كيف سيؤثر خروج نتنياهو وترامب من السلطة على قطار التطبيع العربي مع إسرائيل ؟

نفتالي بينت - نتنياهو

رأى محللون سياسيون أن قطار التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل سوف يتأثر بخروج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو من السلطة، متوقعين ألا تنضم دول جديدة إلى الدول المطبعة حديثا، التي ستكتفي هي الأخرى بالإبقاء على المستوى الحالي للعلاقات مع تل أبيب دون تعزيز.

وأوضح المحللون، أن الإدارة الأمريكية الحالية غير معنية بملف التطبيع، الذي لن يكون على أجندتها من الأساس، كما أن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تضم أعضاء من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لن يجعلها تخوض في القضايا السياسية حاليا.

وشهد العام 2020، في الشهور الأخيرة من عهد ترامب، اختراقا غير مسبوق في مسار العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، تمثل في إعلان أربع دول عربية، هي الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب، إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي مارس الماضي، قال نتنياهو إن هناك أربع اتفاقيات للتطبيع مع دول أخرى في الطريق، وصوت البرلمان الإسرائيلي الأحد الماضي لصالح الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي يقودها زعيم حزب (يمينا) نفتالي بينيت، وزعيم حزب (يوجد مستقبل) يائير لابيد، لتنتهي فترة حكم نتنياهو، التي استمرت لمدة 12 عاما.

وفي هذا الصدد، قال السفير الفلسطيني الأسبق بالقاهرة بركات الفرا إن "خروج ترامب ونتنياهو من السلطة سوف يؤثر بالتأكيد على قطار التطبيع بين العرب وإسرائيل".

وأضاف الفرا، وهو رئيس جمعية الصداقة المصرية الفلسطينية، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "ترامب كان يريد فعل أي شي من أجل عمليات التطبيع العربي مع إسرائيل".

وأردف أن "قطار التطبيع سوف يتوقف خصوصا بسبب ما حدث في الحرب على قطاع غزة"، حيث "وجدت الدول العربية التي طبعت مجانا مع إسرائيل نفسها محرجة، لأنها لم تستطع أن تفعل أي شيء بشكل أو بآخر".

وتساءل "ماذا فعلت الدول التي طبعت أخيرا مع إسرائيل (لوقف الحرب)؟، لقد دمرت إسرائيل غزة، وبالتالي التطبيع هنا يعتبر مجانا ولا فائدة له".

وتابع "لا اعتقد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سوف تكون لديها اهتمام بعمليات التطبيع مثل ترامب، لأنها ستستغرق وقتا في معالجة الوضع الداخلي الاقتصادي والاجتماعي، وحربها الباردة مع منافسيها، والملف النووي الإيراني، كما ستعمل على استعادة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي التي كانت متدهورة في عهد ترامب، فضلا عن أنها تدير الملف الفلسطيني بشكل أفضل نسبيا من إدارة ترامب".

وشاطره الرأي المحلل الفلسطيني الدكتور جهاد الحرازين، بقوله إن "قطار التطبيع خسر شريكين خرجا من الحكم، هما ترامب ونتنياهو، اللذين كانا يحلمان بالبقاء في السلطة".

وأضاف الحرازين، وهو أستاذ للنظم القانونية والعلوم السياسية، وقيادي بحركة فتح، لـ(شينخوا)، "اعتقد أن الإدارة الأمريكية الحالية تنظر إلى فكرة التطبيع، لكن تضع أمامها هدف آخر، وهو حل الدولتين، الذي أعلن عنه بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن في أكثر من مناسبة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي".

واستطرد أن "الإدارة الأمريكية لم تستخدم مصطلح الإبراهيمية، كما كان يقول ترامب، وهذا يعني أن الإدارة الحالية لديها نمط مختلف عن سابقتها.. وتحاول أن يكون هناك توازن".

وأردف أن "الدول العربية لم تجن شيئا من التطبيع مع إسرائيل، التي استفادت من هذا الأمر"، متسائلا "ما هي الفائدة التي جاءت من التطبيع؟".

وأشار إلى مبادرة السلام العربية، التي قال إنها "تقدم حلا كاملا، يقوم على إنهاء الاحتلال بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية، ومن ثم يكون هناك تطبيع مع كافة الدول العربية، وهذا هو الأمر الذي يجب على الإدارة الأمريكية العمل عليه".

وأطلقت جامعة الدول العربية مبادرة السلام العربية في العام 2002 بموجب مقترح قدمته السعودية بغرض حل القضية الفلسطينية.

وتنص المبادرة على تطبيع الدول العربية والإسلامية علاقاتها مع إسرائيل بشرط انسحابها من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ العام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة.

وواصل "اعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي شكلت من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لن تخوض في القضايا السياسية حاليا، خاصة أنها تضم من يؤمن بحل الدولتين، وأيضا من يرفضه، كذلك تضم من يرفض الاستيطان، ومن يؤيده، واعتقد أن هذه الحكومة قد تذهب لحل قضايا اجتماعية واقتصادية فقط".

وتابع "نستطيع الآن القول إن قطار التطبيع سوف يتوقف، لأن عمليات التطبيع لم تؤثر في تحريك عملية السلام ووضع حد للصراع، والتطبيع الذي أوهمنا به ترامب بأنه سيجلب السلام للمنطقة كان مخطط من قبل ترامب لتصفية القضية الفلسطينية بمشاركة نتنياهو".

ورأى أن "التطبيع لم يقدم شيئا للقضية الفلسطينية، بل أضرها كثيرا، لأنه كان هناك موقف عربي موحد تم نقله إلى إسرائيل في أكثر من مناسبة، لكن عملية التطبيع أدت إلى تقسيم وإضعاف الموقف العربي".

أما الدكتور جمال عبد الجواد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فرأى أنه "من الصعب توقع انضمام دول جديدة لمجموعة الدول التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل، لأنه في ظل غياب إدارة ترامب ليس هناك ضغوط أو حوافز في هذا الاتجاه".

وقال عبدالجواد لـ (شينخوا)، إنه "حتى الدول التي طبعت أخيرا سوف تكتفى بما فعلته من خطوات في هذا الملف، ولا أظن انه يوجد سبب يجعل هذه الدول تقوم بتعميق علاقات التطبيع مع إسرائيل، فقط الإبقاء على المستوى الحالي".

وأوضح أن "الإدارة الأمريكية الحالية لن تكون معنية بالتطبيع، مثل إدارة ترامب، فهي لن تضغط أو تشجع الدول العربية على التطبيع، لكنها أيضا لن تقف في وجه أي دولة تريد التطبيع".

وختم أن "إدارة بايدن تتعامل مع إسرائيل بطريقة مختلفة عن الإدارة السابقة.. ولا تضع قضية التطبيع على أجندتها من الأساس".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القاهرة (شينخوا)