيداً في ميادين المواجهة".

وتابعا : " لم يتم توثيق سير ذاتية للأشخاص، إلا أننا حرصنا على تناول التجربة وأصحابها والبيئة التي ولدت ونضجت فيها".

وتقدم خليل وبركات بالشكر الجزيل لأصحاب التجربة التي مثّلت ولا تزال تمثل المعنى الحقيقي للنضال، والذين كانوا الشهود الحقيقيين على مرحلة كفاحية لم تنل حقها الكامل من الدراسة والاهتمام، والشكر الموصول لكل من ساهم في انجاز هذه الدراسة، معُبّرين عن اعتذارهم لكل من لم يستطيعوا الالتقاء بهم، ولكل الغائبين الذين كانت أفعالهم الرواية.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة