اطلقت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، يوم الخميس، أعمال مؤتمرها العام الثاني عشر في قاعات جمعية الهلال الأحمر بمدينة البيرة، تحت عنوان " مؤتمر هبة القدس والثوابت الوطنية والتجديد الديمقراطي".
وحظي المؤتمر بحضور حاشد وممثل على الصعد الوطنية والعربية والدولية، تمثل بحضور أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، وامناء عامون، وممثلو القوى والفصائل والاتحادات، ووزراء، وممثلون عن الشعب الفلسطيني في الداخل، وممثلو أحزاب وقوى شقيقة وصديقة، وأعضاء من السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي المعتمد لدى دولة فلسطين، ولفيف من الضيوف والمدعوين.
وشهدت الجلسة الافتتاحية، كلمة الرئيس محمود عباس، القاها بالإنابة نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وكلمة القوى ومنظمة التحرير، القاها عضو اللجنة التنفيذية، أمين عام حزب فدا صالح رأفت، وكلمة الداخل الفلسطيني القاها رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، وكلمة القوى الدولية القاها السفير الصيني، إلى جانب كلمة الجبهة القاها أمينها العام د. أحمد مجدلاني.
كما وردت المؤتمر مئات البرقيات ورسائل التهنئة، تمنى مرسلوها للمؤتمر النجاح ومشيدين بدور ونضال الجبهة على مختلف الصعد والساحات، بضمنها رسالة رئيس الوزراء د.محمد اشتية، ومن عدة سفارات فلسطينية بالخارج، ومن الاشتراكية الدولية وعشرات الأحزاب اليسارية والشيوعية والقومية والديمقراطية ومن النقابات والاتحادات العربية والأجنبية ومن الجاليات الفلسطينية حول العالم.
ويشارك 712 كادرا تحظى المرأة والشباب بنحو 600 منهم، انتخبتهم هيئاتهم التنظيمية على مستوى الفروع والساحات، ليمثلو الفضاء الفلسطيني برمته في الداخل وفي الساحات الخارجية العربية والدولية كأعضاء المؤتمر سيشاركون في اغناء هذه التظاهرة التنظيمية والسياسية الكبيرة التي تعقد كمؤتمر موحد على حلقات، في الضفة الغربية والقدس، وقطاع غزة وفي 11 بلداً عربياً، وفي 26 بلداً حول العالم.
الجلسة الافتتاحية:واستهل المؤتمر الذي تولى عراقته محمد علوش، بالسلام الوطني الفلسطيني، ودقيقة صمت اجلالا لأرواح الشهداء الذين زينت صورهم المنصة الرئيسية، أعقبت بفيلم وثائقي تناول تاريخ وسيرة الجبهة ودورها على مدى 55 عاما منذ انطلاقتها في 15 تموز عام 1967.
كلمة الرئيس
واستهل ممثل الرئيس محمود العالول الكلمة قائلا: يشرفني مشاركتكم نيابة وممثلا عن الرئيس هذا المؤتمر معبر عن الثقة والتقدير للجبهة وقياداتها وكادرها وعن دورهم ونضالهم وسماتهم كجزء اصيل وفاعل من مكونات منظمة التحرير يعززون حضورهم في داخلها بتفاعل إيجابي مع الاخرين ونشعر بحرصهم على استمرارها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وحرصهم على وحدتها واستقلاليتها وتأكيد التكامل بين كل مكونتها.
وأضاف: معا خضنا جميعا تحت هذه المظلة الجامعة نمارس هناك حوارنا وتظهر هناك تبايناتنا ولكن نتمترس جنبا الى جنب في خندق واحد لمواجهة التحديات ليبقى تناقضنا الأساسي مع الاحتلال
وشدد العالول أن معادلة الوحدة تحت ظل المنظمة يجب أن تستمر وسيبقى منظمة التحرير الاطار الجامع والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني نحصن اسوارها ونتصدى لمحاولات تفكيكها كما يريد العدو والبعض.
وتابع.. عشنا جميعا ظروفا مؤخرا استثنائية مكثفة وكنا امام تحديات كبرى وذهبنا باجماع وطني شديد باتجاه الانتخابات العامة ولكن أيضا مع اجماع بأن تتم في سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وبدأ التحضير على كل الأصعدة حيث كانت الوعود بالضغط على إسرائيل كي لا تعرقل الانتخابات في القدس والعالم الذي وعد وقف عاجزا بزعم لا توجد حكومة إسرائيلية تقرر.
وأردف، نحن لم نكن في حيرة والامر كان محسولا لدينا لا انتخابات دون القدس لا يمكن ان نسجل في تاريخنا اننا تنازلنا عن القدس وهذا لا ولن يحصل ولن نتساوق مع خطة وسياسة ترامب.
نائب رئيس حركة فتح، قال: مسألة اجراء الانتخابات على الطاولة سننظمها عندما نتمكن من اجراؤها في القدس وباقي أراضي الدولة الفلسطينية.
وتابع.. هبة القدس الرائعة ردا على الانتهاكات والمخططات والعدوان الإسرائيلي ليست الأولى نضال في القدس ولأجلها لم يتوقف ولكن هذه الهبة أظهرت تلاحم شعبنا ووحدته في كافة امكان تواجده وخصوصا في أراضي العام 48، وفي هذا التفاعل الشعبي العربي والدولي الذي اثر إيجابا على الدول والمجتمع الدولي.
واكد أن المعركة لم تنهي انتهاكات الاحتلال مستمرة في القدس وعشرات المواقع ولكن المعركة اعادت تسليط الضوء على القدس والاعتبار للقضية الفلسطينية ولهذا لا يجوز كلما دخلنا معركة بها انتصار او وحدة نحول السهام الى صدور بعضنا هذه ليست من سمات الشعوب المناضلة فبوصلتها يجب ان تبقى تشير الى قضيتها الرئيسية شعبنا يقدم كل يوم الاف النماذج ويجترح البطولات ولا يمكن لقوة ان تهزمه وتملي عليه الاستسلام وسيواصل النضال حتى الحرية والاستقلال.
كلمة الجماهير الفلسطينية بأراضي 48
وقدم بركة التهنئة للجبهة قيادة وكادر لمناسبة انعقاد المؤتمر تحت راية القدس ووفاء لها، بمشاركة أعضاء المؤتمر في مختلف الساحات الذي يشاركون من بعيد ما جعله مؤتمرا عابرا للقارات وردا على التشتيت ومحاولة تصديع الحالة الوطنية الفلسطينية متمنيا للمؤتمر النجاح وتحقيق أهدافه وبما في ذلك أنهاء الانقسام واستعادة الوحدة التي بدونها لا يمكن تحقيق الأهداف الوطنية
ورأى بركة ان التحديات التي ستواجه الشعب الفلسطيني لاتزال كبيرة وخطيرة في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تنتهج ذات خط نتنياهو العدواني المتطرف دون ادنى رائحة تغيير فالتهديد بتجدد العدوان على قطاع غزة والانتهاكات والاعتداءات والعنصرية تتواصل في القدس والضفة واراضي 48.
وتابع ما يجري في الشيخ جراح وسلوان ليس قضية عقارية كما تحاول إسرائيل أن توهم العالم هي قضية احتلال وتطهير عرقي واذا ادعو أن لهم ملكية فليفتح الملف برمته شعبنا يمتلكك ارضه وبيوته في وطنة وبيوته واذا كانت مسالة ملكية نحن جاهزون وان كانت القضية سياسية فنحن لها.
وأضاف المطلوب التحرك ميدانيا قبل موعد المحكمة هذا الشهر الذي يفصلنا عن موعد الجلسة لا ينبغي أن يكون شهر انتظار بل شهر عمل ومزيد من الاستعداد والتحضير لمعركة القدس وتوجيه البوصلة اليها لإيصال رسائل الى حكومة الاحتلال والعالم ان تهجير الناس من بيوتهم لن يتم والمقاومة الشعبية ليست بيانات بل فعل دائم ومؤثر على الأرض ينبغي تعزيزه وتعميمه لمواجهة مخططات الاحتلال وداعميه ولإحراج المتهافتين على أبواب الصهيونية من أصحاب أوهام التطبيع وكشفهم
كلمة الأحزاب الدولية الشقيقة والصديقة
وقال ممثل الحزب الشيوعي الصيني سفير الصين الشعبية لدى دولة فلسطين في كلمة باسها، شرف عظيم لي حضور جلسة افتتاح الجبهة ويسرني التقدم بأسمى التهاني للامين العام وقيادة واعضاء الجبهة متمنيا النجاح للمؤتمر وتحقق أهدافه
وقرأ السفير في هذا الصدد برقية من دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لمناسبة انعقاد المؤتمر جاء فيها تلقينا ببالغ السرور خبر انعقاد المؤتمر بهذا الشكل الناجح،ويسرنا ان نتقدم لامينكم العام وقيادتكم بالتهاني الحار والامنيات واثقين ان الجبهة ستحقق مزيدا من الإنجازات لا سيما وانها تمثل قوة حيوية في الساحة الفلسطينية وساهمت في تطوير العلاقات الصينية الفلسطينية وهذا محط تقديرنا
وأضاف: يولي الحزب الشيوعي الصيني اهتماما بتطوير العلاقات مع الجبهة وتعزيز التبادل والتعاون معها على أساس إيجاد الأرضية المشتركة وترك الخلافات جانبا للاستفادة المتبادلة خدمة لمصالح الشعبين والبلدين،وشدد السفير على دعم الصين من القضية الفلسطينية للحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 5 حزيران وعاصمتها القدس. وأوضح أن بعد أسبوع سيحتفل الحزب الشيوعي بالذكرى المئوية لتأسيسه وهو يؤمن بالصداقة والعلاقات المتميزة مه جبهة النضال الفلسطيني
كلمة منظمة التحرير وفصائلها
وتقدم الأمين العام باسم حزب فدا وسائر فصائل منظمة التحرير بالتهنئة الحارة للجبهة وهي جزء رئيس من منظمة التحرير بعقد المؤتمر ونتنمى انجاز جدول اعماله وبما يعزز دور الجبهة في النضال الوطني والاجتماعي ودورها في مؤسسات منظمة التحرير،وقال "ينعقد المؤتمر وشعبنا بكل فئاته وفصائله وفي مقدمتهم الشباب يخوض بكل اشكال المقاومة الشعبية معركة الدفاع عن القدس ومقدساتها واحيائها ولا حباط إجراءات تهوديها وتهجير سكانها، ويتصدى لكل عمليات المصادرة والتهويد والهدم والضم والاستيطان ولتشديد الحصار الظلم على الاهل في قطاع غزة وعه الأصدقاء والأشقاء والاحرار في العالم استنكارا للعدوان ما ساهم في التثير إيجابا على دولها والمؤسسات الدولية في اتخاذ قرارات لصالح شعبنا. "
ودعا رأفت الى "الإسراع في تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية على الصعيد المركزي وفي كل المحافظات وتعميم النماذج الحالية والعمل على استعادة ثقة الجماهير بالقيادة بتامين الخدمات لكل الشعب والحريات وتعزيز سيادة القانون "،كما ودعا الى "عقد اجتماع عاجل للأمناء العامين لسائر الفصائل مع حركتي حماس والجهاد وشخصيات مستقلة مع رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية من خلال حلقتين في رام الله وبيروت لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية من خلال تشكيل حكومة وحدة بمشاركة فتح وحماس ومن يرغب من الفصائل تتولى إعادة توحيد المؤسسات المدنية والأمنية والاعداد للانتخابات العامة والمحلية والمباشرة لدورة جديدة للمجلس الوطني بمشاركة حركتي حماس والجهات والاتحادات الشعبية وضمان مشاركة الجميع في المجلس المركزي واللجنة التنفيذية."
وشدد رافت أيضا على "ضرورة تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي وخصوصا ما يتعلق بالعلاقة مع دولة الاحتلال ورفض العودة الى المفاوضات المباشرة السابقة والتوجه نحو مؤتمر دولي لتفيد قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع. "
كلمة جبهة النضال
واستهل الأمين الدكتور د.أحمد مجدلاني كلمته متمنيا النجاح لطلبة فلسطين الذين باشروا تأدية امتحانات الثانوية العامة داعيا الى" توفير المناخ والظروف لهم"، ورحب مجدلاني في كلمة شاملة بالحضور شركاء المسبرة، مشددا على ان المؤتمر العام ينعقد على أرض الوطن الذي لا وطن لنا سواه، تحت عنوان "هبة القدس .. الثوابت الوطنية ..التجديد الديمقراطي وتحت شعار "رؤية جديدة لمرحلةٍ جديدة .. نحو التحول الى حزب اشتراكي ديمقراطي فلسطيني".
واكد ان "الساحة الفلسطينية للجميع، على قاعدة التكامل والوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا، وتغليب التناقض الرئيس مع الاحتلال وداعميه، فتناقضاتنا الداخلية مهما كبرت تظل ثانوية لان بوصلتنا فلسطين والقدس عاصمة دولتنا. "
وخاطب الأمين العام الضيوف من الاشقاء والأصدقاء، فقال: "العلاقات الدولية والعربية اليوم حلقة مركزية في مسيرتنا الوطنية والتنظيمية، وفي ظل معارك شعبنا المتواصلة في القدس، ومن أجلها، حيث يجدد شعب الانتفاضة وحركته الوطنية الهمم في مواجهة سياسات وإجراءات الاحتلال وعصابات المستوطنين الاجرامية ويتصدى لها بمقاومته الباسلة وصموده الملحميَ على طريق التحرر والاستقلال ودحر المشروع الاحتلالي وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس. "
وتوقف الأمين العام امام شعارات المؤتمر العام الثاني عشر على طريق التجديد والمراجعة النقدية الشاملة، قائلا:" هذا ليس صدفةً، فمن القدس كانت انطلاقة جبهة النضال في15تموز 1967 بقيادة شجاعة على رأسها القائد الخالد د. صبحي غوشة، وشيخ المجاهدين الاستاذ بهجت ابو غربية، والدكتور سمير غوشة الامين العام الراحل، وعندما نرفع شعار الثوابت الوطنية، فلأننا في معركة مصيرية تتعلق بالثوابت الوطنية وبالمشروع الوطني التحرري الذي نذرنا حياتنا من أجله، هذه الثوابت التي قضى من أجلها عشرات الآلاف من الشهداء ومئات الالاف من الأسرى هي ثوابت راسخة لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها، ونرفع شعار التجديد الديمقراطي لأننا على ثقة كبيرة بالمستقبل، الذي يصنعه الشباب، ومن هنا كان لزاماً علينا في قيادة الجبهة وهيئاتها المركزية بأن نحدد أهدافنا من هذا المؤتمر ليشكل محطة مهمة للمراجعة والتقييم على الصعيد السياسي والبرنامجي والوضع الداخلي والتنظيمي للجبهة وللارتقاء بدورنا الكفاحي."
وأضاف : "إننا في الجبهة امتلكنا زمام المبادرة والإرادة منذ الانطلاقة، وقدمنا التضحيات الجسام على طريق الحرية والعودة والاستقلال، وتعمدت تجربتنا بالمراجعة الشجاعة والتدقيق المستمرين، واكتسبنا من الخبرات العملية والتجارب النضالية الكبيرة عبر عقود طويلة من النضال على كافة المستويات، وفي ذات السياق التاريخي مضت الجبهة برؤيتها السياسية والبرامجية ومازالت تواصل نهجها وسياستها الواقعية الملموسة البعيدة عن الأوهام، والمحاور. "
وأوضح د.مجدلاني أن "المؤتمر ينعقد في ظل ظروف سياسية صعبة ومعقدة، حيث تتكالب القوى المعادية– قوى الامبريالية والصهيونية والرجعية والظلامية – للنيل من صمود شعبنا وهويته الوطنية والتقدمية والحضارية، ومن مشروعنا الوطني وثوابتنا ومحاولات فرض حلول استسلاميه تنتقص من حقوقنا الثابتة عبر ما سمّي بصفقة القرن التي أسقطناها بصمودنا وتضحياتنا. "
واردف.." عملت إسرائيل بكل امكانياتها السياسية والعسكرية وبدعم لا محدود من الادارات الامريكية المتعاقبة على افشال كل المحاولات والمبادرات لتسوية الصراع على اساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، فأعادت الاحتلال الفعلي لكل الأرض الفلسطينية وصعّدت الاستيطان والعزل وتهويد القدس والاستمرار بالجريمة المنظمة ضد شعبنا الأعزل وبمواصلة سياسة التدمير ونهب الأرض والقتل العشوائي، وآخرها تلك المجازر البشعة في غزة والتي تمثل جرائم حرب وإرهاب دولة منظم. "
وقال "في مواجهة هذا العدوان يتحمل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مسؤوليته بالإخفاق بالنهوض بدوره للحفاظ على الأمن والسلم في هذه المنطقة الحساسة من العالم، ومسؤولية توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال. "
وتابع.." إننا نحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الذي لم يستطع حتى الآن الزام اسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس والقضية الفلسطينية، ولا بالسماح بإجراء الانتخابات في القدس وفقاً للبروتوكول الموقع عام 1995 والذي جرت بموجبه ثلاث انتخابات، باعتبارها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وندعوا القوى المتنفذة في مجلس الامن وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى الكف عن سياسة الكيل بمكيالين، والتحرك الفوري لحماية أبناء شعبنا في القدس من اعتداءات المستوطنين، وتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والمتعلقة بالقدس."
وشدد الأمين العام على أن " لشعبنا كل الحق في مقاومة ومواجهة هذه السياسات والإجراءات، وعلى العالم ان ينحاز له وان يمارس الضغط من اجل انهاء الاحتلال، فالمقاومة الوطنية حق مشروع، كفلته كافة المواثيق والقوانين الدولية، ونحن بحاجة اليوم الى اعادة استنهاض مقاومتنا الشعبية، وان نأخذ بالاعتبار الامكانيات الحقيقية للشعب المقاوم وفاعلية هذه المقاومة وقدرتها على الحفاظ على زخم القوة الجماهيرية، وتهيئة الظروف لاوسع مشاركة شعبية في اطار تفعيل وتصعيد اشكال واساليب المقاومة الشعبية وصولاً الى الفعل الميداني اليومي ليرتقي من هبات جماهيرية متفرقة الى مستوى الانتفاضة الشعبية في مجابهة الاحتلال، ولا تنتهي إلا برحيل الاحتلال تحقيقاً لإرادة الشعب، فإرادة الشعوب لا تقهر ولا تهزم. "
وأضاف:" ندرك تماماً أن هبة القدس التي انطلقت شرارتها بعنفوان وصدور ابنائها اسست لفعل مقاوم حقيقي وجد صداه داخل الخط الاخضر وغزة بمقاومتها الباسلة، وخلقت واقعاً ومتغيرات دولية وإقليمية جديدة، أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وفرضتها على الأجندة الدولية وخصوصاً الأمريكية بعد أن غُيبت لسنوات، وجرت محاولات لفرض حل اقليمي لصنع السلام العربي الاسرائيلي وتسابق البعض للتطبيع مع إسرائيل ، بديلاً عن صنع السلام الذي ينهي الاحتلال ويفضي لإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد على إن "وحدة شعبنا التي تجسدت في هذه الهبة داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة وغزة والشتات، وفي يوم الإضراب الكبير الذي لم تشهد فلسطين مثيلاً له منذ إضراب عام 1936، هذا النهوض للحركة الشعبية والمقاومة التي تجسدت بالوحدة الميدانية، وهذا الصمود والتضحيات من كل ابناء شعبنا في القدس وغزة والضفة، فتح الطريق أمام أفق سياسي يجب أن نبني عليه ونستثمره قبل فوات الأوان، وقبل ضياع هذه الفرصة التاريخية. "
وقال "نرى نحن في جبهة النضال أن نقطة الارتكاز الأساسية هي بإزالة كل العقبات امام استئناف الحوار الوطني وعدم إضاعة الوقت والفرصة والتقدم بكل قوة لإزالة أسباب الانقسام، والعمل جدياً لتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها الأساس إزالة آثار وتداعيات الانقسام، ومعالجة تداعيات العدوان بابعاده الاجتماعية والاقتصادية وإعادة الاعمار بأفق سياسي وتحت مسؤولية وإشراف الحكومة الفلسطينية، والتحضير بشكل مشترك وبتوافق وطني عام لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخاب المجلس الوطني، مع ضرورة ممارسة الضغط الدولي على اسرائيل لإجبارها على عدم التدخل في العملية الانتخابية في القدس المحتلة. "
وأضاف: "نرفض من حيث المبدأ التهدئة مقابل التهدئة كنتائج للعدوان الاسرائيلي الاخير على القدس وغزة، وندعوا للتمسك الحازم بوقف العدوان على كافة الاراضي الفلسطينية المحتلة، بالقدس والضفة والقطاع باعتبارها وحدة سياسية وجغرافية واحدة".
وخلص للقول: "نحن أمام مفترق طرق وعلينا جميعاً التحلي بأكبر قدر من المسؤولية واتخاذ القرارات التي من شأنها الحفاظ على قضية شعبنا، والمراكمة على الانجازات التي تحققت بنضالات وتضحيات شعبنا خلال العقود الماضية، ومن هنا ندعو بان تترجم المواقف بصيغة قرارات، وأن نسعى جميعاً لتطبيقها وتوفير المناخ الوطني العام بمشاركة الجميع على قاعدة تشاركية تكفل التعددية والتكاملية بإطار رؤية استراتيجية تعبر عن الكل الوطني. "
وبخصوص المؤتمر قال الأمين العام :" انه محطة هامة في حياة ومسيرة الجبهة، ومن هذا المنطلق فقد اخذنا في وثائقنا وفي برامجنا جملةً من المتغيرات والتعديلات المنسجمة مع كافة المتغيرات والتطورات من أجل تطوير أدوات العمل واجتراح السياسات والمواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها تكريس خطاب جديد يحتاجه شعبنا بكافة شرائحه وفئاته، حيث نؤكد أمامكم سعينا لمواصلة حشد كل الإمكانيات من أجل تطوير واستنهاض المواقف الشعبية وتصعيد الاشتباك الجماهيري في مواجهة الاحتلال، والمضي بخطابنا الوطني والديمقراطي من أجل تحقيق الديمقراطية السياسية والاجتماعية وبناء أسس العدالة الاجتماعية عبر النضال الملموس وتعميق النهج الاشتراكي الديمقراطي عبر طرح وتبني السياسات الاجتماعية والاقتصادية الأكثر عدلاً وإنصافاً، ومن أجل خلق الظروف المناسبة لتكافؤ الفرص أمام النساء والرجال وأمام المواطنين كافة بعيداً عن الواسطة والمحسوبية والتمييز، وبناء أسس الشراكة السياسية والنضال الديمقراطي المطلبي مع كل من يتفق معنا من القوى والفصائل والمؤسسات والحراكات الشعبية والقوى الاجتماعية والشخصيات الديمقراطية لإقرار القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوق العمال والفئات الاجتماعية الضعيفة والمهمشة، وتعزز من مدنية مجتمعنا بما ينسجم مع وثيقة اعلان الاستقلال. وسنواصل العمل مع كافة هذه المكونات لبناء إطار وطني ديمقراطي تقدمي لليسار التقدمي ليشق طريقه في الحياة السياسية والمجتمعية لإحداث تغيير جوهري فيها، على طريق تحقيق الأهداف والسياسات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية. "
وأضاف "انعقاد مؤتمرنا اليوم يشكل محطة نضالية ووطنية هامة للمراجعة والتقييم، وهي مناسبة لاستذكار ما قدمته الثورة الفلسطينية من تضحيات جسام، من أجل الحافظ على قرارنا الوطني المستقل وعلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، هذه المنظمة المعبرة عن هوية شعبنا وطموحته والتي تحتاج منا جميعاً الى مواقف واضحة وصلبة لإعادة تفعيلها واستنهاض وتطوير عمل مؤسساتها ودوائرها واحترام قراراتها التي تمثل القرار الوطني المستقل والقواسم المشتركة لكافة القوى الوطنية الفلسطينية. وان المؤتمر، ليس فقط لاستذكار الدور والتاريخ المشرف للجبهة بل فرصة عظيمة للمراجعة والتقييم وتشخيص الأخطاء للارتقاء بالأداء وتعظيم الانجازات في إطار البرنامج السياسي العام للجبهة بشقيّه التحرري والاجتماعي والاقتصادي ومواصلة النضال في معركة الاستقلال والبناء التنظيمي الداخلي والوطني. "
وشدد د.مجدلاني على "ان الجبهة اليوم وهي تتحول الى حزب اشتراكي ديمقراطي، تحمل معها في هذا التحول الإرث الفكريّ والسياسيّ والكفاحي، وتكمل مسيرة المهام الوطنية لترسيخ أسس الدولة الديمقراطية، حاملة هموم شعبنا وتطلعاته نحو الدولة المدنية، دولة الحقوق والمساواة والحريات. "