- فراس حج محمد/ فلسطين
الخميس: 17/6/2021
شاعرتي الجميلة:
أسعدت أوقاتاً، وأرجو أن تكوني بخير، ما زلت أفتقد وجودك، وأشتاق لرؤيتك، فكلما طلع النهار أتذكرك، هذه حالة يبدو أنها ستستمر طويلاًـ لا بأس سنظل على أمل، لعلنا وعسانا نلتقي يوماَ.
ها نحن نستعدّ لعقد فعاليات ثقافية بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لنكسة حزيران المشؤومة، ياه! كم من مناسبات مشؤومة في حياة الشعب الفلسطيني، منذ بلفور اللعين وحتى الآن، يعجز الإنسان عن حصرها. إننا شعب مبتلى بالمصائب. على كلٍّ سيكون هناك أمسية شعرية يوم السبت 19/6/2021، سأكون مشاركا فيها عريفا لها، ولكِ أن تتخيلي كيف يكون شاعرٌ عريف حفلٍ للشعراء. سيشارك شاعران وشاعرتان، آمل أن تكون ناجحة. يوم السبت القادم سيكون حافلاً منذ الصباح وحتى ما بعد العصر. وسيكون هناك أكثر حوالي (50) فناناً تشكيليا من الناصرة وأخواتها، مشاركين في رسم أحداث النكبتين المشؤومتين، يبدأون بعرض لوحاتهم منذ الحادية عشرة صباحاً.
من أخباري الخاصة الإيجابية؛ أنه ربما سيصدر لي ديوان شعر قريبا جدا، وهو ديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وربما شاركت أيضاً بمؤتمر الرواية القادم الذي ستقيمه وزارة الثقافة في ذكرى استشهاد غسان كنفاني الشهر القادم. الأمور بشكل عام تبدو جيدة جداً، أعمل على ديوان جديد بعنوان "قصائد إلى صوفي". هذه آخر الأفكار والاحتمالات المستقبلية، ماذا عنكِ؟ أرجو أن تكوني قد تجاوزت الحالة، ورجعت إلى ممارسة الحياة والكتابة بشيء من الرضا والتسليم.
اقترب موعد إطلاق كتابي "نسوة في المدينة" سيكون في مدينة الخليل يوم السبت 26/6/2021، بتنظيم من نادي الندوة الثقافي، أرجو أن تتمكني من الحضور، فها أنا أدعوك برغبة شديدة أن تكون مشاركة معي، بل يكفيني أن تكوني موجودة بيننا، سأكون سعيدا وأكثر. وربما كان اللقاء المرتقب في مكان لم يكن في الحسبان.
أعددت لإطلاق الكتاب كتابا آخرـ أهم ما فيه شهادات إبداعية حول الكتاب والقراءات النقدية. يا لغباء أحد محرري المواقع الإخبارية؛ عدّل اسم الكتاب. تخيلي الفصاحة والكياسة والفراسة واللماحية، غيّر اسم الكتاب وحرره من جديد. غبيّ بكل تأكيد، يصبح اسم الكتاب "لا شيء يساوي الحرية" بدلا عن "لا شيء يعدِل أن تكون حرا". إنها حالة تذكرني بتلاعب الصحف والمواقع الإلكترونية عندما كنت أرسل المقالات، فيقومون بتعديل بعض العناوين؛ ربما رغبة منهم في عنوان لافت كما برر لي أحد هؤلاء. لكن تغيير اسم كتاب مطبوع إلى اسم آخر يودي بالكتاب وحضوره الإعلامي، أظنها ترقى لتكون جريمة أدبية، إنه تلاعب يخلو من حسن النوايا، إنه جهل مطبق.
أعتقد أنك واجهت مثل هذه المواقف في حياتك الأدبية، قد يحدث في حالة الترجمة كثيراً، فيتم تغيير عناوين الكتب في رحلتها من لغة إلى لغة أخرى. إنها الخيانة غير المحمودة في عالم الترجمة.
سررت برسالتك الأخيرة كثيراً، فكلما كتبتِ لي أزداد شوقا للكتابة، أحب ذلك منك، وتشعرني بأهمية أن أواظب على مراسلتك، لأن كل رسالة اكتبها تحمل في طياتها رداً محتملا إلى درجة اليقين. لا شيء أجمل عندي من أن تكتبي لي. لا تجعليني أنتظر طويلاً، رحمة بهذا القلب الذي يحبك دون حدّ.
بانتظارك متى وأين لا أدري. وحدك والظروف من يقرر هذا.
قبلاتي الحارّة لمبسمك اللطيف.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت