- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بعد أن هدأت جبهة القتال مع العدو الصهيوني.. وتمكنت أطراف عربية ودولية من الوصول الى وقف شامل لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة جميعاً , وتضع حداً لاّلة العدوان والقمع الصهيوني في القدس وقطاع غزة ومدن الضفة كافة , وبعد أن خفتت أصوات المدافع وهدير الطائرات التي صبت جام حقدها على الأبرياء وبيوت الاّمنين ومكاتب الصحافة والإعلام العربية والأجنبية , وكذلك توقف صواريخ المقاومة التي أضاءت سماء المنطقة كلها بألوانها الزاهية وأدخلت البهجة والسرور لقلوب الفلسطينيين والعرب جميعاً وهي تدك أوكار الصهيونية ولم يعد معها هناك مكان اّمن يلوذ إلية المحتل الإسرائيلي , حيث وصلت ضربات المقاومة كل مكان في دولة الإحتلال وفرضت عليهم منعاً للتجوال لم يعتادوه من قبل,وكذلك فرضت عليهم معادلة جديدة في الصراع الفلسطيني الصهيوني, تمكن خلالها الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة من فرض معادلة الردع المتبادل رغم التفوق النوعي والكمي للدولة العنصرية الصهيونية المدعومة أيضا من كل دول الإستعمار الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية , والحد من نزوات الإحتلال الإجرامية التي فاقت كل تصور في إستهدافها الإنسان الفلسطيني في كل مناحي وتفاصيل حياته ومعيشته .
إزاء كل ما تقدم وبعد أن وضعت معركة سيف القدس أوزارها تثار هذه الاّونة أسئلة كثيرة وكبيرة حول ماّلات الحالة السياسية والأمنية في الساحة الفلسطينية في ضوء الواقع الجديد الذي أفرزته المعركة وحالة التضامن العربي والدولي الغير مسبوقة التي رافقتها, مما يفرض علينا حتمية الذهاب نحو ترصين الجبهة الوطنية الداخلية ورفدها وتعزيزها بالعمق القومي العربي المساند والمشارك , ويأتي ذلك من خلال تشكيل جبهة وطنية عريضة تمثل كافة ألوان الطيف السياسي والفكري والأيدلوجي الفلسطيني , وتكون مهمتها الأساس وضع التصورات الإستراتيجة بخصوص الصراع مع العدو, ووضع البرامج الوطنية المرحلية والميدانية الكفيلة بتطوير أدواتنا الكفاحية والنضالية في مواجهة الإحتلال ومخططاته التاّمرية وعلى طريق دحر الإحتلال وكنس مستوطناته العنصرية وصولاً نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب العربي الفلسطيني ...
جبهة وطنية عريضة تدعمها وتعززها جبهة عربية قومية إسلامية تضمن تحقيق كامل الأهداف الوطنية والقومية المشروعة وتكفل تحقيق الإنتصار الناجز على كل القوى الإستعمارية والأطماع الشريرة في منطقتنا العربية أيضاً.
نعم إن الإنتصار الفلسطيني الذي تجلت صوره البهية الجميلة الباهرة في معركة سيف القدس وحجم العدوان والإستهداف لقضيتنا يحتم علينا ردم الهوة التي تباعد بيننا وإنهاء حالة الإنقسام والإنشقاق, ونبذ كل أشكال التفرد والهيمنة والإستحواذ والفساد والأنانية الحزبية الضيقة , وإزالة كل ما يعيق تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة , وضمان تركيز الجهود والطاقات في سبيل المصالح الوطنية والقومية العليا , وبما يفيد في معركة التحرير والإستقلال وبناء الدولة العربية الفلسطينية الحضارية .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
حزيران – 2021م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت