- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
الصورة المرفقة خربشات وكتابات ورسوم وشعارات وطنية على جدران احدى مدارس الأونروا المدمرة في اليرموك ... تلك الخربشات التي ترافقت مع الرسوم على الجدران، لفلسطين وحواضرها، مع تصميم الملصقات الجدارية، وقد برع في هذا الميدان الفنان الفلسطيني ابن اليرموك وطبريا ميلاد عيلبوني.
لقد كتَبَ فلسطينيي سوريا قبل وأثناء محنتهم الأخيرة في المقتلة السورية وقبلها بسنوات طويلة من عمر اللجوء والنكبة، وعلى جدران مخيماتهم وتجمعاتهم فوق الأرض السورية نداء العودة لفلسطين، ورسموا على الجدران مآسيهم، مؤرخين بخربشاتُ أقلامهم دراما اللّجوء، فتدمع جدران المخيم الفلسطيني عند التحليق عليها. وعلى جدران المخيم الفلسطيني نشروا ملصقاتهم، وصور شهدائهم. ورسموا على جدران مدارس الأونروا لوحات العودة الى حيفا ويافا وعكا وصفد وطبريا واللد والرملة، العودة هناك الى الوطن السليب، وإلى الهوية التي مازالت تعيش في وجدان كل لاجىء فلسطيني، ومازالت تلك الكتابات تميل وتتدلى مع الجدران التي سقطت وتهاوت، أو التي تتمايل الآن بعد محنة اليرموك ودماره شبه الكامل.
ولا ابالغ في القول، ان جدران اليرموك امتلأت بالعبارات الوطنية منذ كنّا اطفالاً، حتى وصلنا الى مرحلة الإسهام بها مع سنوات فتوتنا، وبروز حالة النهوض الوطني الفلسطيني.
إنَّ تلك الحالة التي تستولد مشاعر كل من يدخل اليرموك الآن، لاتعني، ولاتوقظ، ولاتحرّك، إلاّ أصحابها، ولايتفاعل معها من كان بعيداً عن الهم الوطني والقومي، وعن فلسطين التي تشكّل عنوان المنطقة بأسرها. هو مفتاح البيت معهم مهما ابتعد عنهم البيت. سيظل الجد يحكي للحفيد عن عكا التي لولا صمودها لما جاورت البحر، عن حيفا التي لا تنام إلا على هديره، ويافا التي ظلت عروسه مهما جف وعطش، يافا التي لم تأتِ بالمراكب بل قبل البحر كانت.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت