- رامز مصطفى كاتب فلسطيني
الجولة التي يقوم بها الأستاذ اسماعيل هنية رئيس حركة حماس إلى عددٍ من الدول ، على رأس وفد قيادي من الحركة . أولى محطاتها كانت في القاهرة ، ومن ثمّ المغرب التي طبّعت مؤخراً إلى جانب عدد من الدول العربية مع الكيان الصهيوني . وقبل أيام وصل إلى لبنان وفد الحركة ، الذي بدأ جولاته بلقاء الرؤساء الثلاثة ، كل على حدا ، ليتابع لقاءاته مع فعاليات وهيئات شعبية ونخب فلسطينية . من بين تلك اللقاءات استوقفني ما جاء في اللقاء الذي دعت إليه حركة حماس مع قيادات حزبية لبنانية وفصائل فلسطينية ، وبحضور الأخ إسماعيل هنية ، الذي تحدث بإسهاب عن الوضع الفلسطيني المتعلق بالحوارات والانتخابات التي تم تأجيلها ، وعن معركة سيف القدس وما بعدها ، وما تتعرض له المدينة ومقدساتها وأحيائها من عمليات تهويد واقتحامات . اللافت كان ما أشار له عدد من قيادات الأحزاب اللبنانية ، حول تجاهل حركة حماس لدور سوريا في دعم قوى وكتائب المقاومة الفلسطينية ، بما فيها كتائب عز الدين القسام .
وذهبّ أحد الذين تحدثوا للقول :- شكرتم إيران وقطر وتركيا ، لماذا لم تشكروا سورية على ما قدمته لكم . إلاّ أنّ الأخ إسماعيل هنية أجاب عن كل شيء ، وتجاهل متعمداً الإجابة عن سورية .
بعض الحضور تسأل ، في الوقت الذي يستقبل فيه الرئيس بشار الأسد خلال معركة سيف القدس ، وفداً من قيادات الفصائل الفلسطينية ، الذين تقدمهم الأخ زياد نخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي ، حيث أكد الرئيس الأسد على تمسك سورية بالقضية الفلسطينية ، ودعمها لمقاومتها في كفاحها المشروع في مواجهة الغطرسة والهمجية والعدوانية المنفلة للكيان " الإسرائيلي " . وحمّل قيادات الفصائل تحياته وتحيات الشعب العربي في سورية إلى الشعب الفلسطيني ، وإلى كل المقاومين بما فيها مقاومي حماس . ومؤكداً على أنّ أبواب سورية كانت وستبقى مفتوحة أمام الفصائل ، التي سنقدم لها كل العون من أجل الاستمرار في مقاومتها المشروعة ضد كيان العدو . يتجاهل الأخ إسماعيل هنية في كلمته بعد انتهاء معركة سيف القدس ، سوريا وتضحياتها في سبيل القضية والشعب الفلسطيني ومقاومته .
وذهب البعض منهم إلى القول ، هل يجوز وبعد انتصار سيف القدس ، أن تكون باكورة جولة اسماعيل هنية ، تحط أولاً في المغرب الذي طبّع نظامها علاقاته مع كيان العدو الصهيوني . وتصر قيادته على تعزيز التعاون في كافة المجالات مع هذا الكيان المغتصب للأرض الفلسطينية ومقدساتها ، التي يترأس ملكها لجنة القدس منذ عقود ، ولم يقوموا في سبيل حمايتها بأية خطوة تذكر .
في تقديري وتقدير الكثيرين ، ومن موقع المصلحة ، قيادة حركة حماس مطالبة أن تعيد حساباتها ، خصوصاً لجهة العلاقة مع القيادة السورية . وأن تحسب خطواتها بشكل دقيق ، لأنّ الأنظمة التي ارتضت أن تكون أدوات وظيفية لدى الإدارة الأمريكية ، لا يمكن أن تنفتح باتجاه فصيل هو اليوم يتصدر المشهد الفلسطيني المقاوم ، وتغدق عليه بالأموال ، إلاّ بتكليف وتوجيه من الإدارة الأمريكية ، وبما يتوافق وأمن وضمان مصالح الكيان الصهيوني .
أليس هذا ما اعترف فيه رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم ، حين قال : - لم ننفتح على حماس إلاّ بعد الاتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي أوباما .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت