- خالد أحمد/ منسق إعلامي
في مشهد يدعو للعزة والكبرياء ،وحظي بانتشار واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة ، ووثقته الكاميرات وهو قيام سيدة برفع علم فلسطين وسط ما سمي "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية في باب العمود بالقدس المحتلّة يوم الثلاثاء الماضي الخامس عشر من الشهر الجاري ورغم علمها بأن الاعتقال مصيرها الحتمي لكنها لم تضعف ولم تلين.
المشهد استفز جنود الاحتلال؛ فسارعوا إلى مصادرة العلم واعتقالها، مما دفع الكثيرين للتساؤل عمن تكون هذه السيدة الشجاعة التي وقفت بإباء وشموخ منقطعي النظير أمام غلاة المستوطنين المتطرفين الذين كانوا يردّدون شعارات "الموت للعرب"، وغير أبهة بعشرات جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والمتأهّبين لقمع كل ما هو فلسطيني في هذا المكان المقدس .
ورغم سكنها في رام الله إلا أنها استطاعت تجاوز الحواجز العسكرية الصهيونية في كل مرة لتدخل سراً إلى القدس المحتلة وتنزل الميدان كأنها مقدسية وأكثر مما عرضها للاعتقال غير مرة .
وبحسب هيئة شؤون الأسرى فإن السيدة هي هالة أبو غربية "الشريف"، وهي تونسية الأصل وتحمل الجنسية الفلسطينية، وتبلغ من العمر 58 عامًا، وهي أرملة عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) المناضل والقائد البارز اللواء عثمان أبو غربية "أبو عبدالله" والذي كان له موقف واضح من اتفاقيات أوسلو .
ووفق الهيئة فإن هذا الموقف لم يكن جديدًا على هالة، فقد سبق واعتقلتها قوات الاحتلال عام 2019م في المناسبة ذاتها، ثم أفرجت عنها بشرط الإبعاد شهرًا عن مدينة القدس المحتلّة، ولكنها استمرّت بنشاطها في المجالين السياسي والاجتماعي ضد الاحتلال وتركت بصمات واضحة في المقاومة الشعبية.
كان عثمان أبو غريبة قد قدم إلى تونس مع قيادات الحركة في منتصف الثمانينيات وتوفي عام 2016م أثناء عملية زرع قلب في أحد مستشفيات الهند لتواصل زوجته تونسية الدم فلسطينية الانتماء والهوى مسيرة النضال، فكانت هالة من أبرز الشخصيات التي شاركت في خيمة الصمود بالخان الأحمر عام 2018م دفاعا عن الأرض الفلسطينية على مدى أكثر من 100 يوم.
وفي لقاء صحفي عقب وفاة زوجها بشهر سألها الصحفي هل ستبقين في فلسطين أم ستغادرين إلى مسقط رأسك تونس؟ فكان الجواب بالتأكيد سأبقى في فلسطين ... "بلا شك تونس هي مسقط رأسي الحبيب والعزيز الذي لم اختاره، ولكن فلسطين هي وطني الذي اخترته وأحبيته وعشقته عبر أبو عبد الله والحقيقة أنا عشت في فلسطين أجمل أيام حياتي فأبو عبد الله والمحيطين به عاملوني كملكة" .
فتحية إلى "التونسي الحر الأصيل الشامخ على كل القمم" كما قال الفنان الكبير لطفي بشناق ،وتحية إلى روح المناضل الراحل في ذكرى وفاته الخامسة التي بقيت رايته مرفوعة خفاقة في سماء الوطن بعد ان سلمها إلى زوجته الوفية والمخلصة له وللوطن الذي عشقته لأجله ،وليس كبعض القادة الذين يسيحون أولادهم وزوجاتهم في كل ساح .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت