الفنان خالد فريج ... الفلسطيني اليرموك و (مسبّع الكارات)

بقلم: علي بدوان

خالد فريج
  • علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

صحيح أن خالد فريج، ابن اليرموك، الفلسطيني القُح، فنان ضوئي بامتياز، الاّ أنه (مسبّع الكارات) في هذا الميدان، من خلال مهنيته العالية، ولمساته، التي ترتقي به الى مستوى مُتقدم على صعيد الفنون بشكلٍ عام، والفن الضوئي الفوتوغرافي بشكلٍ خاص، وهو الفن الذي يعطي وينقل الأمور على حقيقتها كما هي دون ألوانٍ مضافة، ودون رتوش. فكل صورة فوتوغرفية هي عبارة عن ملخص تاريخي، ومقالة، ورسالة، وفلسفة ...الخ. خاصة عندما تتحول المادة الفوتوغرافية الى (ريبورتاجات مصورة) تحكي وتروي سيرة الواقع وتحولاته، وفق ثنائية (الكلمة والصورة) كسلاح لايُستهان به على الإطلاق، وكما قال بعضهم : (من الصورة إلى الرسم ومن الرسم إلى تبيانه ومن تبيانه إلى الكلام يوجد استثمار تدريجي للمعرفة).

خالد فريج، اتقن ايضاً، لغة التخاطب الفني، والشرح، وعمق المعنى بكل صورة أو لقطة فوتوغرافية. فلم تكن كل لقطة عبثاً، أو انتاج هواة، بل كانت انتاج فنان صاحب باعٍ في هذا المضمار. وبالتالي فاللغة التي تحملها بين ثناياه، لغة عميقة كما هي لغة عموم وسائل الإعلام التي تصنع رأي عام، وكأنه يقول مادة فوتوغرافية (لا تشبع عينٍ من نظر).

في محنة مخيم اليرموك، حطت المقادير بالفنان خالد فريج وعائلته، خارج المنطقة، في دولة السويد أو مملكة السويد، ليكون هناك ناشطاً وطنياً فلسطينياً بامتياز، يتابع مشواره، وموهبته الملتصقة وطنياً، ناشطاً يعمل على ادامة حضور فلسطين في كل مكان، باعتبارها القضية النبيلة الأولى في العالم. ومازال خالد فريج وعموم ابناء مخيم اليرموك الذين هُجروا قسراً تحت وطأة جسامة الأحداث، يواصلون العمل والعطاء اينما تواجدوا على هذا الكوكب.

نشاط خالد فريج، فرض نفسه بحرفيته، وسموه، ورسالته التي يحملها، على وسائل الإعلام السويدية، وبعض الصحف الأوربية، التي مازالت تُخصص مساحات من صفحاتها للحديث عن فلسطين، ونشاط ابنائها في السويد، ففلسطين حاضره دوماً بالصحافه السويديه والأوربية، وستبقى حاضره بنشاط ومهنية، وسواعد ابنائها اينما تواجدوا، ومنهم خالد فريج ومعارضه المستمرة من حينٍ لأخر، للتصوير الضوئي. وكان منها المعرض الإستثنائي الذي تمت اقامته بتاريخ 20/7/2019 ، واستمر لمده اسبوع، وذلك بصاله مدينة (اوبسالا) السويدية للفنون الجميله. فكان رساله محبه وسلام للعالم اجمع من انسان ينتمي لشعب عانى ومازال يعاني الظلم، منذ نكبة فلسطين عام 1948 وحتى الآن.

خالد فريج، ابن المخيم، صديقنا في اليرموك، وصديق العمل الوطني، والناشط في مضمار العمل والمواهب، كما اشقائه، الذين كانوا يعمل في صنعة استثنائية هي (محلات المجوهرات), الرجل الطيب، الذي كان على الدوام يجتهد، ويحاول أن يُطوّر قدراته في الجوانب العملية، فحقق نجاحاتٍ ملحوظة.

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت