- سهيله عمر
معتز مطر هو اعلامي على قناه الشرق التي تذاع بتركيا. بينما محمد ناصر وحمزه زويع هما اعلاميان بقناه مكملين التي تذاع من تركيا.
وانا لا انكر ان من ابرز سلبيات برامجهم انها معارضه على طول الخط للنظام المصري نتيجه انتمائاتهم السياسيه لحركه الاخوان المسلمين وحزب الغد لايمن نور. وهنا لا اتفق مع اسلوبهم عندما تكون انتقادتهم لاذعه ومتطرفه ضد النظام المصري وتحرض عليه بشكل مبالغ ينم بشكل واضح عن صراعات ومصالح حزبيه.
وهم يبررون لذاعه اسلوبهم في النقد بمحاربه الاستبداد والفساد. لكن ادعائهم هذا غير مقنع. فمحاربه اي استبداد يجب ان تكون بشكل جاد ودبلوماسي لبق وبمصداقيه عاليه وبالموعظه والكلمه الحسنه وليس بشكل تحريضي وبمعلومات تحتمل التضليل تمس هيبه انظمه ودول عربيه كبرى. وجميعنا هدفنا الاسمى الاستقرار والقوه للدول الاسلاميه.
لكن من ايجابيات برامجهم انهم يناقشون في قنواتهم احداث مصر و العالم العربي والاجنبي بالعموم كاي قنوات اخباربه متنوعه.
وفي المقابل هناك قنوات تلفزيونيه وقنوات بالانترنت مؤيده للنظام المصري. ويكون لها حق الرد على اي مغالطات تصدر من برامج هؤلاء الاعلاميين. والمستمع يسمع للطرفين.
وطبعا نعلم ان معظم القنوات السياسيه تكون تابعه للاجهزه مخابرات . ونستطيع تصنيف قنوات المعارضه المصربه واعلامييها في تركيا انهم يعملون في اطار المخابرات التركيه. بينما القنوات المؤيده للنظام المصري اتها تعمل باطار المخابرات المصريه. وهذا واضح جدا لنا لان الطرفين يعرضون معلومات لا يمكن امتلاكها الا لدى اجهزة مخابرات ولا ينتقدون الدوله او الجهه الداعمه للقناه بالمطلق.
لكن بالعموم لا يهم اي مستمع المناكفات الاعلاميه او السياسبه بالميديا لانها اصبحت روتين لدى كافه القنوات خاصه السياسيه منها للحصول على دعم ومشاهدات
السؤال الملح، لماذا يتم منع برامج وقنوات هؤلاء الاعلاميبن الثلاثه بالذات مع ان هناك مئات القنوات المصريه التي تبث داخل مصر وخارج مصر وكل قناه تعمل بثات ولقاءات. ولكل قناه لها توجهها ان كانت سياسبه او اجتماعيه او علميه او دينيه.
ما يميز برامج هؤلاء الاعلاميين الثلاثه معتز مطر وحمزه زوبع ومحمد ناصر هو جوده الالقاء وسعه افق المواضيع التي يطرحونها. وبالمقابل ايضا يوجد اعلاميون مؤيدون للنظام المصري كعمرو اديب ووائل الابراشي وشريف الصيرفي يتمتعون بنفس القدرات بالالقاء وجذب المشاهد واسلوب الحوار لاكون محايده.
جميعنا استغربنا ان تركيا طلبت منهم ايقاف برامجهم بينما هم يعملون بحت سقف المخابرات التركيه بالاساس. لكن يبدو انها كانت مجبره على ايقاف برامجهم على كافه الاصعده سواء بالتلفزيون او الانترنت كشرط من شروط المصالحه المصربه التركيه التي تناقش ترسيم الحدود البحربه على البحر الابيض المتوسط للتنقيب عن الغاز والوجود التركي بليبا.
وارجو ملاحظه ان ذلك تم في نفس وقت رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لمصر في قطر، اي هناك تحسن بالعلاقات بينهما. ومعروف ان قطر تمول قناه الشرق ومكملين بشكل غير مباشر عن طريق بريطانيا التي تحتضن المرشد العام للاخوان المسلمين ابراهيم منير ومن ثم هو حتما مقيد ان يعمل تحت سقف المخابرات البريطانيه والقطريه.
لكن هل تسيطر الدول على قنوات الفيس بوك واليوتيوب. صراحه اولمره اعرف ان شركتي قوقل والفيس بوك الامريكيتين يخضعان لدول. فكيف تستطيع تركيا منع هؤلاء الاعلاميين من البث بالفيس بوك واليوتيوب الا ان يكون المنع امني من جهات سياديه. وهذا ما فهمناه من معتز مطر وحمزه زوبع.
هناك فرضيه انه قد يكون الهدف الخفي وضع عوائق امام هؤلاء الاعلاميين لينتقلوا الى بريطانيا او اوروبا ليعملوا وفق اطار المخابرات البريطانيه وليس التركيه بسبب صراعات بين تركيا وامريكا ودول الاتحاد الاوربي حول موارد الدول التي اسقطت كالعراق وليبيا وسوريا. اي ان هناك صراعات اقليميه خفيه بالاساس. وهذه الفرضيه تحتمل الخطإ والصواب.
نحن كفاسطينيين لا تعنينا الخلافات بين الاحزاب السياسبه المصربه فهم قد يتنازعون ويتصالحون باي وقت كما بحدث الان بين تركيا ومصر. لكن نحن يعنينا تاثير الحدث على القضيه الفلسطينيه. فقد تعودنا ان يكون وراء كل حدث تاثير مباشر عل فلسطين.
وحتى نعرف تاثير ايقاف برامجهم على القضيه الفلسطينيه، لنتمعن ما حدث ابان التخطيط لصفقه القرن.
من تصدى لصفقه القرن هم الفلسطينيون كتاب واعلاميون وقياده وشعب. من كان يحذر من صفقه الفرن اعلاميا هي القنوات والمواقع الفلسطينيه كافه.
لكن اذا بحثنا من ساندنا بنفس القوه اعلاميا ستجد انه اكثر من ساندنا هؤلاء الاعلاميين الثلاثه، حمزه زوبع ومحمد ناصر ومعتز مطر، بما انهم مصريين ويعرفون عن قرب جوانب القضيه الفلسطينيه ففلسطين ومصر تاريخهم واحد وشعبهما مترابط. بل كافه الانبياء بفلسطين كانوا بمصر. وكما تحوي فلسطين بقعه مقدسه هي القدس مهد الديانات السماويه والانبياء، فايضا مصر بها جبل طور بسينا التي انزل الله على سيدنا موسى كليم الله التوراه بها. اي كانوا ناطقين بالحق فيما يخص كافه حوانب القضيه الفلسطينيه. وفي كافه الازمات التي تخص القضيه الفلسطينيه كانوا حاضرين ويعبرون بصدق عن صوت المواطن الفلسطيني وهذا يحسب لهم ويستحق التقدير.
وهناك شيوخ دين افاضل من كل الدول العربيه ساهموا في اعداد كتب وفيديوهات للتوعيه بالقضيه الفلسطينيه وحقوق الفلسطينيين. اذكر منهم الشيخ السعودي الفاضل ممدوح الحربي اذي اعد سلسله فيديوهات عن تاريخ الحضارات والاديان تغطي جوانب القضيه الفلسطينيه بحرفيه. والشيخ الكويتي طارق السويدان الذي اعد سلسله فيديوهات قيمه عن تاريخ فلسطين من الازل لليوم اثبت بها ان اليهود دخلوا فلسطين كغرباء ولم يحكموا الا بمنطقه صغيره عدد محدود من السنوات في عهد سبدنا داوود وسليمان بينما يقطن الفلسطينيون بها منذ الازل لليوم وهو ما ورد في التوراه انهم سكان الارض الاصليين منذ الازل.
اذن القضيه الفلسطينيه حاضره بعقيده كافه الشعوب الاسلاميه وهي جامعه لكافة الطوائف والاحزاب الاسلاميه سواء سنيه او شيعيه، لان جوهرها الصراع التاريخي بين الاسلام والاديان السماويه الاخرى.
في المقابل كان هناك عدد كبير من الاعلاميين العرب يروجون للتطبيع مع اسرائيل. هناك من روج للسلام، وهناك من روج ان اسرائيل تصلح ان تكون حليف استراتيجي وستحمي الخليج من الخطر الابراني. بل تم محاوله تشويه صوره النضال الفلسطينبي بهدف غسل ادمغه الشعوب العرببه وجعلهم يتناسون الحقوق الفلسطينيه. وكان ذلك تمهيدا للتطبيع العربي مع اسرائيل. ووجدنا ايضا الشعب المصري داعم قوي للفلسطينيين بدليل انه لا يجرأ شخص في مصر على ان يسمي فلسطين باسرائيل.
وهناك اعلام اتسم بالتحفظ في فتره التطبيع حتى على مستوى قناه الجزيره وقناه العربيه التي كانت تستضيف كافه الاطراف بدون ابداء موقف صريح.
الان عندما نجد ان الاعلاميين العرب ااذين اجادوا ايصال كافه جوانب القضيه الفلسطينيه بحرفيه عاليه قد تم منعهم من البث. بل حتى الشيخ ممدوح الحربي غير محتوى قناته من الحديث عن تاريخ الاديان والحضارات الى مواضيع اجتماعيه عامه. ماذا نستنتج. اليس المتضرر هو القضيه الفلسطينيه اعلاميا ؟؟
وختاما باسم الجيره والاخوه والاسلام والعروبه والانسانيه. اناشد النظام المصري عدم تنفيذ احكام الاعدام في ال 12 متهم من قيادات جماعات الاخوان المسلمين الذين تم تاييد حكم الاعدام عليهم بقضيه فض رابعه، وعلى راسهم البلتاجي وصفوت حجازي وعبد الرحمن البر، فهم ابنائكم انتم منهم وهم منكم .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت