جبهة النضال الشعبي تنظم ندوة فكريّة وسياسيّة بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني

 احتفت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني مع ممثلية الصين لدى دولة فلسطين بالمئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني ، بندوة فكرية سياسية ، نظمتها دائرة العلاقات السياسية والدولية في الجبهة على شرف الذكرى ، بعنوان " التجربة الصينية بين النظرية والتطبيق " والسياسات الصينية تجاه القضية الفلسطينية ودبلوماسية بكين في الشرق الأوسط".

وشهدت الندوة تقديم أوراق عمل متخصصة عرضها على التوالي ممثل الحزب الشيوعي الصيني ، السفير الصيني لدى فلسطين قواه وي ، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي " فدا " صالح رأفت ، وعصام مخول عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي ، رئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية ، وعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح ، عزام الأحمد ، على التوالي واختتمها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، د. أحمد مجدلاني بورقة بعنوان " الدبلوماسية الصينية اتجاه القضية الفلسطينية : مواقف متوازنة تنسجم مع الشرعية الدولية والمصير المشترك ".

ونظمت الندوة في قاعة الشهيد د. سمير غوشة بمقر الجبهة المركزي بالبيرة ، وأدارها عضو المكتب السياسي الشاعر محمد علوش بحضور نخبة من السياسيين والكتاب والمفكرين وأعضاء من قيادة الجبهة وأطرها وحشد من المهتمين والمتابعين من الخارج عبر 21 نقطة اتصال مرئي إلى جانب أعضاء من دائرة العلاقات في الحزب الشيوعي الصيني تابعوها من بكين عبر نظام الزوم.

وتوقفت الندوة أمام محطات من تاريخ الحزب الشيوعي الصيني وأبرز ملامحه فيما يتعلق بالنظرية والتطبيق والاشتراكية ذات الخصائص الطينية وفي خطة الحزام والطريق والعلاقات التاريخية مع فلسطين ، ومن المرجح أن تصدر الأوراق وفعاليات الندوة في كتيب خاص في وقت لاحق.

وأشاد المتحدثون بالدروس الغنية لتجربة الحزب الشيوعي الصيني في التحرر الوطني والتجدد الفكري وبناء الدولة الصينية الحديثة والاشتراكية ذات السمات الصينية وتراث وحضارة الصين العريقة، الهادفة عبر الحوكمة للحفاظ على وحدة ونهضة الأمة وأمنها وتحقيق سعادة الشعب ، والإنجازات الكبيرة التي حققتها على كافة الصعد الصناعية والعمرانية والتكنولوجية العلمية ، والانفتاح على العالم، والتعاون الدولي المستند للمنفعة المتبادلة وبناء مستقبل مشترك زاهر للبشرية.

وشدد المشاركون على عمق العلاقات التي تربط جمهورية الصين الشعبية بدولة فلسطين وأثرها الإيجابي على مسيرة الشعب الفلسطيني نحو التحرر والاستقلال ، مؤكدين أهمية استلهام التجربة الصينية والاستفادة من خبرتها ودروسها الغنية.

وهنأ المشاركون الأمين العام ، الرئيس الصيني وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وكادر وأعضاء الحزب والشعب الصيني الصديق بالذكرى المجيدة ، كما وهنئوا جبهة النضال الشعبي بنجاح أعمال مؤتمرها العام الثاني عشر.

 

السفير قواه وي:

وقدم ممثل الحزب الشيوعي الصيني ، السفير قواه كلمة شاملة ومطولة ، ركز فيها على العلاقات الصينية الفلسطينية وعلى العلاقة الثنائية بين الحزب الشيوعي الصيني وجبهة النضال والأحزاب السياسية الفلسطينية فيما استهلها بجزيل الشكر للأمين العام وجبهة النضال الصديقة على تنظيم هذه الندوة والتي تأتي بعد أيام قليلة من انعقاد مؤتمرها العام الثاني بنجاح وأيضا في يوم يصادف ذكرى مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني ما يمنحها معنى خاص بالغ الأهمية ، وشدد في البداية على أن الأهداف الأساسي لحزبه هو سعادة الشعب الصيني والنهضة الوطنية للأمة الصينية والسلام والتنمية للعالم بأسرة وهو يقود الشعب الصيني لنضال متواصل ، حيث تشهد الصين الاشتراكية مزيدا من التطور بما يعزز بقوة التنمية السلمية في العالم وتقدم الحضارة الإنسانية ويوفر مفاهيم وإجراءات جديدة للحفاظ على النظام الدولي وتحسين الحوكمة العالمية.

وأضاف : لقد أظهرت مئة سنة من التاريخ بشكل كامل إن الحزب والشعب الصيني صانع السلام العالمي إذا التزمت الطين دائما بطريق التنمية السلمية ووعدت بعدم السعي أبدا للهيمنة وتوسع نفوذها وعدم خوض سباق التسلح فيما باتت

ثاني اكبر مساهم مالي في الأمم المتحدة وثاني اكبر ممول لعملية حفظ السلام فيها وصاحبة اكبر عدد من قوات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي ، كما أظهرت أن الحزب والشعب الصيني كان دائما مساهما في التنمية العالمية حيث أنشأت المنظومة الصناعية الحديثة المتكاملة واحتلت المركز الثاني صناعيا والأولى تجاريا وساهمت بأكثر من 30 في المائة من النمو الاقتصادي العالمي خلال السنين العشر الماضية وانه خلال الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري وصلت قيمة الصادرات والواردات الصينية إلى 14تريليون يوان (نحو 2،3 تريليون دولار) مما يضخ زخما قويا للاقتصاد العالمي يخرجه من أزمة الجائحة في أقرب وقت.

وتابع .. الصين كانت دائما مدافعا عن النظام الدولي مهما كانت تغيرات الأوضاع في العالم حيث تصر على أن الدول جميعا صغير أو كبيرة قوية كانت أو ضعيفة فقيرة أو غنية متساوية وترفض الهيمنة والتنمر وسياسة القوة وتعزيز إصلاح نظام الحوكمة العالمية والتعاون في مجالات مثل تغيرات المناخ والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب بإجراءات وتدابير عملية.

واعتبر السفير ، جائحة كورونا أكثر التحديات إلحاحا في العالم اليوم وفي مواجهتها يدعو الحزب الشيوعي الصيني إلى إقامة مجتمع صحة مشترك للبشرية حيث فدمت لقاحات مجانية لأكثر من 80 دولة نامية ذات احتياجات ملحة ، وتوفير 300 مليون جرعة من اللقاح للعام ومنحت الصين ملياري دولار لمكافحة الجائحة وتداعياتها على اقتصاد الدول النامية المتضررة منها وأرسلت مستلزمات طبية لأكثر من 150 دولة و13منظمة دولية وإقليمية.

وبخصوص علاقاته ، قال : يعمل الحزب الشيوعي الصيني على التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف والإقليمي وتحقيق منفعة متبادلة ومربحة للجانبين وبذات الصين العام الجاري تنفيذ الخطة الخمسية الرابعة عشرة واقترحت بناء منظمة تطوير جديدة تخدم شعوب جميع البلدان بشكل أكبر, كما و يسعى الحزب الشيوعي لاستكشاف وبناء نمط جديد من العلاقات الحزبية على أساس إيجاد أرضية مشتركة مع ترك الخلافات جانبا والاحترام المتبادل والاستفادة حيث يقيم علاقات مع أكثر من 560 حزبا ومنظمة سياسية من أكثر من 160 دولة ومنطقة وفي عام 2917 عقدت مؤتمر حوار رفيع المستوى بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية شارك فيها أيضا د مجدلاني.

وأكد أن الصين تتبنى سياسية تقوم على العدل والأنصاف وترفض مبدأ إخضاع الآخرين وفرض حل الغالب والمغلب وتدعو للحوار الشامل وتسوية الخلافات.

وأردف .. الصين والشرق الأوسط شريكان في نحقق تنمية مشتركة بأفكارهما المتطابقة حول التنمية وتطابقهما القوي للمواد والإمكانيات ويرى إلى القضاء على الاضطرابات في المنطقة عن طريق التنمية وتدعو إلى الاهتمام بالتنمية والتركز على معيشة الشعب والدعم الذي تقدمه الصين دون أي شروط بما فيها لدولة فلسطين الصديقة

الصين والشرق الأوسط أصحاب حضارة مبهرة وفدما مساهمات متنوعة للحضارة البشرية والصين تدعو إلى جوار بين مختلف الحضارات وترفض نظرية الصراع بين الحضارات ونظرية تفوق حضارة على أخرى وتشويه وشيطنة الحضارات الأخرى وربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه.

وحول العلاقة مع فلسطين ، قال : الصين من أول الدول التي دعمت حركة المقاومة الفلسطينية واعترفت بمنظمة التحرير الصديقة ودولة فلسطين المستقلة

وتابع .. يحرص الرئيسان تتطور العلاقات الصينية الفلسطينية بشكل سريع يرافقه تعاون ثنائي في شتى المجالات ، وفي الصراع الأخير الصين وبصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن لهذا الشهر دفعت الصين المجلس لمراجعة القضية الفلسطينية أربع مرات لعشر أيام.

واستدرك. في اشد لحظات الصراع الحرجة ترأس وزير الخارجية الصيني جلسة عالمية طارئة للمجلس أكدت فيه على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ومنع أعمال العنف وتقديم دعم دول عاجل ودفع حل الدولتين قدما ضمن مقترحات صينية لإنهاء الصراع مشيرا إلى جهود الصين دفع مجلس الأمن بيان صحفي لوقف إطلاق النار هو الأول للمجلس حول القضية الفلسطينية منذ عام 2014.

وأشار إلى الدعم المالي والعيني الصيني إلى الحكومة الفلسطينية ومليون دور للأونروا إلى جانب 200 ألف جرعة من لقاح كورونا إلى جانب شحنات عديدة من المستلزمات العاجلة مع تفشي كورونا في فلسطين الصديقة قدمت 100 جرعة أخرى لفلسطين و20 جهاز تنفس صناعي وتواصل تقديم ما بوسعها لتطوير الاقتصاد الفلسطيني وتحسين معيشة الشعب.

وبخصوص العلاقات الثنائية بين الحزبين ، قال : العلاقة بين الحزب الشيوعي الصيني وجبهة النضال تعزز باستمرار حيث أصبحت نقطة ساطعة في التواصل الحزبي بين الصين وفلسطين ، حيث نولي اهتماما بلغا لتطوير علاقات الصداقة مع الجبهة وجعل العلاقة معها نموذجاً للتعاون المتبادل بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية.

عصام مخول:

وأشاد عصام مخول بتجربة الحزب الشيوعي الصيني الذي نقل بلده من كونها اكبر دولة فقيرة نامية إلى اكبر دولة تبني اشتراكيتها قوية وعصرية ومزدهرة من خلال تحرير وتطوير قوى الإنتاج وتنوير علاقات الإنتاج وتطوير مفهوم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونجاحها في توفير الاحتياجات الأساسية لأكثر من مليار إنسان في فترة زمنية قياسية والقضاء على الفقر وفق برنامج منهجي واحتلال قمم الاقتصاد العالمي والتكنولوجيا والعلوم والابتكار وتطوير مفهوم الاشتراكية ليس باعتبارها تتقاسم الفقر والعوز وإنما اشتراكية الوفرة والمنافسة على قيادة الاقتصاد العالمي.

ورأى مخول أن طموح الحزب الشيوعي إلى تحقيق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لن يكون إنجازا حياتيا للشعب الصيني وحدة وإنما سيكون موضوعيا مصدر دفع وقوة نضال للقوى الشيوعية التقدمية في العالم وسندا متينا للشعوب المكافحة من اجل حريتها ومواجهة العدوان والاحتلال والقهر وفي طليعتها نضال الشعب الفلسطيني.

وقال : التضامن العمالي العالمي مع الشعوب المناضلة من اجل حريتها هو الوجه الآخر من نجاح الاشتراكية ذات الخصائص الصينية فالتضامن العمالي والثوري العالمي هو الشق الثاني والمكمل للمعادلة الاشتراكية القائمة على الأسس الماركسية اللينينية.

وقال كلما ازداد وزن الصين الاشتراكية فان هذا يتطلب حضور الصين المنحاز إلى قضايا الشعوب العادلة وإلقاء وزنها الكبير لدعمها وفي طليعتها الشعب الفلسطيني الذي يتعرض اليوم إلى أبشع مؤامرات لتصفية حقوقه الوطنية في إطار صفقة القرن وما يرافقها من عمليات التطبيع الرجعي على حساب حقوقه وما يحمله من تشجيع للعدوان والاستيطان في ظل تنافس يميني بين حكومة نتنياهو الاستيطانية المنتهية وحكومة بينيت – لبيد – منصور عباس.

صالح رأفت:

وتناول صالح رأفت في ورقته ، خطة الحزام والطريق وأضاء على التجربة برمتها، فقال: عززت الصين الشعبية وجودها السياسي والاقتصادي والأمني في منطقة الشرق الأوسط من خلال هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس شي جين بنيغ عام 2013 والتي تتضمن خمسة مجالات من التعاون مع دول المنطقة حيث وقعت الصين مع 100 دولة بضمنها فلسطين على اتفاقيات المشاريع المرتبطة بالمبادرة حيث ستنفق الصين عشرات المليارات من الدولارات على مشاريعها في المنطقة بحلول 2027.

ورأى أن هذه المبادرة تؤكد أن الصين تولي اهتماما لبناء علاقتها مع الدول على أساس المصالح المشتركة والمساعدة في تنمية الدول النامية وليس نهب ثرواتها كما تفعل أمريكا والدول الغربية.

وتوقف رأفت أمام الدعم متعدد الأوجه وعلى الصعد السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والتعليم الذي تقدمه الصين لفلسطين لتحقيق أهدافها الوطنية في إنهاء الاحتلال العسكري والاستيطاني الإسرائيلي واستعادة حقوق شعبها

ورأى أن المبادرة تشل أبرز اطر العمل لدى الصين لترسيخ القوة الناعمة في الآليات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمة في الشرق أوسط وشمال إفريقيا وفي هذا الإطار تقدم الصين الدعم لفلسطين لتامين الدراسة لعدد كبير من طلابها في جامعاتها وفي تامين دورات التدريب في مختلف المجالات للكوادر الفلسطينية.

وقال الصين تتحدى الولايات المتحدة في المنطقة العربية وتقدم على شراكات اقتصادية غير مشروطة وأصبحت المستورد الأكبر لنفط الخليج العربي فيما لعبت وما تزال دورا بارزا من اجل حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وتحقيق السلام من خلال المبادرات واستعدادها للمشاركة في مؤتمر دولي للسلام يضع الآليات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وإلزام إسرائيل بتنفيذها مشيدا بموقفها الثابت في كافة المحافل والمنابر الدولية إلى جانب الموقف الفلسطيني وضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

عزام الأحمد:

وتناول عزام الأحمد العلاقات التاريخية بين فلسطين والصين وتجربة الأخيرة وإنجازاتها على مختلف الصعد .

وقال كان لي شخصيا شرف زيارة الصين عدة مرات والاطلاع عن كثب وبأم العين على التطور المتنامي في كافة الأوجه داخليا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلى صعيد الحريات والبناء وحياة ورفاهية الناس وعلى تجربة البناء في الصين.

واذكر في إحدى الزيارات لأكاديمية الحزب تناقشنا عدة ساعات ولفت انتباهي إدارة سياسة الإصلاح والانفتاح ذي الخصائص الصينية ، واذكر إني قلت لرئيسة الأكاديمية ما نراه يلتقي مع النظام الرأسمالي فردت باختصار شديد" نحن نعلم الرفاق كيف يصبحون أغنياء" قبل أن تدعونا لاختيار عشوائيا منازل لعائلات صينية للوقوف على التطور الذي حصل على حياتها وفعلا ابهرنا ما رأيناه داخل تلك البيوت العصرية والحديثة في كل شيء مقارنة مع زيارات سابقة وكذلك الحالة في الشوارع

وفي ميناء شنغهاي لاحظنا آلاف العمال جزء منهم يرتدون قبعات وآخرون من دونها وعندما سألنا مضيفتنا قالت من يرتدون القبعات هم أعضاء في الحزب الشيوعي الصيني ونحن نطلب منهم ارتدائها لتميزهم ومراقبته التزامهم وأدائهم بصرامة أكثر من باقي العمال بخلاف ما هو عليه الحال في باقي أنحاء العالم حيث يستغل أعضاء الحزب الحاكم مواقعهم للتهرب من العمل وتلقي الترقيات وهذا نموذج

في الشوارع سيارات فارهة اغلبها من صنع الصين تستخدم سيارات أجرة.

الصين التي كانت لا تخرج من حدودها اليوم منتشرة في اغلب بقاع العالم جنودها في كثير من الدول والمناطق ليس للاحتلال والاستعباد وان للمساعدة أو يشاركون في قوات حفظ السلام الدولية.

أنا واثق أن الصين التي حققت المركز الثاني في كثير من الجوانب العالمية بوسعها أن تكون الأولى ، وان سياسة القطب الواحد الذي مارسته واشنطن للتحكم في العالم قد ولت إلى الأبد .

منذ عام 2000 وحتى اليوم نشاهد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية اليوم أفضل وضع عالمي معها حيت المظاهرات الحاشدة حول العالم وفي الولايات المتحدة وأوروبا لصالح فلسطين وضد إسرائيل وعدوانها واحتلالها وعصريتها هو مؤشر على تغير ضمن نظام عالمي جديد ، حتى الوضع العربي السيئ حيث انصاعت الأنظمة لأوامر ترامب بدا اندفاعها سرعته تهبط أصحاب التطبيع بدئوا في حالة من التراجع.

السياسة الصينية منذ عام 1963 حين بدأت مع حركة فتح ثم مع منظمة التحرير واستقبال احمد الشقيري الذي عاد بمساعدات الأسلحة ، كما عاد بعد أبو جهاد وياسر عرفات بمثلها علاوة على التدريب في معسكراتنا على الأسلحة الصينية والدورات الأولى قبل عام 67 هذا الجيل الذي تدريب في الصين وفيتنام هو من خاص معركة الكرامة حقق أول نصر عربي على الاحتلال.

الصين لا تغير بموقفها الذي ينسجم مع برنامج منظمة التحرير كما تتمسك بحل عادل للقضية الفلسطينية يتفق مع إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 الذي كان وليد الانتفاضة الأولى المجيدة.

وختم بالقول : نشكر الصين على ما تقدمه لنا من دعم متعدد الأشكال ، مهنئاً بالمؤتمر ونجاحه ونحن نسعد بالتطور الذي تشهده جبهة النضال ، مشدداً على إن التجربة الصينية تستحق الإضاءة عليها وتعلم دروسها.

د. احمد مجدلاني:

وقدم مجدلاني ورقة بعنوان " الدبلوماسية الصينية اتجاه القضية الفلسطينية : مواقف متوازنة تنسجم مع الشرعية الدولية والمصير المشترك ". استهلها بتقديم أحر التهاني باسم المكتب السياسي واللجنة المركزية وباسم كافة كوادر وأعضاء الجبهة للرفاق والأصدقاء في الحزب الشيوعي الصيني بهذه المناسبة.

وقال : ليس من باب الصدفة أن يحقق الحزب الشيوعي الصيني الانتصارات في وقت الثورة والتنمية والإصلاح ويحظى بدعم الشعب ، وقد تحقق ذلك بفعل الالتزام بقيادة الحزب لجميع الأعمال ، حيث أثبت ، أن الصين الجديدة والاشتراكية ذات الخصائص الصينية لن تتحقق بدون الحزب الشيوعي باعتباره القيادة السياسية الأعلى.

وأضاف : لقد بذل الحزب جهوده ، استرشادا بفكر شي جينبينغ الإصلاحية ، في دفع دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية ، والالتزام بالنظرة العالمية المعتادة والحلم السامي من أجل تقدم البشرية ، واحترام حق شعوب العالم في اختيار النظم الاجتماعية والطرق التنموية بالإرادة المستقلة ، والالتزام بدفع التعددية ودمقرطة العلاقات الدولية ، والوقوف إلى جانب الدول النامية الغفيرة والسير نحو الاتجاه الصحيح للتاريخ .

واعتبر مجدلاني التواصل الحزبي جزءاً مهما للعلاقات الصينية الفلسطينية ، ويلعب دوراً لا غنى عنه في دفع وتطوير التعاون بين البلدين في كافة المجالات ، حيث يحرص الحزب الشيوعي الصيني على تعميق التعاون مع عدد من القوى والأحزاب السياسية الفلسطينية ومن بينها جبهة النضال والتي تقيم علاقاتها بالصين منذ عقود حيث استلهمت الخبرات الصينية في المقاومة المسلحة في السبعينات والثمانينات من خلال ما يعرف بحرب التحرير الشعبية طويلة الأمد.

وأكد الأمين العام ، حرص الجبهة على إدامة وتطوير العلاقات الثنائية بين حزبينا لتبادل الخبرات والتصدي لنزعة الأحادية والهيمنة وسياسة القوة ، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والعدالة والإنصاف والتعاون والكسب المشترك ، بما يشكل نموذجاً لمبادرة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية ، خاصة وأن الصين تولي اهتماماً ملحوظاً بقضايا الشرق الأوسط وأزماته منذ عقود طويلة ، ارتبط ذلك أحياناً بدوافعناً بدوافع أيديولوجية وأحياناً أخرى بدوافع براغماتية ، سعياً إلى تحقيق مصالحها الإستراتيجية ، وقد تدرج هذا الاهتمام منذ الخمسينيات وإلى الآن بصورة أو بأخرى ، ليصل إلى الوضع الحالي للعلاقات والقائم على الموازنة بين مصالحها العالمية مع القوى الكبرى ودورها على الساحة العالمية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، ومصالحها الإقليمية واهتمامها بإقامة علاقات اقتصادية وعلمية وتكنولوجية مع إسرائيل.

وتابع .. تحرص الصين على لعب دور ما في التسوية الشرق الأوسطية ، وتعود هذه الرغبة إلى اعتقاد بكين أن مصالحها الكبيرة في هذه المنطقة تتطلب منها تحركاً ما للحفاظ على الاستقرار وعدم الانحياز والقيام بدور في العثور على التسوية في الشرق الأوسط.

وقال : تعود بداية تاريخ العلاقات الثنائية بين جمهورية الصين الشعبية والثورة الفلسطينية وحركة التحرر الوطني الفلسطينية إلى عهد الرئيس الرفيق " ماوتسي تونغ " ،حيث دعمت سياسة ماو الخارجية حركات التحرر الوطني في العالم الثالث ، فيما الآن دخلت التعاون الاقتصادي ، ويتطور التبادل الثقافي ، كما أن مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين تعد فرصاً جديدة لتعميق العلاقات الصينية – الفلسطينية ، وفي الصين قول مأثور : سفر ميزان الخيل ، ووقت ميزان الصداقة ، فسيظل الشعب الصيني صديقاً حميماً وحقيقياً للشعب الفلسطيني.

وراجع الأمين العام في ورقته ، المبادرات الصينية لحل القضية الفلسطينية : منذ فترة الرئيس الصيني" ماوتسي تونغ" ، حيث كانت الصين أولى الدول غير العربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ، ورفضت في الوقت نفسه الاعتراف بإسرائيل ، رغم اعتراف الأخيرة بها ، وهكذا فمنذ الأيام الأولى لانتصار الثورة الاشتراكية في الصين دشنت هذه الثورة وجمهوريتها الوليدة علاقاتها القوية بالقضية الفلسطينية وبالصراع العربي – الإسرائيلي ، على نحو مبدئي ، إذ صفعت الصين الشعبية الباب في وجه إسرائيل التي سارعت إلى الاعتراف بالصين الشعبية.

إن مؤتمر " باوندونغ " عام 1955، شكل بداية الانفتاح الصيني على القضية الفلسطينية ، من خلال انفتاحها التدريجي على العالم العربي ، بعد اللقاء التاريخي الذي جمع بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الصين آنذاك “ شوآن لاي ” ، على هامش المؤتمر ، والذي أعقبه اعتراف مصر بالصين الشعبية عام 1956،

فترة الإصلاح الداخلي والانفتاح على الخارج حيث مرت الصين بعد وفاة “ماوتسي تونغ” بفترة انتقالية ، وسنوات الانفتاح ، والتحديث الصيني الشامل ، وهذه المرحلة لا تزال مستمرة حتى الوقت الحاضر ، لكنها واصلت مواقفها بمساندتها لحركة المقاومة الفلسطينية أثناء حوادث أيلول الأسود عام 1970، التي شهدت وفاة الرئيس " جمال عبد الناصر" ، وكان لذلك مدلولان لدى حركة المقاومة الفلسطينية ، أولاً : أنها فقدت أكثر مؤيديها قوة وتأثيراً في العالم العربي ، وثانياً : كان ترك المنظمة لتتعامل وحدها مع صعوبات السياسات العربية الداخلية ، لذا فقد قيد موقف الصين من قضية فلسطين عقب دخول الصين الأمم المتحدة في 25 نوفمبر عام 1971، بسبب الخلافات العربية حول السياسات التي يجب إتباعها ، ولأنه لم يكن لدى الصين موقف عربي موحد يمكنها الانحياز إليه ، فقد اختارت سياستها حسب ما تمليه الأهداف الصينية ، وبالتالي فإن تصويتها على الحل السياسي عكس أولوياتها الدولية.

وفي 29 نوفمبر عام 1979 أعلن رئيس وزراء الصين المبادئ التي يقوم عليها السلام في الشرق الأوسط ، وهي تأييد الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة : حق العودة إلى وطنه ، وحق تقرير المصير ، وحق إقامة دولته ، واسترجاع الأراضي المحتلة.

وتابع .. بدأت الصين مند منتصف الثمانينيات تراجع مواقفها المؤيدة علناً للدول العربية في صراعها مع إسرائيل، ونلمس ذلك بالتحديد في عام 1985 عندما اكتفى رئيس مجلس الدولة الصيني بتكرار (تأييد الشعوب العربية ضد سياسة التوسع الإسرائيلي) وأكد هذا التوجه في السياسة الخارجية الصينية تجاه السلام في المنطقة ، وزير الخارجية الصيني آنذاك عام 1986 عندما صرح بقوله : " إننا نؤيد المفاوضات السلمية التي تخدم الحل العادل والشامل لمشكلة الشرق الأوسط.

كما أنه في أعقاب بداية مفاوضات السلام بين العرب والإسرائيليين ، أعلنت الصين عن رغبتها في القيام بدور رئيسي في عملية السلام رفضت إسرائيل دخول الصين كطرف في عملية السلام إلا بعد أن تعترف بإسرائيل اعترافاً كاملاً ، وبعد أن تقيم علاقات دبلوماسية كاملة معها .

وقد دعمت الصين المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية ، وعملت على تشجيعها وعدم توقفها، كما دعت إلى عدم اتخاذ الإجراءات أحادية الجانب مع ضرورة تنفيذ الأطراف الاتفاقات الموقعة عليها

وقال " تشياي تشي تشن " وزير الخارجية الصيني أن سياسة الصين تجاه القضية الفلسطينية تتلخص في خمسة عناصر أساسية منها •أن محادثات السلام ينبغي أن تسير على أساس تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالشرق الأوسط وصيغة الأرض مقابل السلام المتفق عليها في مؤتمر مدريد.و تنفيذ كل الاتفاقيات الموقع عليها بشكل جاد

ومما يؤكد على موقف الصين تجاه القضية الفلسطينية والفلسطينيين الاستقبال الحافل الذي لقيه الرئيس الفلسطيني “ ياسر عرفات ” في زيارته للعاصمة الصينية بكين يوم 13 يوليو 1998، وبحضور الرئيس الصيني “جيانغ زيمين” في ساحة " تيان أتمين" الكبرى ، حيث يستقبل رؤساء الدول والشخصيات الدولية المرموقة –لفت الانتباه مجدداً للدور الصيني من القضية الفلسطينية ، وهو دور تاريخي سباق ومميز في مساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ بدايتها الأولى.

والذي يسترعي الاهتمام حقاً أن التطورات العاصفة التي مر بها الصراع العربي – الإسرائيلي منذ يوليو 2000، وأبرزها فشل قمة " كامب ديفيد " الثانية ، واشتعال انتفاضة الأقصى ، واتجاه إسرائيل إلى نسف خطوات التسوية ، لم تؤثر في مضمون الموقف الصيني ، وواصلت بكين سياستها الداعية إلى ضرورة التزام الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بطريق المفاوضات ، ونبذ العنف ، واحترام الشرعية الدولية.

وهكذا أعلنت الصين دعمها لخارطة الطريق ولخيار المفاوضات وللجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة الأمريكية ، وروسيا ، والأمم المتحدة ، والاتحاد الأوروبي)، وبالمناسبة ، فإن كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ترفضان عضوية الصين في اللجنة الرباعية!.

وقد تقدمت الصين بمبادرة جديدة لحل القضية الفلسطينية أثناء استقبالها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق " بنيامين نتنياهو" والرئيس الفلسطيني محمود عباس في مايو 2013، وترى في هذه القضية كجوهر لكل قضايا الشرق الأوسط ، ولقد طرح الرئيس الصيني " شي جين بينغ " الرؤية الصينية ذات النقاط الأربع حول تسوية القضية الفلسطينية خلال مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، كما يلي :

وصولا إلى مبادرات الصين لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في المرحلة الجديدة ، حيث قدمت منذ 2010 ثلاث مبادرات دبلوماسية في صلبها قيام دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية , وأن تعلن التعايش السلمي مع إسرائيل ، وان التفاوض يجب أن يكون السبيل الوحيد للسلام مع التنازل من قبل الجانبين لتحقيق ذلك ، ووقف عملية الاستيطان الإسرائيلي. ورفع الحصار عن قطاع غزة ، وان أساس تسوية الأزمة “الأرض مقابل السلام” ، وان على المجتمع الدولي أن يلعب دور لتنمية الدولة الفلسطينية.

 

وقد رحبت دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية بهذه المبادرة وكافة المبادرات اللاحقة، وأبدت الاستعداد للعمل مع الصين وكافة الأطراف المعنية على تطبيقها.

وختم مجدلاني القول إن السياسة الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط وفلسطين عبر المراحل التاريخية اتسمت بالتطور المتناسب طرداً مع المتغيرات الحاصلة على الساحة الدولية وأهدافها في تحقيق الأمن القومي والسلام العالمي، وبانتهاج سياسة العمل الدولي المشترك لتدعيم سياستها الخارجية وقوتها الاقتصادية ، إلا أن الدور المركزي للسياسة الخارجية الصينية تجاه الصراع العربي – الإسرائيلي لا يتناسب مع حجم الصين كقوة عظمى مؤثرة في النظام الدولي ، كونها أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ، وإحدى القوى الاقتصادية الكبرى في العالم

وقال : الصين من أوائل الدولة التي اعترفت بالدولة الفلسطينية عام 1988 ، وأيدت بقوة منح فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة وفقاً للقرار 67/19 عام 2012 ، وتقيم علاقات سياسية قوية مع منظمة التحرير ومع العديد من الأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية، وتقدم الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية بمختلف المجالات ، الأمر الذي يمكن أن نتوقع استمراره في المستقبل ، دون أن تتخلى عن دعم حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

WhatsApp Image 2021-07-01 at 2.27.26 PM

 

WhatsApp Image 2021-07-01 at 2.27.24 PM

 

WhatsApp Image 2021-07-01 at 2.27.23 PM

 

WhatsApp Image 2021-07-01 at 2.27.22 PM


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله