قمع بقسوة لمسيرة منددة بقتل المعارض نزار بنات وسط رام الله

  • إدانة من الجبهة الشعبية وحماس و الجهاد  ولجان المقاومة والمجاهدين ونقابة الصحفيين لقمع المتظاهرين في رام الله

 قمعت قوات الأمن الفلسطينية بقسوة، مساء السبت، مسيرة منددة بجريمة قتل المعارض السياسي نزار بنات على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، ما أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخص .حسب مصادر طبية.

وأفادت مصادر محلية بأن عناصر أمنية بلباس مدني وأخرى بلباس شرطي اعتدوا على المشاركين في المسيرة بالضرب والسحل، كما أظهرت تسجلات فيديو تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي اعتداء عناصر الأمن على الصحفيين المتواجدين في المكان ومصادرة هواتفهم ومنعهم من التصوير، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.

وحسب المصادر أصيبت الصحفية نجلاء زيتون مراسلة شبكة قدس جراء الاعتدء عليها بالضرب وتم مصادرة هاتفها خلال تغطيتها المسيرة، كما تعرضت الصحفية سجى العلمي لمحاولة اعتقال، فيما أصيبت الصحفية شذى حماد بالوجه، وأصيبت الصحفية فيحاء خنفر بعد الاعتداء عليها بالضرب على الرأس والإغماء عليها، كما أصيب الصحفي محمد غفري  ومنعت الزميلة فاتن علوان من استكمال بثها المباشر.

وأشارت المصادر، إلى إصابة المرشحة عن قائمة القدس موعدنا فادية البرغوثي بقنبلة غاز في وجهها، فيما تداول نشطاء مقطعا لعناصر أمنية بلباس مدني يلاحقون متظاهرين بالهراوات إلى داخل مستشفى قريب وسط رام الله.

وشارك الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة رام الله، عصر السبت، في مسيرة مركزية حاشدة رافضة ومنددة بقتل المعارض السياسي نزار بنات على يد أفراد من أجهزة الأمن أول أمس الخميس.

وخرج آلاف المتظاهرين على دوار المنارة وسط رام الله، وهتفوا بـ"إسقاط السلطة" ورحيل الرئيس محمود عباس أبومازن وحكومته.

وجابت المسيرة طرقات مدينة رام الله انطلاقا من وسطها رافعين اللافتات الي تجرم قتل بنات وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك، فيما أعلن المتظاهرون اعتصاماً مفتوحاً على دوار المنارة وسط رام الله تنديدًا بقتل نزار بنات.

وردد المشاركون هتافات غاضبة تدعو إلى الكشف عن قاتلي بنات، وبالتزامن مع ذلك خرجت مسيرة مؤيدة للرئيس محمود عباس والأجهزة الأمنية الفلسطينية، بعد قمع المشاركين بفعالية التنديد بقتل نزار بنات.

الشعبية: دماء وحياة أبناء شعبنا مهما كانت انتماءاتهم أو معتقداتهم غالية علينا

وأدانت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في بيان لها بأشد العبارات "إقدام أجهزة أمن السلطة ومنهم عناصر بلباس مدني على الاعتداء الإجرامي بالضرب وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف وهمجي على متظاهرين سلميين ومنهم صحافيون خرجوا في رام الله للتنديد بجريمة اغتيال المناضل نزار بنات".حسب ما ذكرت

وحملت الجبهة "قيادة السلطة وقادة الأجهزة الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذا "الاعتداء الجديد الذي تسبب بإصابة واعتقال العشرات".

وأكّدت الجبهة، أنه "في ضوء عدم استخلاص هذه السلطة وأجهزتها القمعية العبر من جريمة القتل الغادرة التي ارتكبتها بحق شهيد الكلمة والحقيقة نزار بنات، وإصرارها على مواصلة هذا النهج القمعي المُدمر رغم كل النداءات والدعوات الوطنيّة، فإننا ندعو جماهير شعبنا في عموم الضفة إلى النزول للشارع والتعبير عن رفضهم لممارسات الأجهزة الأمنيّة البوليسيّة تجاه أبناء شعبنا الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم لجريمة الاغتيال".

وشددت الجبهة على أن "دماء وحياة أبناء شعبنا مهما كانت انتماءاتهم أو معتقداتهم غالية علينا وليست رخيصة، ومن واجب الجميع التصدي بقوّة للقمع السلطوي البوليسي، فقد آن الأوان للجماهير الفلسطينيّة والحركة الوطنيّة أن توقف هذه السلطة عند حدها". كما قالت

وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس:"القمع الوحشي الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية ضد المتظاهرين، سلوك إجرامي وانتهاك سافر لكل القوانيين والأعراف الإنسانية، ويؤكد أن هذه السلطة تتصرف بعيداً عن الاعتبارات الوطنية والأخلاقية".حسب تعبيره

وقال الناطق الاعلامي باسم حركة الجهاد الاسلامي طارق سلمي:" السلطة وأجهزتها الأمنية تواصل إجرامها وتعتدي على المتظاهرين المنددين بجريمة اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات. "كما قال

وأضاف " ندين بأشد العبارات قمع المتظاهرين والملاحقات البوليسية للنشطاء المطالبين بالقصاص من قتلة الشهيد نزار بنات. "
واعتبر بأن "سياسات السلطة هي انعكاس لفشلها على كل المستويات" وقال " من حق الجماهير المطالبة بمحاكمة ورحيل الفاسدين."

وادانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بشدة الاعتداءات على الصحفيات والصحفيين اثناء تغطيتهم مسيرة وسط مدينة رام الله مساء السبت، واستهدافهم بقنابل الغاز المدمع، مما تسبب باصابة عدد منهم، وملاحقة آخرين ومصادرة هواتفهم النقالة.

واعتبرت النقابة في بيان لها تلقت "وكالة قدس نت للأنباء" بان هذه "الاعتداءات التي نفذها عناصر الامن للصحفيين، تطور جديد وخطير في سياق الاعتداءات على حرية الرأي والتعبير والعمل الصحفي، والتي تمثلت بأبشع صورها في جريمة قتل الناشط نزار بنات، وامتدت لاحقاً لتطال بالتهديد بعض الصحفيين والمواطنين على خلفية التعبير عن مواقفهم تجاه قضية بنات، واحتجاز صحفي قبل يومين اثناء تغطية احداث ليلية وقعت في رام الله."

وأكدت النقابة ان "حرية الرأي والتعبير مكفولة بموجب القانون الاساسي الفلسطيني ووثيقة الاستقلال، وان حرية العمل الصحفي كفلتها القوانين المحلية والدولية، وأن كل خرق لها يوجب محاسبة مرتكبيه بشكل جدي."

وحذرت النقابة من "التمادي في التضييق على حرية الرأي والتعبير والتجمع والتظاهر، وعواقب ذلك على سيادة القانون والسلم الأهلي والمجتمعي،  وأكدت على أهمية وضرورة صون الحريات العامة، وعدم حرف البوصلة عن اتجاهاتها الاساسية، والابقاء على حالة النهوض وتقديم النماذج اللامعة في الشيخ جراح وسلوان وبيتا."

وكان قد قتل المعارض السياسي نزار بنات عقب اعتقاله من قبل قوة أمنية فلسطينية مشتركة  أول أمس الخميس، وذلك بعد اقتحام المنزل الذي كان يتواجد به في الخليل.

وقد أدت حادثة قتل بنات إلى موجة غضب عارمة في الشارع الفلسطيني، بالإضافة إلى ردود فعل وإدانات من مؤسسات حقوقية، ودولية، وكذلك الاتحاد الأوروبي وأمريكا وبريطانيا وكندا والأمم المتحدة، وسط دعوات بضرورة التحقيق في ملابسات الحادثة وتقديم الجناة إلى المحاكمة.

 

 

 

 

 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله